للخيل مكانتها في قلوب العرب والمسلمين خاصة, وفي قلوب كل من عرفها عن قرب وتعامل معها وبها, وعلاقة العرب بهذا المخلوق العظيم الذي جاء ذكره كثيراً في القرآن الكريم وفي احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم , مرتبطة ارتباطاً كبيراً في كل الحالات السلم منها والحرب , فللخيل صولات وجولات تاريخية ساهمت فيها بفتوحات وساعدت في نشر دين الإسلام وفي أحلك الظروف المناخية او الجغرافية, اضافة الى ماتتمتع به الخيل من جمال ورقة ونعومة في وقت السلم فأصبحت ملهمة للشعراء في قصائدهم ومبعث افتخار للرواة في قصصهم وحكاياتهم, هذا الاعجاب والاستلهام امتد ايضاً للرسم,, فأصبحت الخيل رموزاً هامة في الكتب التاريخية والمخطوطات,, ودواوين الشعر,, حتى في العمارة نجد ان هناك الكثير من الصور والمنحوتات في الآثار المعمارية, واذا كان لهذا الرمز الجميل والتراثي في الكتب والمخطوطات القديمة فإن الامر لم ينقطع عبر المراحل المتتابعة وحتى يومنا هذا وبالذات في مجال الفنون التشكيلية بكل اساليبها ومدارسها وبأشكال متنوعة منها الواقعي المباشر ومنها الرمزي,, ولهذا اخذ العديد من الفنانين وفي مختلف دول العالم استلهام اعمالهم الفنية من الخيل وفي اوضاع واشكال مختلفة منها مايظهر قوة الخيل ودورها في الحروب ومشاركتها في معمعة الحراب السيوف دون خوف او تردد آخذة هذه الجسارة من جسارة فارسها, فجاء بحث الفنانين عن زوايا وجوانب الجمال والتناسق في الشكل العام للخيل في هدوئها أوضجيجها أو غنجها وكبريائها, وللخيل مواصفات كثيرة يعرفها العارفون من محبي الخيل ومقتنيها ويمكن ان نذكر ما يتداوله العامة, مثل الجبهة العريضة وهذه صفه لأفضل الخيول, وكذلك لرشاقة الذيل وجماله مايدفعها للشعور بالزهو والكبرياء كما للرقبة العالية من شعور بالقوة والاقدام ومن الاسماء المشهورة في الخيل كحيلان وحمداني وجيلفان، ودحمان وغيرها وأشهر الخيول العالمية الخيول العربية والتي تتصف بعمق الصدر, ومنها العالية الوقفة من الارض لطول ساقيها وهناك ماهو صغير الرأس مع الجبهة وعرض في الفكين ومن افضل الالوان، الكستنائي والرمادي, اما الاجمل فمنها مايسمى بالشقلاوية,, فهي متناسقة القياسات في اجزاء جسمها,, ورشيقة القوام انيقة المظهر طويلة الرقبة والوجه.
,, من هنا وجد التشكيليون عامه مايستلهمون منه اعمالهم ذات العلاقة بالخيل,, ففسحوا المجال لألوانهم وأدواتهم الفنية للتعبير عن هذه الزوايا وتلك الصفات مع مايضاف عليها من مشاعر خاصة وايحاءات ذات علاقة بثقافة ووعي الفنان بأبعاد هذا العنصر.
ومن الفنانين الذين اشتهروا برسم الخيل على سبيل المثال الفنان عبدالله المحرق من البحرين والفنان عقيل الاوسي من العراق والفنان بكر شيخون والفنان سليمان باجبع والفنان كمال المعلم من السعودية والمعلم له توجه كامل للخيل واقام معرضاً متكاملاً له باسم فرسي, كذلك الفنان موسى الحليان من الامارات وغيرهم كثير.