نردد ببلاهة عرجاء قول بعضهم:
نبني كما كانت أوائلنا تبني,, ونفعل مثلما فعلوا!! |
ثم نعقب عليه بآخر اشد وأمر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه!! |
يقول الدكتور محي الدين اللاذقاني: (ان سر نجاح اليابان، كما أظن، يكمن في نظامها الصعب مع تراثها وعقليتها التقليدية المحافظة، وقد استغرق ذلك الفصام عهد (الميجي) بكامله وكان نظاما شجاعا وجديراً بالتقدير فقد عرف المثقفون اليابانيون عما جاء على لسان فوكوزاوا ابرز مفكري ذلك العهد انهم يقيمون قطيعة مع الارث الآسيوي المشرقي ليزرعوا حضارتهم الجديدة في احشاء الغرب دون ان يكونوا بالضرورة مثله او نسخة كربونية عنه!!
وكان ذلك الفطام مطلوبا عربيا لكن كيف نفعله، ومن يجرؤ عليه اذا كانت حركة الاحياء الادبي وهي الاكثر فاعلية وجدت نموذجها في الماضي، وليس في المستقبل) الشرق الاوسط العدد 7476.
ان لكل عصر لغته ولكل جيل متطلبات ولكل حقبة اسئلتها الحضارية وأدواتها الخطابية ولك ان تتخيل كلمات مثل لله دره ولا ناقة لي فيها ولا جمل، وهن كالغزال، وعيونها كعيون المها!!
ولك ان تتأمل قبح من يصف قوة الرجل بضرب السيف، وركوب الخيل، والمكان الخالي اصبح دارا للآرام بين الدخول فحومل!!
لعل العقاد -رحمه الله- حين نادى بتحرير الحس من خلال تنظيف الذاكرة من الموروث واستبدالها (بالواقع الحالي، والمستقبلي) لعله قد ضرب في حديد بارد!! ان القرن القادم قرن تحديدات تتطلب منا شجاعة وجسارة بحيث يبقى (ما يستحق البقاء) ويرحل مالا يستحق فالذنب ذنب الايام التي تدور في اشيائها، ومتطلباتها ومعطياتها!!
يا خوفي من المستقبل حين يصدق علينا قول الاستاذ عمر فاخوري الذي يقول: (ويغلب على الظن ان الشرق سيظل في موكب الزمان، ناظرا الى وراء)!!
لعل المستقبل يضيء بالامل، والحياة تبدو اكثر اشراقا مع قادم الايام والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
AL- Arfaj * Hotmail. COM