* يذكر أستاذنا الجليل/ عبدالكريم الجهيمان، في استجوابه المطول على يد الكاتب/ عبدالحفيظ الشمري أن نوادينا الأدبية تحتاج إلى دماء شبابية جديدة تتفاعل مع معطيات العصر ونتاجات الساحة المحلية ثقافياً وأدبياً، ألقى أبوسهيل بتحية مقدرة لنادي جدة الذي قدم العديد من النشاطات والمطبوعات على صعيد النتاجات الأدبية، والدوريات والمتابعات الجادة، وهي شهادة لا نكاد نختلف معه فيها إذاما مسحنا بنظرتنا على واقع الحركة الأدبية المحلية لنطل على النوادي او بعضها فلا تجد شيئا يثبت وجودها وفاعلياتها سوى إقامة مالايسمن ولا يشبع من جوع العقل المطعمة بموائد المفطحات وإلى تعبئة البطون سر !
على مفزة فرسخ مما سبق نقف بتقدير حقيقي عندما نقوم به بعض فروع جمعيات الثقافة والفنون في المملكة، حيث نجد إنابتها دون تكليف عن النوادي التي ترفع لافتات الثقافة والأدب,, وهي عنهما بعيدة عشرات الآلاف المفرسخة.
* * *
في فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام ينهب الغبطة من خلايا الضلوع، والذاكرة، فهو لا يكاد ينتهي من نشاط فعال محترم حتى يكون قد جدول لآخر أكثر عطراً.
قد يقول المتكئون والمتكأكئون، وكما نعلم فكل إناء بما هو فيه ينضح ,
الطيور تصفق لبعضها، غير ان للتاريخ اسئلة لايمكن قتلها بمجرد الهوى، ومن رفع سبابته في وجه الزمان وقايضة بلغة الإشارة فلابد انه يحيا زمنه الثقافي كمن يركب مطيته بالمقلوب الحجاوي .
الوافع لا يقبل تغطيته بدثارات أكل الزمان عليها و,,, فليس بيدي ولا بيدك المغالطات.
اقول جمعية الدمام منار فعال على شاطىء الخليج السعودي، لأنه يتفاعل مع إيقاع اليوم الإنساني الثقافي، برغم إمكانياته المحدودة، ومساحة مبناه الضيقة المستأجرة، غير أنه فرع أشعل شمعة ولم يلعن الظلام، وشرف الرئاسة نشاطاته ، فله كل التقدير.
* * *
ألا ترى ان لبعض فروع الجمعيات المحلية وجوداً نشاطاً يستحق التقدير بفاعليته المتجاوزة لفروع النوادي الأدبية،مع ان للنوادي سمعتها وإمكانياتها وثقلها ومبانيها وإداراتها وسكرتارييها,, فهل تذكر على سبيل الحصر أم العد,,؟
في جمعية الرياض، وفي إقامة علاجية هناك,, علمت ان امسيات أسبوعية تقام لمناقشة الإصدارات الجديدة خاصة السردية منها في نادي القصة,, كان آخرها مجموعة الدكتور حسن النعمي حدث كثيب,, قال ، كنت مغتبطاً الى حد تمنيت فيه ان احضر بسريري,.
لا اعلم عن حضور الصوت النسائي,, وهل يعتبر نتاج هذه الأصوات على الورق بلا صورة فقد بلغنا ان اصواتا مشاركة طي حدود ظروفها، داخل جمعية الثقافة بالدمام .
* * *
في فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة يقدم عدداً من النشاطات التي تجاوزت بمحدوديتها ما لم يأت على ذاكرة المتطلع اليها، بل ان الادارة والمتعاونين يساهمون بذات اليد وبالمعنوية من أجل اكتمال النشاطات، ولا عجب اذا قلنا ان تكلفة العشاء الدسم الذي تعودت عليه النوادي الادبية,, قد يكفي للانفاق على امسية ادبية اوثقافية تقام بالجمعية الموقرة، هذا ما سوف يبقى من حقيقة للواقع وللجواب على سؤال التاريخ الذي لايقبل المجاملة,ان الجميلين بفرع الجمعية بالباحة، والجميلين من المثقفين المحيطين وأهل الميول,, يخجلونك بصدق وكرم وحب تفاعلهم وحضورهم.
* * *
في فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل وحيث تولى الاستاذ جار الله الحميد قسمها الثقافي,, نرى في كل نشاط مايدعو للغبطة والتقدير,, فمرة عن الشعر، ومرة عن الشعر باللسان الشعبي، ومرة في المحاضرات واخرى عن السرد، وما ذلك بغريب إذا ما اعطي كل مهتم مكان اهتمامه وفاعليته ونشاطه، ولازلنا ننتظر مايؤول إليه حضور استاذنا إبراهيم الناصر الذي سمعنا عنه ما سوف يتحقق بإذن الله.
* * *
كنت ارغب في الاشارة الى نقطة صادقة لتوضيح فعاليات الجمعية امام نعاسات وولائم بعض النوادي التي ان باضت بيضة الديك فإنها تحمل بداخلها مثلما تحمله بيضة الغراب، فتضيف الى اكوام الزبد هباءً كان يمكن ان يقدم لحركة الثقافة والادب في بلادنا شيئاً يذكر,, الا ان مثل هؤلاء لايقدمون للوطن الا الغث الذي يدعو الذباب للتهافت على تهافته.
ومن التهافت مايستجد الحياة ويعكر الانفاس لو يعلمون وهم يعلمون لكنهم يربضون كالهضاب في الطرقات غير مبالين,, فهل رأيتم كيف يتشبث الأعمى بالمطية.
تلويحة:
يقول الشاعر بايرون :
إن المعرفة ألم,,, إن الألم حكمة