Wednesday 8th December, 1999 G No. 9932جريدة الجزيرة الاربعاء 30 ,شعبان 1420 العدد 9932


امرأة اليوم ليست امرأة الأمس
وأين تصرفات البعض من التراث والتقاليد؟

عزيزتي الجزيرة:
تحية عبقة وبعد:
ما أجمل التراث,,، انه المرآة الصادقة التي تعكس بصدق ووضوح وموضوعية حياة مجتمعنا وعاداته وتقاليده وموروثاته التي تدل على شخصية هذا المجتمع رجالا ونساء,.
لقد شدني لموضوع التراث واصالته ما قرأته عبر دوحة الجزيرة للأخ محمد الموسى حين اكد على المرأة وجوب التمسك بتراثها واصالتها,, فبقراءتي لكلماته تحركت مشاعر الاصالة والتراث داخلي فطفقت اتذكر هذا التراث الاصيل وهذا الموروث الجميل ومازالت صدى كلماته يتردد على مسمعي فأحببت ان اكتب شيئا عن حال تراثنا اليوم لان الانسان يجب ان يكتب بايمانه قبل علمه وبيقينه قبل ريشة قلمه,, لذلك ما سأكتبه هو حقيقة ويقين حتى وان انكرها البعض أو تجاهلها.
وعوداً على بدء فالتراث حقيقة جزء لا يتجزأ منا فهو يعكس بيئتنا التي نعيش فيها ولنا ان نفخر بهذا التراث الذي خلفه الاجداد,, ولكن اقول لكاتب المقالة:
على رسلك اخي فالمرأة اليوم والتي تحدثت عنها في مقالتك ليست هي امرأة الامس فلقد تغيرت الاحوال وتبدلت فالكثير من فتياتنا نسين التراث وانسقن وراءالمظاهر الخداعة، وهل هذه الحقيقة تخفى على أحد منا؟
لقد تألمت كثيرا لحال تراثنا بعدما سمعت بأذني تبرؤ الكثير من الفتيات منه والاستهزاء به مما حدا ببعض النساء الكبيرات في السن ان يتألمن ايضا لحال التراث فقد بكين هذا التراث الاصيل فحق لعين ان تبكي من اجله، وحق لدمع ان يهطل بعد غيابه وحق لقلب ان يتمزق فداء له.
فرق بين الثرى والثريا نساء يبكينه لانهن تعودن عليه فأصبح جزءا وفتيات نسينه حتى غدا بالنسبة لهن ماضيا يجب ان يدفن في الثرى.
أفبعد هذا تريد الفتاة اليوم ان ترسم على أصابعها نقوش حناء وترك المناكير
أتريدها ان تتخضب ومن ثم تذهب الى المدرسة او الجامعة او غيرها لتكون مضحكة لزميلاتها؟
أتريد ان يقلن عنها انها رجعية متخلفة,, تراثية,,؟
إنني بكلماتي تلك لم أبالغ,, ومن لم يصدقني فليستمع حقيقة الى الحوار الذي يدور بين فتياتنا في أروقة المدارس والكليات.
إن اولئك الفتيات يعتقدن ان من يرتبط بالتراث ويعشقه ويحبه انه تراثي قديم.
مهلا أخي ليت المسألة تتوقف عند ذلك الخضاب الذي يجمل الأيادي او ذلك الحناء الرمز الاصيل للمرأة العربية والله لو كانت المسألة تتوقف عند ترك هذا لهان الامر، ولكن الامر اكبر من ذلك والشق اوسع من الرقع.
والله لو كانت المسألة كما ذكرت يا أخي لهانت علينا ولكن الرزية العظمى هو تقليد الغرب,, نعم هؤلاء تركن تراثيتهن ولم يكتفين بذلك بل اصبحن يقلدن الغربيات ابتداء من تسريحة الشعر وانتهاء بالملابس التي ليست من عاداتنا ولا تقاليدنا ولا حتى تراثنا.
إن من ينكر ما قلته او يتوقع بأنني ابالغ فليدخل قصور الافراح او الفنادق والله انه سيرى العجب العجاب وأظن الجميع خاصة النساء يؤكدن ذلك ولا يستطعن انكاره.
لقد ذبح تراثنا واريق دمه من قبل بعض بناته ونسائه فتشجع اولئك الغربيون وانبروا ينسجون لتلك الفتاة الموديلات الفاضحة تحت شعار التمدن والتحضر بل اخذوا يصفقون لها وينعتونها بالجمال في حين ان ذلك خدعة منسوجة لتترك مجدها الزاهر وترتمي في احضانهم.
آه ثم آه,, لو أن التاريخ يتحدث لكتب بمداد اسود قاتم عن حال فتياتنا اليوم، وما فعلن ذلك إلا بواقع الحضارة والمدنية,, كما يعتقدن,.
اف لتلك الحضارة التي رانت على قلوب الكثير منهن وذهبت بجمال تراثنا فذهبت معه نضارة هؤلاء الفتيات,, واستبدلن بهذا التراث بعضا من الاصباغ والمستحضرات الكيميائية بحجة الجمال وما عرفن ان جمالهن بخلقهن وبتمسكهن بدينهن اولا وبتراثهن ثانيا.
ان الاعتراض ليس على تلك الاصباغ الخفيفة وانما الاعتراض على تلك الاصباغ الثقيلة التي تظهر الفتاة وكأنها دمية او ارجوزة علما بأن تلك المساحيق كلما كثرت زاد ضررها على البشرة وهذا ما أكده الطب وأهله.
عفواً : إن أثقلت الحقيقة نفوس بعض من نسائنا او ضايقتهن ولكن الحق أحق ان يقال دون مجاملة لان ما يجعلني اراه على ارض الواقع يحتم على قلمي ان يترجمه عبر تلك الورقة لان الامانة قد طوقت عنقه، فأبى إلا ان يبوح بالحقيقة ويؤدي الامانة الملقاة على عاتقه.
عذراً : أختيحواء لم أكتب تلك المقالة إلا من اجلي وأجلك وأجل بنات جيلنا اجمع لانني اتمنى ان تحين تلك الساعة التي نعود فيها جميعا الى انفسنا ونحمي تراثنا الاصيل وحتى نقهر تلك الحضارة الزائفة فتستسلم امواج تلك الحضارة لشواطئ تراثنا ونقذف معا كل ما هو مخل بعاداتنا وتقاليدنا ونبتعد عن تلك الشعارات الجوفاء حتى نقتلع تلك النماذج الرديئة من مجتمعنا,, مع خالص شكري,.
طيف أحمد
الوشم ثرمداء

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved