Wednesday 8th December, 1999 G No. 9932جريدة الجزيرة الاربعاء 30 ,شعبان 1420 العدد 9932


عمالة أجنبية سائبة تسرق لقمة العيش من السائقين السعوديين وسط منافسة غير متكافئة
سوق شاحنات النقل البري,, فوضى وتجاوزات

* تحقيق: تركي السهيلي
* تصوير: التهامي عبدالرحيم
فئة اخرى تعاني من مزاحمة العمالة الأجنبية لمصادر رزقها، هم سائقو شاحنات النقل البري الثقيل, وتحديداً في ساحة ناقلات الشحن بصناعية الرياض حيث تتناقص الفرص وتتدنى اجور النقل بسبب التزاحم غير المنطقي وغير المنظم للسائقين والشاحنات خصوصا من تلك الفئة من العمالة التي تتفق مع الكفلاء السعوديين على إيجار الشاحنة شهرياً ومن ثم التصرف بأعمال واحتكارات السوق لصالحهم وابناء جنسهم مما اوجد تنافساً غير متوازن وتذمراً واضحاً وغبناً نلمسه من احاديث عدد من السائقين السعوديين لنا في هذه العجالة.
بين مضايقات العمال الأجانب والأسعار المتدنية
في البداية تعرفنا على الشاب فهد الرقاص وبادرنا بالحديث قائلاً: أنا لي في هذه المهنة سائق شاحنة ما يقرب من الخمس سنوات والامر لا يتطلب سوى ملكية مركبة والوقوف في البرحة وانتظار الطلب ، وفي سؤالنا الرقاص عن اوضاع السوق يقول: إذا لم تتعرض لمضايقات فالعائد المادي معقول مع العلم ان الاجور متباينة من مشوار لآخر وهي بشكل عام متدنية, وأسأله ماذا يقصد بالمضايقات فيجيب: مضايقات العمالة وسيطرتها على السوق: وفي اثناء حديثنا مع الرقاص توافد نفر من السائقين السعوديين على موقعنا وتشكلت حلقة دار فيها النقاش حول هموم المهنة والمشاكل المحيطة بها ليبدأ فهد العتيبي في بث همومه لنا قائلاً: كما ترى السائقون السعوديون كُثُر وجميعهم يعانون من مشكلة سيطرة العمالة الأجنبية على السوق وليرتفع صوت البقية مؤيداً: نعم,, نعم.
وأسأل هنا: أليست المكاتب الوسيطة مملوكة لسعوديين؟ ما المشكلة إذاً يا أخوان؟! ليجيب العتيبي: المكاتب مملوكة لأسماء سعودية ولكن مشكلتنا مع من يديرون هذه المكاتب من الاخوة المقيمين الذي يحابون ويفضلون أبناء جنسهم من السائقين ويقتصر دور صاحب المكتب السعودي على لم الغلة ومراجعة طلبات المصانع والشركات صاحبة البضائع.
وسطاء النقل خلطوا الأمور
أما نواف الشيباني خمسة وأربعون عاماً في المهنة فيقول كانت مهنة سائق الشاحنة تدر ربحاً وفيراً إبّان الطفرة النفطية بل ان كثيرا منا ترك مقاعد الدراسة وتوجه للمهنة في ظل ذلك الوقت، وكنا في حالة عمل دائم أما الآن والكلام للشيباني فالوضع تغير,, فالأجور بسيطة والعمل شحيح اذ نظل قابعين في أماكننا فترات تتراوح ما بين العشرة الى الخمسة عشر ساعة يومياً في انتظار الطلب.
ويضيف الشيباني: واستطيع القول بأننا كنا بخير الى ان ظهرت مكاتب وسطاء النقل حينها اختلط الحابل بالنابل .
ويكشف لنا محمد البقمي بعضا من خفايا خفايا السوق قائلاً: المسألة تحتاج الى اعادة نظر من كثير من الجهات فبجانب العشوائية الطاغية على المكان تحدث امور كثيرة من قبيل التستر على العمالة فهناك شاحنات كثيرة تعود ملكيتها لسعوديين يعمل بها عمالة تقوم باستئجار الشاحنة من الكفيل نظير مبلغ مادي كل شهر، وهذا يضايقنا وهناك المكاتب الوهمية اذ يرد الى السوق كثير من الاخوة المقيمين في ايديهم كروت شخصية ويطلب منك نقل بضاعة وعندما تسأله عن المكتب يقول لا يوجد عندي مكتب ورقم التلفون موجود في الكرت اتصل وانا آتي, وكثيرا ما قمنا بنقل بضائع لهؤلاء ثم يفرون بأجرنا.
غياب السعودة والمواصلات
أما حماد الشلوي فيقول: ليس لوزارة المواصلات اي دور يذكر هنا ونحن نطالبها بالحضور واعادة تنظيم السوق وتقنينه ونحن لا ندري من المسؤول عنا فالمكاتب تحملنا اي تلف يصيب البضاعة قد يكون ناتجا عن خارج ارادتنا كسائقين, وعندما قلت له أليس هناك تأمين على البضاعة رد الشلوي قائلاً: ليس لي أدنى علم بما تتحدث عنه وكثيرا ما تحملنا دفع مبالغ كبيرة نتيجة تلف بضاعة ما.
أما معوض الجهني فيقول: أنا من منطقة الحجاز أتيت لبرحة الرياض بحثاً عن الرزق واغلب المتواجدين في البرحة اتوا من مناطق عديدة من المملكة بحثاً عن قوتهم وقوت اولادهم وذويهم ولكن ما يحز في نفسي والكلام للجهني هو الغياب التام للسعودة هنا فنحن نسمع بها ولا نراها على ارض الواقع بكل اسف وياليت ما شمل اسواق الخضار يشملنا هنا فقطاع السائقين من أبناء البلد كثير وسينضم اليهم الكثير اذا طبقت السعودة.
وفي جانب آخر استكمالاً للتحقيق قمت بجولة على مكاتب الترحيل لاحظت خلوها من أصحابها السعوديين بالاضافة الى ان كثيرا منها غير مختص بالنقل بمعنى انه يتم افتتاح مكتب لنقل البضائع كنشاط تجاري متبوع بنشاط تجاري أصلي وهي اشبه في تصميمها بالدكاكين الصغيرة، والتقي بمقيم سوداني يعمل في احد المكاتب واسمه حسن محمد يقول: أنا من يقوم بترتيب عمل المكتب واختيار السائقين من البرحة سواء سعوديين او غيرهم والاتفاق معهم بالاضافة الى تلقي طلبات النقل من الشركات والمصانع, أما عثمان عبدالله عثمان سوداني أيضاً فيقول: أنا جديد على المهنة فقد كنت أعمل في ورشة سيارات سابقاً تابعة لكفيلي صاحب المكتب والعمل يسير ولا يتطلب سوى اكتساب علاقة مع السائقين واختيارهم من البرحة وتلقي الطلبات وعرضها على صاحب المكتب.
خاتمة
كثير من أبناء الوطن يعملون كسائقي شاحنات وهي مهنة غير منظمة وتحتاج الى تفعيل للسعودة فيها.
الساحة او مكان تجمع الشاحنات مكان غير منظم فهي غير مسفلتة ولا توجد فيها مواقف وهي عبارة عن مساحة ترابية تكثر فيها المخلفات ولا توجد فيها إنارة او اي خدمات او مرافق جانبية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved