في كلمة لرئيس مجلس القضاء الأعلى اللحيدان: أصحاب الحساب لا يمكن أن يتفقوا والتشريع الإسلامي لعامة الناس علينا الاعتناء بشهر الخير ونقوم بحقوقه |
* الرياض واس
سجل رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان كلمة لوكالة الأنباء السعودية عقب صدور بيان المجلس المتضمن ان أمس الأربعاء هو المكمل للثلاثين من رمضان فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين,, والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين أما بعد:
أوصي اخواني المسلمين في كل مكان ان يتقوا الله جل وعلا,, ويصلحوا ذات بينهم ويقيموا شعائر الدين ويخلصوا لربهم جل وعلا العبادة,, ويتبرؤوا من كل ما يخالف الاسلام من الأقوال والأعمال وان يتعاونوا فيما بينهم على البر والتقوى وان يهتموا باركان الاسلام وان يجدوا ويجتهدوا في العمل الذي من شأنه ان يرفع مكانة الأمة الإسلامية فإن الأمة الاسلامية قد أصابها من الأغواء والشدة وتكالب الأعداء ما تحتاج معه الى أن تقوم لله جل وعلا قومة مخلص في العبادة قائم له باخلاص التوحيد.
ثم اني احثهم وأحث نفسي بأن نعتني بهذا الشهر المبارك وان نحسن استغلاله وان نقوم بحقوقه من احكام الصيام والمحافظة على الصلوات في أوقاتها والجد والاجتهاد في التهجد في لياليه والتضرع إليه جل وعلا بأن ينصر الاسلام والمسلمين ويصلح حال أمة الاسلام ويهدي كل ضال إلى دين الحق كما أسأله جل وعلا أن يوفقهم للقيام بأمره.
انني أنصح نفسي واخواني بألا يرحل هذا الشهر إلا وقد رحل بذنوبهم وفازوا بالعتق من النار فإن من أدرك شهر رمضان حرص به ان يأخذ بالأسباب التي من شأنها ان يفوز معها بالعتق من النار, وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، وقال صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .
وأحث نفسي واخواني على الاحسان الى الفقراء والمساكين وبذل المستطاع لانعاشهم ورفع الضائقة عنهم وتفريج كربهم وان نجتهد بان نسأل الله ان ينصر المسلمين في البلاد المنكوبة من أعداء الاسلام كالشيشان وغيرها وان نمدهم بما نستطيع ان نمدهم به من دعاء وتأييد وبذل عسى الله جل وعلا ان يرفع عنهم ما حل بهم وان يرد أعداءهم على أعقابهم.
كما أؤكد ضرورة احترام الشهر بالبعد عن الغيبة والنميمة وسيئ القول وقدح العمل فان هذا الشهر اما أن يكون شاهداً لنا واما أن يكون شاهداً علينا.
أسأل الله بأسمائه وصفاته الذي وصلنا وبلغنا هذا الشهر الكريم ان يتقبل منا فيه الأعمال الصالحة ويتجاوز عن الأعمال السيئة وان يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين.
وفي رد فضيلته على سؤال حول بيان مجلس القضاء الأعلى أوضح ان العادة المتبعة في هذه البلاد التقيد بالسنة النبوية الكريمة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: صوموا لرؤيته أي رمضان وافطروا لرؤيته، فان غم عليكم فاكملوا العدة , وفي حديث آخر لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فان غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً , ويقول عليه أفضل الصلاة والتسليم: نحن أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب .
وليس معنى هذا ان أمة الاسلام أو العرب لا يقرؤون ولا يكتبون فقد كانت الكتابة شائعة منتشرة في الجاهلية ولذلك في وقعة بدر لما أسر عدد من المشركين واصبحوا أسارى بيد المسلمين في المدينة من لا يجد فداء أمر بأن يعلم بعض ابناء المسلمين الكتابة والقراءة لتكون فكاكاً له من أسره، فالكتابة معروفة عند العرب لكن الأعم الأغلب فيهم انهم لا يقرؤون ولا يكتبون ولذلك في الحديبية كتبوا وثيقة بين النبي صلى الله عليه وسلم ومشركي مكة وكانوا يكتبون باسمك اللهم فالكتابة قائمة لكن النبي عليه الصلاة والسلام بين أن الأعم الأغلب في أمة العرب وأمة الإسلام ألا يقرءوا واذا نظرنا الى علم الفلك في هذا الزمن ونظرنا تعداد المسلمين وانهم يزيدون عن الألف مليون مسلم واردنا ان نعرف كم في هذا الألف من متخصص في علم الفلك ومعرفة منازل القمر وابداره واسراره وجدنا ان العدد قليل جداً بالنسبة لكثافة العالم الاسلامي فيبقى الأمر نادراً والتشريع الاسلامي العظيم انما جاء لعامة الناس وخاصتهم الاعرابي في باديته والفلاح في مزرعته والمسافر في طريقه مخاطباً بان يصوم اذا رأى الهلال ولو بلغ كل احد بأن يعتمد حساباً لضاق على الناس الأمر واشتد ولهذا كل من رأى الهلال وتحقق من رؤية دخول الشهر عليه أن يصوم فمن شهد منكم الشهر فليصمه والمملكة درجت ودأبت على التقيد بالسنة النبوية الصحيحة.
ثم أعرج على أصحاب الحساب فان علماء الحساب في الزمان القديم والحديث لا يمكن ان يتفقوا اتفاقاً تاماً ثم لو فرض اتفاق يشترط في الخبر ان يصدر عن الثقات والعدول الذين تقبل شهادتهم اذا شهدوا ويحكم بها بالدماء والأموال والاعراض ولهذا التقيد بالسنة والعمل بها هو النجاة والفلاح والسعادة والتقى.
فاسأل الله أن يوفق المسلمين بالتقيد بسنة نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم.
|
|
|