بوح أفكار للتساؤل إبراهيم الناصر الحميدان |
ونحن في هذا الشهر المبارك لا نستطيع الا ان نطل على القارىء ببعض الرؤى الخفيفة احتراما للمعاناة التي يستلذ فيها عندما يؤدي ما فرضه الله عليه من واجب ديني هو من اركان هذا الدين الحنيف فيتذكر اخوانه ليس في وطنه فحسب وانما في ارجاء المعمورة فتمتد مشاعره نحوهم بالدعاء وهو اقل المساهمات وان ارتفعت بمكانتها الى رب العالمين لتضاهي ما هو افضل من اي مساهمة مادية رغم ان حياة البشر اليوم قد عجنها الرأسماليون بالمادة فأصبحت مع الاسف لها الكلمة العليا, وعند هذه النقطة اتوقف مع رجال المال في الوطن لاطرح عليهم هذا السؤال الذي لم افهم له اي مبرر من تمسك رجال المال به وجعله بعض ادبياتهم اليومية ذلك ما يتعلق بالتقسيط الذي اصبح اليوم وسيلة لشراء ما يثقل على محدود الدخل تأمين ما تحتاجه اسرته دون التعامل معه فاستغرب مثلا لماذا يصر رجال الاعمال على رفض البيع لمن تركوا الوظيفة واخذوا يتقاضون رواتب تقاعدية هي حقهم المشروع في الحصول على ما دفعوه من مرتباتهم الى جانب من عملوا معهم وهكذا فالراتب التقاعدي لم يأت منة او مساعدة من احد انما هو حق حصده ذلك الموظف من خدمته الطويلة في جهاز ليس حكوميا او حكومي ايضا عفواً لانه كان في ذهني هذا النظام الذي طرح من مدة طويلة على مجلس الشورى حتى اصبح كما يقولون في مراحله النهائية بعد ان ادخلت عليه تعديلات كثيرة لتقريبه من النظام التقاعدي للدولة لالتمس كمتقاعد ان يستفيد منه الذين تقاعدوا من قبل اي جعله او بعض مواده على الاقل بأثر رجعي لان المساواة بين جميع الناس هي من اهداف سياسة الدولة ولم يرتكب المتقاعد السابق اي جريرة حتى ينال هذا التفريق مع المتقاعد الحديث لان العاملين السابقين هم احق بالميزة لمعاناتهم السابقة في الاعمال قبل ادخال هذه التسهيلات والوسائل الحديثة التي تخفف من الجهد ولنتذكر ظروف العمل في الماضي حين كان بضعة اشخاص يجلسون على طاولة واحدة بدون وسائل حديثة مثل التكييف والرجال الذين يقفون على خدمتهم شأن اليوم.
وهلّ هذا الشهر الكريم انسب الاوقات للشعور بالترابط الاجتماعي وتذكر معاناة اولئك الذين وضعوا اللبنات لمسيرتنا الحضارية التي اصبح الجيل الذي بعدهم يعيش نتائجها الايجابية الحسنة, واتوقف هنا لان الصيام قد يجعلنا نسرح مع احوالنا الماضية لاعود الى سؤال رجال الاعمال المحترمين الذين يحترمون من كافح مع آبائهم حتى شاء له النظام ان يرتاح بينما يستطيع مواصلة الانتاج وذلك من اجل ان يفسح المجال الى الجيل الجديد الذي من حقه وواجبه ان يجد الابواب مفتوحة امامه لتكوين مستقبله ويواصل مسيرة من سبقوه.
اقول لرجال الاعمال الطيبين بقلب مفتوح لماذا ترفضون ان ينخرط الرجال المتقاعدون في نظام التقسيط فينالوا ميزاته ان كانت له ميزات لانه دين مؤجل واجب السداد في حقيقته بل ولماذا ايضا ترفضون ان تشتري المرأة العاملة في هذه الميزات ايضا طالما هي تتقاضى مرتبا ثابتا مثل الرجل وتستطيع ان تحصل على شروط التقسيط بما فيها الكفالة اسوة بالرجل وهذا الحال ينسحب ايضا على المتقاعد الذي يتقاضى مرتبا ثابتا؟
يا رجال المال انظروا الى امامكم والى ما يسهل امور عباد الله في هذه الاوقات الروحانية,, تذكروا انكم لم تولدوا جميعا وفي فمكم ملعقة من ذهب وهذا فخر لكم فالرجل العصامي مفخرة لأبنائه حين يجلس بينهم ويذكر لهم معاناته حتى بلغ هذا المستوى من الغنى والثروة حتى يجعلهم على استعداد لتحمل الكثير من القادم من ايامهم ولا يتصورون ان كل ما يتمنونه من الممكن ان يتحقق دون كفاح وجد مثل صبر المؤمن على الجوع والعطش طيلة هذا الشهر الكريم الذي اوله رحمة واوسطه مغفره وآخره عتق من النار ويا لها من فضائل يحصل عليها المسلم لقاء صيام هذا الشهر وقيامه ان شاء الله.
|
|
|