Wednesday 8th December, 1999 G No. 9932جريدة الجزيرة الاربعاء 30 ,شعبان 1420 العدد 9932


صدى
ميزان نقدي

لم أكن أعرف بأن حرف الياء يعرف الخديعة حتى قرأت لأكثر من شاعر قديما وحديثا، عندها جزمت بأن الغالبية وقعوا في مطبة ,.
لن أذكر أسماء بعينها لانها لا تضيف شيئا لما نسعى لتحقيقه، ولكن نكتفي بعرض الموضوع أمام القارىء وهو من يقارن ثم يحكم ليعرف.
دعونا ندلف لعمق الميزان، ولتكن البداية بهذه الأمثلة:
1 مقادير، مخاسير، تياسير، تعبير، ,,, إلخ (تنطق هذه الكلمات بكسر الياء).
الغيَر، طيَر، خيَر، السيَر، ,,, إلخ (تنطق هذه الكلمات بفتح الياء).
2 مناكيف، مراديف، سواليف،,,, إلخ (بكسر الياء).
الكيف، السيف، الطيف،,,, إلخ (بفتح الياء).
3 مزايين، ملايين، مقفين، ,,, إلخ (بكسر الياء).
العين، الزين، رمحين، ,,, إلخ (بفتح الياء).
أعتقد بأن هذه الأمثلة كافية جداً لإيضاح ما أصبو إليه، فالشاعر يستخدم تلك الكلمات لمجرد تشابه الحروف فقط، ناسياً ضرورة النطق في ميزان الشعر,.
فكما هو معروف بأن النطق قد يكون بغير قراءة الحرف المعتادة، فمثلاً حرف الياء الذي استعرضناه سابقا، قد نستخدمه في الشعر كحرفين مستقلين، مرة بفتح الياء ومره بكسرها، لأن نطقها غير متشابه بالمرة، ومن لم يصدق يرجع للأمثلة السابقة ويرددها وسيعرف.
ومع ذلك يوجد شعراء مرموقون (قديماً وحديثاً) يجمعون بين الياء المفتوحة والمكسورة في قصيدة واحدة.
فالعبرة هنا ليست بالحرف كحرف، بل بالنطق الشائع والمتداول لذلك الحرف.
* * *
بما أن مجال واتجاه الشعر وأصوله واحدة (الفصيح والشعبي) فإن أكبر دليل على ما أقول بين دفات الشعر الفصيح وبصورة ملحوظة، فقد ترى حرف تنتهي به القافية في القصيدة الواحدة يختلف كلياً عن سابقه ولكن حركة الحرف أو نطقه مشابهة له تماما.
لست هنا بحاجة للاستشهاد، لأن الموضوع لا يحتاج إلا لبعض الفطنة، فمن قرأ سيعرف مدى صحة هذا الكلام، ولم أجنح عن ذكر الأسماء إلا لوقوع أغلب الشعراء تحت مظلة جهل أو تجاهل حركة ونطق الحرف.
* * *
ما فات لا يعني القدح في شاعرية من ارتكب مثل هذا الخطأ، أبداً فالتجاوز طال فحول الشعراء منذ الأزل، وطالهم النقد على ذلك التجاوز، والشواهد موجودة في التراث العربي الأصيل، وقد دلفت لهذا الموضوع في مقال سابق ولكن لأهمية موضوع النقد سأتطرق له من جوانب أخرى إن كتب لنا ذلك,ما أرجوه أن ينتبه شعراؤنا لهذه النقطة في القادم، أما ما فات فأصبح حقاً شائعاً لنا.
* إضافة
يا زين بعض الهرج لا جا مجاله
ويا زين بعض القول لا صار بقياس
ويا شين قولٍ ما يصدق مقاله
ويا شين هرج ما يوثق على ساس
فوزان الماضي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved