رأي الجزيرة المطلوب من المجتمع الدولي تجاه محنة الشيشان |
اجمع زعماء دول العالم خاصة تلك التي تملك قوة صنع القرارات الدولية كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اجمعوا على إدانة روسيا التي استخدمت وما زالت تستخدم اسلحة تقليدية متطورة بصورة غير مبررة لاخضاع قادة وشعب جمهورية الشيشان القوقازية المسلمة لارادتها الاستعمارية!
وجاءت الادانات السياسية والاعلامية على قوتها بعد ان وجهت روسيا اول امس انذارا للمجاهدين المدافعين عن العاصمة غروزني (5 آلاف مجاهد) التي ما يزال بها حتى امس بين (40) و(50) الف مدني من سكانها يبدو انهم قرروا البقاء داخل المدينة ومشاطرة المجاهدين مصيرهم اذا ما نفذت روسيا وعيدها لهم بقتلهم!
ولكن امس كشفت الرئاسة الشيشانية في بيان رسمي عن امر بالغ الخطورة وهو ان روسيا استخدمت اسلحة كيماوية لم يعرف نوعها بعد في هجوم واسع قامت به على حيي اقترخانوف واكتوبر في العاصمة غروزني الليلة قبل الماضية.
وجاء في البيان الرئاسي انه بعد عدة ساعات من استخدام هذه الاسلحة الكيماوية بدأت تظهر على اجسام المصابين بها فقاقيع متقيحة يصاحبها ارتخاء وخمول عام مع خلل واضطراب في الجهاز العصبي حسب التشخيص الاول، وان الدخان المتصاعد من الحيين، شكل سحابة صفراء غير طبيعية!
ويضيف البيان ان الرئاسة الشيشانية تحاول تحديد نوع الاسلحة الكيماوية لإطلاع المجتمع الدولي عليها.
والسؤال التلقائي الذي يطرح نفسه في ضوء هذه الحقيقة المأساوية التي تضاعف بشكل خطير من محنة ومعاناة الشعب الشيشاني هو السؤال : ماذا بعد الادانة لروسيا؟ وما الذي يتعين على المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن المسؤول عن الامن والسلام الدوليين، والقوى الكبرى فيه ان يفعل اكثر من مجرد الادانة لوقف العدوان الروسي عند حده، ولمنع المذبحة التي تعتزم القوات الروسية ارتكابها في غروزني بدءا من يوم السبت المقبل اذا لم ينفذ المجاهدون والسكان المدنيون في غروزني انذارها لهم بمغادرة المدينة؟
والسؤال ليس سابقا لاوانه، بل هو في انسب وقت له اذ المطلوب من المجتمع الدولي والقوى الكبرى فيه صانعة القرارات الدولية ان تستبق ساعة الصفر للانذار الروسي.
وعلى صناع القرار الدولي ان يتصرفوا في ضوء معرفة ان مجاهدي الشيشان الموجودين داخل العاصمة غروزني طلاب شهادة لانهم يدافعون عن حق، ويدفعون عدوانا ظالما على هذا الحق.
وعلى صناع القرار ايضا ان يعرفوا ان معركة غروزني اذا وقعت ستكون لعدم تكافئها من حيث الاسلحة بين الجانبين وصمة عار في جبين مجلس الأمن الدولي، وستفقد هذا المجلس مصداقيته لدى الدول الصغيرة وشعوبها التي تزداد شكوكها وتتعمق في حقيقة النيات التي تبيتها لها القوى الكبرى في العالم والتي تعمل على صياغة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد!
ان قضية الشيشان سيكون لتسوية المجتمع الدولي لها ممثلا في مجلس الامن ما بعدها فيما يتعلق بحاضر ومستقبل العلاقات بين الدول وحاضر ومستقبل الامن والسلام الدوليين، بل وحاضر ومستقبل الشرعية الدولية التي اصبحت الدول الكبرى تطبقها بمنطق المكيالين طبقا لمصالحها القومية حتى لو كانت على حساب مبادئ الحق والعدل وحكم القانون الدولي.
ونخشى ان نقول ان محنة مستقبل الامم المتحدة وشرعيتها، ومحنة مستقبل العلاقات الدولية ستكون ابشع وأمر من محنة شعب الشيشان ومأساته الانسانية الناجمة عن العدوان الروسي إذا ما وقف المجتمع الدولي ومجلس الامن عاجزين عن فعل شيء يوقف هذا العدوان.
|
|
|