بيننا كلمة د , ثريا العريّض تطيش ,, أم لا تطيش؟ |
كل عام يحكم الجمهور على برامجنا الرمضانية ويلقي بهذه الاحكام بعض الضوء ليس فقط على مستوى البرامج بل أيضاً على نفسه وثقافته وتفضيلاته.
ما الذي يجعل برنامجا مثل لحظة مرح ، أو مذيع في ورطة أو عبدالله عنده وظيفة الاسبق المفترض فيه انه يسعى الى رسم ابتسامة على شفتيك تتعالى الى ضحكة من القلب، ينتهي تكراراً مملاً لحركات سمجة واستهزاء بالناس الغلبانين واستغفالاً لخلق الله، تهرب منه جماهير الشاشة؟
في رمضان الماضي نجا برنامج طاش ما طاش من تهمة السماجة ولكنه خيب تطلعات البعض، عود الصائمين ان يقدم لهم حلقات تضع ضحكة هناء على الوجوه مثلما تفعل لقيمات رمضان بعد الافطار الرسمي ولكن البرنامج جاء محملا بالهم المباشر وكأن صانع اللقيمات استخدم خميرة منتهية الصلاحية فجاءت ثقيلة العجين, فهل كان ذلك لانه زاد من جرعة الجدية في مجتمع محروم من تفاعلات الفرح الجماعي؟ بدا وكأن البرنامج موجه فقط للجمهور البالغ والمتعلم والمثقف وتناسى أنه ايضاً موجه للصغار والعجائز والاميين, كثيرون فضلوا برنامج عائلة أبو رويشد ,, وبتسويغات شتى,, فهل كان برنامج عائلة ابو رويشد فعلا افضل من برنامج طاش ما طاش ؟, أم هو الملل من التكرار حين السدحان والقصبي مع براعتهما يعيدان تناول محاور اجتماعية متفق عليها كالبطالة والعمالة الوافدة والمتخلفين والسياحة العربية وجاء طاش فيما عدا حلقة ضبياجرا كمن يعيد اكتشاف أن شمس صيفنا قاتلة,, ولا جديد تحت شمس الكاميرا؟ بل إن حلقة مثل الحلم أعادت أجواء بعض الحلقات السوريالية في رمضانات سابقة ك سامطة التي لم يرتح لها الجمهور ولا فهمها, لن أقول بحكم تسطيحي اننا كجمهور متابع نفضل الحوار الابسط عن الاعمق، وتظل بنا ميول طفولية تهتز للحركات الكوميدية المباشرة أكثر من تلك التي تتطلب شيئاً من التفكير والتأمل، او تلك التي هي شر البلية ويكون فيها الضحك من عللنا ومشكلاتنا الاجتماعية ضحكاً شبيهاً بالبكاء.
في الجانب الايجابي، لمسنا في طاش ما طاش فعلاً تحسن الاخراج والتمثيل,, كل من شارك في البرنامج حملته معايشة القصبي والسدحان الى أفق التميز في التمثيل، بجانبيه الكوميدي والجاد، مع وضوح تميز اداء الجانب الرجالي على الجانب النسائي.
أما عائلة ابو رويشد فقد تفاوتت فيه مستويات الممثلين وكان التكلف واضحاً في بعض البرامج ومن المؤسف ان موهبة ابراهيم الصلال ولطيفة المجرن حوصرت في دورين محدودي المجال,
ولعل افضل المشاركين الممثلة الشابة التي قامت بدور هيلة وجسدت دور الشخصية التي تنمو بحيوية حتى ليكاد المشاهد يرى نموها الذهني والفكري ,,
كما اتنبأ للفتى الذي قام بدور سويلم بمستقبل واعد في التمثيل.
وعند الجانب النسائي أتساءل سؤالا يمكن ان نوجهه عربياً لكل ممثلاتنا العربيات,, او ربما بالأحرى للمخرجين والمشرفين على الماكياج والملابس: لماذا كل هذا الماكياج النسائي,, لماذا لا تمثل الممثلة دورها بصورة وشكل طبيعيين بدلاً من أن تنهض من نومها بمكياج كامل او تدخل المطبخ مكتملة الاناقة.
وربما لنا أن نعاتب مخرج عائلة ابو رويشد على أن لغة شخصياته كانت مغرقة في التنابز بالألقاب ,.
ألا يأتي الجو العائلي الحميم إلا عبر الخناقات المستمرة وتحقير كل شخصية للأخرى؟ أهذه هي حقا الشخصية السعودية او حتى الخليجية؟
ومع كل هذا فنحن نعتز ب طاش ماطاش وننتظر منه الجديد والممتع في هذا الموسم, وانما النقد رغبة في ان نشجع على مستوى افضل في السيناريو والاداء وفكرة البرنامج, وسنرى هل يطيش ,, أم لا يطيش؟.
|
|
|