يهلُّ علينا الشهر الكريم,, شهر رمضان المبارك,, فيعبق أريجه في أرجاء المكان,, ونتنشّق عبيره ملء صدورنا,, ونرفع أيدينا مبتهلين داعين ضارعين,, أن تحل علينا بركاته,, وأن نكون من الصائمين القائمين,, فنحظى بالرحمة والغفران من ربٍّ رحيم جواد كريم.
,, يهلُّ علينا رمضان,, والعالم الإسلامي الكبير,, الذي تجمعه كلمة التوحيد,, وتوحده رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين,, يعاني ما يعاني من مكامن الوجع,, ومواقع المعاناة والمآسي والآلام,.
شعب الشيشان المسلم يعاني من القصف والتدمير,, بل والإبادة بالأسلحة التقليدية والكيماوية والعالم يشجب ويشجب ويشجب!!
الملايين من أبناء المسلمين في أفريقيا,, يعصف بهم الجوع,, وتلعب بهم الفاقة,, ويقعون نهباً للجهل والمرض,, ويتعرضون للاستلاب والإغراء للتخلي عن دينهم وعقيدتهم مقابل لقيمات قد تسد الرمق,, وجرعة دواء قد تخفف الألم,.
الفتن والقلاقل والحروب وغيرها، تعمل عملها في الملايين من المسلمين في قارة آسيا,, واقتتال الفرقاء في أفغانستان يُدمي قلب كل مسلم,, ولا يملك أحدٌ أن يوقف نزيف الدماء ورصاص الاحتراب,, فلا حول ولا قوة إلا بالله.
نفرح برمضان,, ونستبشر بقدومه,, لكن ثمة غصة تنشب أظفارها في الحلق,, وثمة دمعة تغالب العين وتغلبها,, كلما رأينا ما يحيق بالمسلمين في بعض البقاع,, وكلما تابعنا حالات الشتات لأمةٍ تجمعها العقيدة السماوية الواحدة,, وتوحدها القيم السلوكية والأخلاقية التي هذّبتها روح الإسلام وارتقت بها إلى أعلى الدرجات.
,, نعم,, ثمة غصة في الحلق,, وثمة دمعة في العين,, لكن الأمل والرجاء لا يخبوان في قلب كل مسلم,, فالمسلمون لهم عقيدتهم,, والمسلمون لهم قدراتهم,, والمسلمون لهم إمكاناتهم,, ولو اقتدت كل دول العالم الإسلامي بما تنتهجه المملكة حرسها الله من نصرةٍ ودعم ومسارعة بالمساندة للمسلمين في كل مكان,, لاستطعنا جميعاً بحول الله أن نُزيل كل أثر لغصة,, وأن نمسح كل أثر لدمعة, جاء رمضان,, فأهلاً بمقدمه الميمون,, أعاده الله علينا وعلى كل الشعوب المسلمة بالخير والرفعة,, والتعاضد والتكاتف,, داعين أن يكون هذا الشهر فرصةً لكي يتدارك المسلمون ما يحيق بهم,, ليدرءوا عنهم كل مواطن الفرقة والفتن,, ما ظهر منها وما بطن.
الجزيرة