مابعد معرض الخط العربي د, عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشعيل |
ودعنا قبل أيام معرض الخط العربي الذي اقامته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في حي السفارات بقصر طويق بالرياض وكان رائعاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من مضامين ثقافية وحضارية وشكل نافذة من خلالها اطلع المهتمون على إبداعات الخط العربي وكانت الدورة القصيرة التي جاء الاقبال عليها شديداً إلى درجة أن الهيئة عمدت إلى الاختيار من المتقدمين بالرغم من قيامها بجعل الدورة مجموعتين وزادت الاعداد إلى الضعف حتى ان الفصل المعد لتلك الدورة لم يستوعب المتقدمين.
على أية حال كانت هذه الدورة مؤشراً حقيقياً لما يمتلكه المواطن السعودي من حب للابداع وارتباط بالموروثات الاسلامية والعربية تدفع المتأمل إلى استرجاع ما جاء النقاش حوله بخصوص اقامة المعرض بنفس التصميم والاعداد في مناطق أخرى من المملكة ولا أعتقد ذلك صعباً لأن هناك جهات في مناطق أخرى قامت بنشاط مماثل في مجال الخط العربي ولكنه لم يحظ بالاعداد والتنفيذ بنفس مستوى وأهداف ماقامت به الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي يحرص رئيسها الأعلى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز على تقديم الافضل والأجود والأجدى لمختلف أنشطتها.
ولكن بعد أن جفت أقلام هؤلاء الخطاطين المبدعين الذين شاركوا بلوحاتهم بنهاية معرض الخط العربي الذي اقيم في مدينة الرياض برفع لوحاتهم التي مازالت تنبض بالحياة وأضفى عليها هذا المعرض وجوداً زمانياً ومكانياً في ساحة الابداع العربي والاسلامي ماهي الدروس المستفادة من هذا المعرض؟؟
عند استعراض كتاب إضاءات على معرض الخط العربي تطلعنا صفحاته الأولى على أهداف المعرض التي من أهمها دعم التواصل الحضاري والإبداع العربي من خلال القاء الضوء بصورة مركزة على نوادر المخطوطات والمقتنيات واللوحات الفنية التي استخدمت الخط العربي واستفادت منه، وكذا اتاحة الفرصة أمام المختصين في الخط العربي لطرح آرائهم وأفكارهم من خلال المحاضرات واللقاءات مع زيادة دعم قدرة انتشار مكنون الابداع المحلي والاسهام في دعم الميدان الثقافي في المملكة العربية السعودية, والتعريف بأهمية الخط العربي ودوره الريادي في الحضارة الاسلامية.
عندما قدمت الهيئة هذه الجهود فقد عبرت عن بعض أهدافها العامة التي يأتي في مقدمتها الاسهام في دعم واقع الرياض كمدينة حضارية وخاصة أنها ستستقبل مشروع الرياض عاصمة الثقافة لعام 2000 , ولعل هذا المعرض أحد اشارات ذلك المشروع وإن كانت أهداف المشروع تمتد الى جوانب متعدده الا أنه يعبر عن مدى المفهوم الحضاري الذي تسعى اليه المملكة العربية السعودية من خلال ماقدمه هذا المعرض من مكنونات تحتضنها المملكة وتسرى في اوعيتها الثقافية الرسمية والخاصة, كما يعبر ايضاً عن مدى تفاعل هذا المواطن مع المفاهيم الحضارية من خلال مشاركاته إما حضوراً وإما تفاعلاً مع أحد أنشطته ليبقى الدور على المواطن بأن يكون ذلك نداءات مباشره له ليعي مايهدف اليه المعرض ويكون عنوانه مفهوماً ذا خصائص تميز الابداع العربي الاسلامي الذي يدعونا للمحافظة عليه واستقرائه والاعتزاز به, والله الموفق.
|
|
|