Wednesday 8th December, 1999 G No. 9932جريدة الجزيرة الاربعاء 30 ,شعبان 1420 العدد 9932


يثقل القلب خطبه
فراق الأحباب,, وفواجع الفقد

الحمد لله الذي له ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار وصلى الله على من اختار على الخلود حسن الجوار.
قال أبو العتاهية:
شيئان لو بكت الدماء عليهما
عيناي,, حتى يؤذنا بذهاب
لم يبلغا المعشار من حقيهما:
فقد الشباب,, وفرقة الأحباب
وأكد ذلك حديثاً العشماوي ب:
رحيل أحبابنا نار مؤججة
تذيب اكبادنا وجداً,, وتصليها
لا أعلم والقضاء والقدر بيد مقدر المقادير ,, كم فقدنا في هذه الفترة من الأعزاء من علماء وأجلاء وأحباب,,, و,,,و,.
قال الإمام البخاري رحمه الله حين نعي إليه أحد أصحابه :
إن تبقى تفجع بالأحبة كلهم
,, وفناء نفسك لا أبا لك أفجع
وكان آخرهم مقام الوالد الكريم والحبيب الخلوق الدكتور عبدالعزيز بن علي بن سليمان الزامل صاحب القلب الكبير والخلق الجميل.
وماذا الفقد إلا رزء يتعب الذات حمله، ويثقل القلب خطبه، وصدق الناظم:
وكل مصيبات الزمان وجدتها
سوى فرقة الأحباب هينة الخطب
ولقد فقد الوطن برحيله: علم في طب الأطفال واستاذاً في ذلك، وشخصية أثرت,, وأثرت بمن حولها تعاملاً وطيبة وسماحة وخلقاً عالياً، ورحابة صدر واسع، ولين جانب ، وابتسامة دائبة، ونصح دؤوب,.
عرف ذلك فيه كل من خالطه أو عاشره عن قرب,,، أو كان له حظ التعامل معه، لكني ابشرك يا فقيدنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبلغ المرء بحسن خلقه ما لا يبلغه الصائم القائم رواه أبو داود نحسبك كذلك,, ولا نزكي على الله أحداً :
كل حي عند منيته
حظه من ماله الكفن
إن مال المرء ليس له
منه,, إلا ذكره الحسن
فرحمك أهل الرحمة، وشملك بمغفرته ورضوانه، وأسكنك فسيح جناته، وأخلف عليك داراً خير من دارك.
واسمح لقليل بحقك,, من مقل عن شخصك الاستشهاد لك مع عظم الخطب مما يوازي بعضه مالك في الجنان,, بقول ابن الرومي:
سلام,, وريحان وروح ورحمة
عليك، وممدود من الظل سجسج
ويا أسفي,, أن لا يرد تحية سوى
أرج من طيب نشرك يأرج
ألا إنما ناح الحمائم بعدما
ثويت، ,, وكانت قبل ذلك تهزجُ
فإن أنسى,,، لا أنسى أبداً قولك لي أكثر من مرة : أنت كابني أيمن فهي كلمة عالقة في ذهني مما يحويه معناها ,, وتظل تتردد كلما ذكرتك، فأنت والد ما ولد فإليك يا مقام الأب، وقريباً إلى القلب دعوات ابن لك يفي بعضها وإن كان لا يكفي :
استغفر الله لشخص مضى
كان تواضعه منتهى ذنبه
,, وكان من عدد خلاله
كأنه افرط في سبه
وتبقى هذه الكلمات من عبير الخاطر ,, من بعض الوفاء الذي هو ذاكرة القلب :
حسبي الوفاء جزاء كل مفارق
ليس الوصال تقارب الأبدان
أما رحيلك المفاجئ لي,, إذ كنت مسافراً فلم يبق في منثور حفظي,, سوى ما يردده المؤمن ,, الذي يدرك أن:
الموت حق ,, إنما
دمع النوى من طبعنا
نبكي، وبعد غد علينا
سوف يبكي بعضنا
هذه هي الدنيا ,, تدور
ولا يدوم بها الهنا
ف,, انا لله وإنا إليه راجعون :
الكل يرجع للثرى
وتدوم عزة ربنا
,, فإلى بنيك أيمن ونايف ,, وكريمتك ووالدتهم العزيزة، وذويك ومحبيك حسن العزاء وجميل الصبر والسلوان,, وصلى الله على خير الثقلان وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
عبدالمحسن بن علي المطلق
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved