* جروزني موسكو الوكالات
أعلن رسمياً امس ان القوات الروسية استخدمت اسلحة كيماوية لم يعرف نوعها حتى الآن وذلك في هجوم واسع قامت به على حي اقترخانوف واكتوبر في مدينة جروزني الليلة قبل الماضية.
واوضح بيان اصدره الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وتلقت وكالة الانباء القطرية نسخة منه امس انه بعد مضي عدة ساعات على استخدام القوات الروسية الاسلحة بدأت تظهر على اجسام المصابين فقاقيع قيح مع ارتخاء وخمول عام وخلل في الجهاز العصبي حسب التشخيص الأولى وان الدخان المتصاعد من المنطقة شكل سحابة صفراء غير طبيعية.
وذكر البيان ان القيادة الشيشانية تحاول تحديد نوع السلاح الكيماوي المستعمل لاطلاع المجتمع الدولي على كامل الحقيقة.
وحول ما اسفر عنه الهجوم ذكر البيان ان عدد القتلى بلغ حتى الثامنة من صباح امس الأول ثلاثين قتيلاً بينما أصيب اكثر من مائتي شخص بجروح وحروق مختلفة.
هذا وعلى صعيد العدوان العسكري الروسي فقد ذكرت تقارير الأنباء ان القوات الروسية المتمركزة في الشيشان بدأت امس الثلاثاء مهاجمة المجاهدين المتحصنين في معقل اوروس مارتان.
ونقلت وكالة انترفاكس عن مقر القوات الفدرالية في شمال القوقاز ان الوحدات الروسية كانت امس تقف على بُعد نصف كيلومتر من البلدة التي يدافع عنها نحو 1,500 من المجاهدين بمواجهة الهجوم الروسي.
وقال مسؤولون ان هجمات مدفعية وجوية مكثفة استهدفت مرة اخرى بلدة اوروس مارتان والعاصمة المحاصرة جروزني على بُعد 20 كيلومترا الى الشمال.
واسقطت المروحيات المزيد من المنشورات فوق جروزني حذرت فيها السكان الذين لم يغادروا المدينة بحلول يوم السبت المقبل بأنهم سيعتبرون ارهابيين وسيموتون في قصف مكثف, كما طلب من المجاهدين المدافعين عن جروزني والذين يقدر عددهم بنحو 5000 ان يستسلموا.
وطبقاً لتقارير روسية وشيشانية فان ما يتراوح عدده بين 40,000 و50,000 مدني لا يزالون يعيشون في المدينة.
ولم ترد معلومات بعد عن عدد الناس الذين غادروا العاصمة عبر طرق آمنة مخصصة لذلك منذ توجيه الانذار امس الأول.
وفي واشنطن حذر الرئيس الامريكي بيل كلينتون من أن مقتل عدد كبير من المدنيين في جروزني سيلطخ سمعة روسيا في المجتمع الدولي.
كما ادان الاتحاد الاوروبي تصعيد العنف والتدمير الوشيك في جروزني.
وحذر بيان وقع عليه وزراء خارجية الدول الخمس عشرة الاعضاء في الاتحاد بأن الحملة الحالية والتهديد غير المقبول الذي يتعرض له شعب جروزني من شأنه تكريس وليس تحطيم حلقة العنف في شمال القوقاز .
هذا وعلى صعيد آخر غادرت بعثة منظمة المؤتمر الاسلامي موسكو امس الثلاثاء متوجهة الى منطقة النزاع في شمال القوقاز وفق ما اعلنت وكالة ايتار تاس.
واعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الذي يرأس بعثة المنظمة أنها ستتمكن من الاطلاع بنفسها على الوضع في هذه المنطقة بطريقة تسمح لها بإيجاد حل للمشاكل الانسانية .
واعتبر خرازي ان العملية العسكرية التي تتسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين لم تكن الرد المناسب .
ويذكر ان هذه العملية الجارية منذ الخامس من ايلول/ سبتمبر الماضي تهدف رسميا الى القضاء على المجاهدين والمسؤولين عن الاعتداءات التي اسفرت عن مقتل 293 شخصاً في روسيا في آب/ اغسطس وايلول/ سبتمبر على حد زعم موسكو!.
وكانت روسيا التي ترفض باستمرار كل وساطة سياسية اجنبية في النزاع سمحت لبعثة منظمة الأمن والتعاون في اوروبا بالتوجه الى المنطقة في 14 و15 ايلول/ سبتمبر بهدف انساني بحت.