مبروك علينا رمضان د, فهد حمد المغلوث |
بكل عبارات التهنئة الحلوة وبكل كلمات الترحيب الرائعة نقول ومن اعماق قلوبنا خالصة: مبروك علينا دخول شهر رمضان المبارك اينما كنا وتحت اي الظروف نحن فيها، في اي وطن وعلى اي ارض، بمفردنا كنا او مع اشخاص آخرين، في صحتنا ومرضنا نشعر بالسعادة كنا ام بالالم يعتصرنا.
نعم مبروك علينا جميعاً قدوم شهر رمضان الكريم، لانه لا فرق بيننا سوى بالاعمال الصالحة والطاعات والمنافسة على فعل الخيرات مبروك علينا هذه المناسبة العظيمة الغالية على قلوبنا جميعاً والتي ننتظرها بفارغ الصبر كي نراجع فيها حساباتنا الماضية واوراقنا القديمة وملفاتنا الشخصية المتراكمة على مدار العام دون ان نتصفحها بروية وعمق.
مبروك علينا هذه الايام المباركة واللحظات الحلوة التي لا تعوض والتي لا ندري هل يبقينا الله لان نعيشها كاملة فنعوض فيها ما فاتنا في الايام والشهور والسنوات الماضية ام يطمس قلوبنا فيلهينا عن الطاعات والخيرات بالملهيات والمعاصي والانشغال بأمور الدنيا من يدري؟.
يا الله ما اشد حاجتنا لرمضان في هذا الوقت الذي اختلط فيه كل شيء ولم نعد نميز فيه شيئا، ما اشد حاجتنا لمناسبة عظيمة روحية كهذه كي تكون مرآة صادقة نرى فيها انفسنا بكل محاسنها وعيوبها.
ترى من غير رمضان الخير يغسل ذنوبنا الكثيرة ويطهرنا من ادراننا المتراكمة؟ من غير رمضان الخير يخلصنا من الضغائن ويمحوها من داخلنا وينتزع من قلوبنا الحسد والاحقاد؟.
من غير رمضان الخير يشفي آلامنا ويداوي جروحنا ويبعد عنا همومنا وغمومنا ومشاكلنا المتراكمة علينا؟.
من غير رمضان الخير يشعرنا بالقول والثقة بالنفس والرجوع الى جادة الصواب؟.
من غير رمضان الخير يروي عطشنا لكسب رضوان الله عز وجل ويشعرنا بالرضا عن انفسنا؟
من غير رمضان الخير يجعلنا مرتاحي الضمير، لا نحمل على احد، لا نتمنى ما في ايدي غيرنا، بل يجعلنا ننظر للحياة نظرة مشرقة متفائلة اساسها القناعة والرضا، بما قسمه الله لنا والنية الطيبة الصادقة والتوكل على الله في كل اعمالنا والشكر له سبحانه على ان وهبننا نعمة العمل وصحة البدن وسلامة الضمير ونقائه.
بل من غير رمضان يعيد الى بعضنا بعضاً من هويته الضائعة ان لم تكن كلها ويجعل له قيمة بينه وبين نفسه.
ألا يكفي انه شهر التوبة والتسامح والغفران والمثوبة والأجر؟.
ألا يكفي ان اوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار؟.
فماذا اكثر من ذلك نريد؟.
هل نضيع الفرصة الغالية وهي بين ايدينا؟ هل نندب حظنا والخير كله مازال ماثلا امامنا؟.
لا داعي للتحسر على ايام ولت دون ان نستفيد منها، فما زال امامنا الكثير مما يمكننا عمله، مازال امامنا الكثير بما يمكننا قوله والتلفظ به، ومازال امامنا متسع من الوقت لنفكر بما نريد في اجواء صافية هادئة روحانية ملؤها الحب والود والصدق ومن عساها تكون تلك الاجواء الرائعة غير اجواء رمضان الصدق والعمل الصالح؟.
بامكاننا لو اردنا ومن الآن ان نفتح صفحة جديدة بيضاء بل صفحات جديدة ناصعة البياض وان ننسى اخطاء الماضي وترسباته ولا نفكر سوى بما نريد ان نفعله فعلاً كي نعود كما كنا.
بامكاننا لو اردنا ان نفتح تلك الصفحات البيضاء وان نخط فيها الاسطر التي نريدها وان نرسم معالم الحياة التي نحلم بها.
بامكان كل منا الآن ان يغمض عينيه ويقرر شيئا سوف يفعله وكان يتمنى ان يعجله في الماضي فلم يستطع,, شيء جميل يشعره بالرضاعن نفسة, بامكانك انت لو كنت على خلاف من قريب او صديق او في قلبك شيء ان تصر على مصافحته كي تشعر ان الدنيا بكاملها لا تساوي راحة البال وحب الآخرين لك بعد حب الله.
فلماذا المكابرة ونحن في رمضان في شهر التسامح، لماذا تحمل نفسك ذنوباً انت غير قادر عليها، لماذا تلحق بنفسك عيوباً لا تليق بك ولا تناسبك، لماذا لا تدع الناس ان تدعو لك من ظهر الغيب من خلال تعاملك الطيب معهم واحترامك لهم وتقديريك لكل ما يقومون به ويقدمونه لك؟.
انها اللحظات المناسبة لنغير بداخلنا اشياء كثيرة جداً لا نريدها لانفسنا ولا نرضى عنها انها اللحظات الملائمة التي نثبت فيها لانفسنا باننا اقوياء بديننا وارادتنا ومبادئنا.
ان مشاعر السعادة لو اردناها كثيرة واكثر من ان تحصى وبالذات من هذا الشهر الفضيل، قم من مكانك الآن ان شئت واذهب لوالديك ضمهما اليك قبل رأسيهما بشكل مختلف مما كنت تفعل، ليس المهم ان تكون هناك مناسبة وان كنت محرجا فلا بأس قل انني قرأت مقالاً واردت تطبيق مافيه فدعنا نشاركك الآخر.
اذهب اليهما الآن اشعرهما في هذه اللحظات بحبك الحقيقي لهما واحسسهما كم انت ممتن لهما واطلب منهما ان يدعوا لك بان يوفقك الله ويسدد خطاك، وان كنت مازلت تشعر بالحرج والخجل يمعنك اجعل تلك الاضمومة لهما بمثابة الدعابة المصحوبة بالابتسامة او المزحة ولكنك في قرار نفسك حاول ان تشعر بهما ولو لدقيقة او دقيقتين قد يردانك اذا لم يتعودا منك ذلك ولكن ليزيد اصرارك على ان تبقى معهما برهة من الزمن وحينها حلل مشاعرك.
بالله كم هو شعور جميل ان تشعر بحنان والدينا وعطفهما علينا ولو من خلال اضمومه قصيرة,, تمر علينا السنوات الطوال فلا نقترب منهما سوى في المناسبات اثناء السلام عليهما وتقبيلهما اما عدا ذلك فسلام عادي ومصافحة نمطية لا تخرج عن كونها عادة اكسباها مع مرور الايام أهذا كل شيء؟.
قد يقول قائل ومابالك ممن حرم والديه ماذا يعمل؟,, والى امثال هؤلاء نقول مازال بايدينا الكثير لكي نقدمه لهم بامكاننا ان ندعو لهم بالرحمة والغفران وان يثيبهما الله على كل ما قدماه لنا.
بامكاننا ان نكون ابناء صالحين نعرف حقوق ربنا علينا وحقوق الناس ونكون صادقين مع انفسنا، ألم يقولوا منذ زمن إن الاب لا يريد ان يكون احد افضل ولا احسن منه سوى ابنه؟ ألم يقولوا ذلك، سوف يسعد بذلك وسوف تفخر انت بوالديك، بامكاننا ان نتذكرهما بالخير ونحاول ان نجعل لهما صدقة جارية مهما كانت بسيطة.
بالله ان جزءاً من رد الجميل جزء من المعروف الذي طوفانا به طوال حياتهما من اجلنا من اجل ان يريانا افضل الناس ولا نحتاج للآخرين,, الآن قبل ان نغادرك هل انت بالفعل تريد ان تقوم بشيء مما ذكرناه؟.
انه كثير ولكن لماذا لا تبدأ بالقليل؟,, فحتى الآية من القرآن فيها بركة اذا داومت عليها المهم ان تعقد العزم من الآن وتحدد ماذا تريد.
قم الآن على بركة الله مصحوباً بدعواتنا الصادقة وتذكر ان تذكر الله اولا تشكره وان تبتسم وتطلق تنهيدة كبيرة وطويلة من صدرك وتبادر لما عقدت عليه العزم دون تردد او خجل وان لم تستطع فكرر المحاولة ولو مع شيء آخر المهم ان تبدأ فالاعمال الخيرة كثيرة ولا تنسانا من دعائك وكل عام وانتم بخير.
همسة
هل تعرف؟
حينما اتذكرك
اتمناك معي
لا تفارقني لحظة واحدة,.
وحينما اتخيلك معي,.
حينما اشعر بك بجانبي
فلا تسألني عن مشاعري!
لاني حينها:
أشعر بسعادة غامرة
ترفرف علي!
اشعر تلك السعادة
لم تكن يوما سوى لي!
كل هذا,.
لانني اشعر بدعواتك الصادقة,.
ترافقني اينما ذهبت,.
تلازمني حيثما حللت,.
تشعرني كما انا محبوب
تحسستي كما انا مرغوب
لست رقما في حساباتك
بل مكانا في قلبك
فقط لانك تحبني بصدق
لانك تذكرني بالخبر دوماً
ترشدني اليه
تحثني عليه
لانك تشعرني
ان الحياة اخذ وعطاء
وان الحب بذل وتضحية
واننا من دون رضا الله
لا شي, لا شيء!.
|
|
|