كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فأنه لي وأنا أجزي به هكذا علمنا حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر فيه هذا الحديث القدسي ان الله سبحانه هو الذي تكفل بمكافأة العبد الصائم سواء كان صيامه نفلاً أم تطوعاً, هذا جزاء من عند الله لعباده المتقين الصائمين, ثم انظر أيها المسلم الآثار العظيمة التي يتركها الصيام على المرء من تجنبه للمعاصي وفعله للخيرات قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فمن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء أي مانع من المعاصي والنظرات المحرمة, فهذه وصفة نبوية لمن رأى من نفسه غلبة وميلاً إلى فعل ما ينافي كمال الإيمان ويقدح في دينه وعرضه, وحينما يمعن المرء نظره خلال شهر الصيام يجد أفعالاً محمودة وأعمالاً مشهودة يفعلها المسلمون في هذا الشهر الكريم من صدقات وبذل أموال للفقراء والمساكين وأصحاب الضوائق وغيرها في كافة وجوه الخير, هذَّبهم الصيام ورقَّق قلوبهم وجعلهم يبذلون ويكفلون ويتراحمون حتى صار فقيرهم في رمضان على موعد معهم ليترفع عن السؤال طيلة العام وهم على موعد من اثار الصيام مع الدعاء وتنزل الرحمات والمغفرة بما فعلوه من أعمال متقبلة مبرورة ان شاء الله, هذا هو شهر الصيام وهذا هو دأب أهل الخير والانفاق وهذا هو حال الفقير والمعسر واليتيم, تمتلئ جيوب الضعفاء ومنازلهم بالخير بأنواعه في هذا الشهر المبارك وتمتلئ صحائف المنفقين بالحسنات والأعمال الصالحة, شهر رمضان ينتظره كل محتاج فما ان تهلَّ أنواره حتى يسعد الجميع بمقدمه فيُمسح رأس اليتيم وتُواسى الأرملة وتُلغى ديون ومستحقات مترتبة فالغني بماله قد جاد والفقير من هذا المال قد استفاد.
شهر مبارك عظيم, حقاً انه شهر الضعفة والفقراء والمساكين, فنسأل الله سبحانه ان يجزي الباذلين خير الجزاء ويعظم أجرهم ويجعل ما أنفقوا في ميزان الحسنات والحصول على عظيم الدرجات.
وصلى الله على نبينا محمد.
مساعد المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالقصيم
سليمان بن علي الضالع