* في غبطة الطفولة التي تلعب حلول درفات الامل,, الذي يشع من الشرفات,, فترصع الفضة وجه المكان والناس عندما ترسم الدهشة خطوات للصمت,, تداعب افق برودة الرخام,, فيورق الحب اشجاراً واعمدةً تمنح الراحة للمتعبين,, والاحلام الصغيرة من خلال شبابيك,, تخرج من خيوط الضوء الاولى لتحط على رؤوس الاشجار التي تسيج البيت الوحيد لتمنحه فرحة العصافير والاحلام الصغيرة لتليق بعشب يتطاول رويداً,, رويداً لتغطي السياج الحجري الوان الطين الاحمر والاصفر ولان البحر سيد العشاق والفيروز لغة الافق.
* ولان الزبد ثغر الموجة المشتهي والرمل قهوة الشاطىء,, ارأيتم بحراً يستحم في الشرفات وقهوة تفور من النوافذ,,؟!,, والشبابيك في وجه الجدار,, عيون مفتوحة على الفضاء الفسيح,, حيث الشبابيك في وجه الجدار وفي وسط قماشة الروح واللوحة,, كبداية افق,, يتدثر بالدفء والألفة,.
وفي شتاء الفصول التي ضيعت عمرها,.
* تأتي تلك السوسنات لتداعب صفار الحقول وهم جدائل للون في عطر النسيم,, وكالسنابل,, يعزفون الحان المتعبين وعيون الغزلان الجياع فوق الخليج وليل النسر العربي عندما يحاول عبدالله نواوي القبض على نوارس كل البحار في عطر الامسيات,, حيث هنا العشق وهنا الصبا وهنا الطير وهنا الوجع وهنا الفيافي وهنا العيون العاشقة الى الزغاريد,, والى نورس وهدب وجدار والرمال,, متشحاً بالسؤال,, والقلب متكئا على الذاكرة والحب وعيون الحبيب ولون الصحارى والآهات الجارحة,, بالهيام والريح والنار ورغوة الطين التي يرسمها الفنان/ عبدالله نواوي من رعشة العشق والحب والحياة والفن وساعة البوح الفنية لحبر الطفولة,, عندما يحاول ان يرسم عينيه على نخلة الذكريات والبيوتات الطينية النجدية والحجازية ومكة المكرمة وتلك الدفوف الشعبية التي انغرست في اصطياد الفراشات من فوق اعمدة البرق او تركها,, للرنين النحاسي في الشمس كما هي في خطوطه وألوانه,, او مع تلك الومضة اللافحة!
التي قد تفر منها المسافات من بين عيون الآخرين وهي ترى او تصرخ او تبرعم فوق القباب وبين الحقول وفوق النخيل بعد أن تشربت بماء الابار الجافة ايام الهمهات والصدى,, وما استراحت, ابداً,.
* وباسلوب واقعي اكاديمي مبسط قدم الفنان عبدالله نواوي تجربته مستفيداً من التراث الشعبي لاجواء المملكة وعاداتها وتقاليدها,, ناهلاً من مفرداته ذات المخزون اللوني الهائل, وقد تناول هموم الانسان ومعاناته بشكل عام والمرأة الشرقية بشكل خاص فجاءت تجربته تعكس الحالة الدرامية لشخوصه,, الى جانب تصويره للمنازل الطينية ذات الشكل المخروطي وتلك الشبابيك التي سكنت رؤياه في رؤى تشكيلية واضحة المعالم والتفاصيل فتارة انطباعية وتارة اخرى تعبيرية واخرى تجريدية الا ان الفنان عبدالله نواوي عبر عن ذلك بقوله انه يسعى من خلال تلك الرؤى الى ملاحقة هاجسه في البحث والتجريب,.
ولتطوير أدواته التشكيلية ولتأكيد شخصيته الفنية وتحقيق خصوصيته التي يبحث عنها بعيداً عن أثواب الآخرين.
وباسلوب رشيق وجميل يحمل الطابع الشرقي والهوية الشرقية في اسخداماته للخط الغرافيكي والرقش العربي والزخرفة الاسلامية النفسية مستفيداً من امكانيات صبغ اللون في اللوحة وبقيم لونية مختلفة مستقاة في لون التراب مبسطاً اعماله على طول تجربته الفنية وعلى مساحاته اللونية الفنية والمتناغمة والمتعايشة مع شخوصه وقد طرح من خلالها الاوضاع الاجتماعية والمشاهد الخلوية لبيئة عرفها كشكل خارجي او داخلي,.
لما بين المضمون او الحالة الداخلية التي امتزجت,, باحساساته المسكونة بالقلق والخوف والرمض والارهاصات عبر عصر السرعة والتكنولوجيا الحديثة بالاضافة الى تجربته التشكيلية على صعيد قربه من الاجواء الحالمة,, بعيداً عن دقة المعالجات الواقعية التي قد لا تعكس هذا الالم والمودة والبحث وهذه الرؤى,, في منتجة العمل,, ليقدمها بأسلوب لوني متطور وليحقق هذا الطموح الذي يسعى اليه الفنان/ النواوي في مسيرته الفنية والحياتية.
عبود سلمان العلي العبيد
عضو في بيت الفنانين التشكيليين بجدة
الرياض