Wednesday 8th December, 1999 G No. 9932جريدة الجزيرة الاربعاء 30 ,شعبان 1420 العدد 9932


في أمسية بناديها الأدبي
الحربي والعطيف والدغريري يضيئون جازان شعراً

*جازان علي أحمد زعلة:
كان مساء الاربعاء عابقا بأريج الشعر العربي الاصيل، وقع ألحانه جوقة من شعراء جازان المميزين، كان ذلك في قاعة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد رحمه الله بنادي جازان الادبي، حيث اقام النادي في سياق انشطته المنبرية امسية شعرية لثلاثة من شعراء المنطقة هم: احمد ابراهيم الحربي، احمد السيد عطيف، علي بن علي رديش دغريري، وافتتحت الامسية بآيات من الذكر الحكيم، ثم استهل مقدم الامسية الاستاذ مهدي حكمي بالترحيب بالحضور الغفير الذي ملأ جنبات القاعة دون مبالغة ثم اردف بتعريف موجز بالشعراء المشاركين، ابتدأ الجولة الاولى الشاعر احمد الحربي بقصيدته غدا يبدأ الآن! حملت فيضا من شجن الامة الاسلامية في ليلة العيد:
صن ليلة العيد من حزن وتكدير
واسكب على متنها لحن الغنادير
وازرع بقايا الرؤى روحا مهفهفة
يندى على ثغرها شدو العصافير
بعض العصافير تشدو لحن فلسفتي
وبعضها لم يزل خلف الاساطير
يا عيد قف,, لا تسل شيطان شاعرها
سل امة ضيعت مجد النحارير!!
انتقل الدور بعد ذلك الى الشاعر احمد عطيف، حيث انشد قصيدة عاشقة لارضه ومنطقته بكل تفاصيلها وتراثها الاصيل:
شهدَ الخلي وغسلينَ المحبينا
مساك بالخير,, ماذا لو تمسينا
جازان,, نحن على الابواب لا وصلت
بك المواصيل,, ان نهفو فتجفينا!!
تشيَّخ الحب فينا من طفولتنا
شيخا عصيا واتباعا عصيبنا
يا رب عاضية ارخت عصائبها
على النهار وهبت في ليالينا
كنا اذا طلعت نصطف افئدة
على التراب، مجانينا,, مجانينا
كنا نرتب بالاشعار خصلتها
حتى تخلت فأكرمنا قوافينا!!
وللتوضيح فالعاضية هي التي ترتدي العضية وهي اخلاط من الطيب المطحون تضعها فتاة الجنوب بين خصلات شعرها,
واما الشاعر علي دغريري فقد استهل مشاركته بقصيدة بعنوان اريد محكمة وهي من مجزوء الخفيف، من ابياتها:
ما كذب العاشقون ما زعموا
يا شد ما بي كتمت ما كتموا
من منصف المحبين ليس لنا
شريعة في الهوى ولا حكم
خرجت في يد حسرتي وعلى ال
اخرى انهزامي، وخلفي التهم!!
ثم اردف الدغريري بقصيدة اللقاء الاخير افاض فيها شجن المحب اليائس من وصل الحبيبة,,
عامان! بئس العمر لا طيف يهن
ولا بهذا الليل بارقة السنا
الا الجفاف,,حرائقا تبتزني
اغفاءتي ويجز ناصيتي الضنى!
لمي عصائب فلك المنثور في
طرقي فما في ساحتي الا العنا
صوني هواك ولملمي حولي ورودك
وارجعي,, انا راجع من ها هنا
بعد هذه القصيدة بدأت دورة شعرية جديدة كنا فيها على موعد مع الشاعر احمد الحربي ليلقي قصيدة هي عبارة عن اوراق متناثرة من التقويم القديم، واذا جاز لنا الوصف فاننا نصنفها ضمن الشعر الملحمي، فقد اعتمد الشاعر على تصوير بعض الآثار الجازانية القديمة، موظفا الفولكلور الشعبي توظيفا رائعا في قصيدته الطويلة جدا، وقد اشتملت على اوزان متعددة واشكال شعرية متنوعة، هذه القصيدة بعنوان يوم كنا نقتطع منها: الورقة الأولى:
يوم كنا,, في المراعي الخضر
نجري دون ان نخاف,.
يوم كنا,, يرقص الغبار في عيوننا
وتهرب الاغنام للمراح,, نصطف في انشطار,.
وا هبوا دمة وغارة
وا الحقوا باهل امزباره
وا هبوا دمة بقيش، وا هبوا حقنة وعيش
تصحو على حدائنا,, النجوم والكواكب
ويزدهي القمر,.
طفولة:
انا طفل تمر به العشايا
فلا يدري بمخبئها الدفين
يسف ثرى السهول غداة يلهو
ويندفه المدى تحت المزون!
وقد تفاعل الحضور مع هذه القصيدة كثيرا لما اثارت لديهم من عبق الماضي الاصيل,
واما الشاعر احمد عطيف فقد حلق بنا هذه المرة في فضاءات روحه، اذ قرأ قصيدة نثر في ابياتها معاناة ذاتية واجهته عندما انتقل من جازان للعمل في مدينة جدة، فلم يطق ذلك فما كان منه الا ان عادالى مسقط رأسه وموئل عشقه، وكانت هذه رسالة اعتذار يسكبها في اذن صديقه براق ,.
براق,, كيف اقول يا براق؟
سرق الكلام المنتقى,, سراق!
عهدي بجدة,, اي عهد لي بها؟!
بلد بلا شباك,, كيف يطاق؟!
ما وعد جازانية وعدت تراسلنا
فكل وعودها اخفاق
فاحت بكاذيها حقائبنا
واضلعنا ففاح بأهلها الآفاق
جازان تعذر ظالميها كلهم
واحق من عذرتهم العشاق!
وحين انتقل الدور الى الشاعر الدغريري اعادنا الى عهد رومانسي حالم نسيناه منذ امد بعيد طحنتنا فيه دواليب الحياة المادية,, من ابياتها:
غريمك الحزن، غير الحزن ما قتلك!
هذا الذي نهبت سوراته مقلك
لا، لا الومك ثارت في سماك ضحى
عواصف اليأس حتى ضيعت املك
عطشى لياليك، ماذا في قواحلها؟
لا ضوء فيها وليل المرتجين حلك
يا سوء حظك,, ما اقسى نكايته
اذا نصيبك ان تهوى الذي قتلك!!
بهذه القصيدة انتهت الجولة الثانية، وابتدأت الجولة الثالثة والاخيرة حيث القى الشاعر الحربي قصيدة بعنوان وغدا يثور الجمر جاء فيها:
اليوم جئت يزفني الوعد
وغدا سأرحل عنك يا هند
وغدا يثور الجمر في لغتي
وغدا يعود الشوق والسهد
وانا وانت مسافران على
رسم الخطى فوق الردى نعدو
ثم القى الشاعر العطيف قصيدة بعنوان رشد من ابياتها:
متى سترشد؟ هل جمعت من سفر
شيئا تأمل حبيبي العمر كيف غدا
متى سأرشد؟ ان الرشد اجمعه
عندي، ووالله ما بدلته ابدا!
وكانت خاتمة المسك لدى الشاعر علي دغريري حيث ختم مشاركته بقصيدة عانقت حروفها مساءات الوطن الغالي جاء من ابياتها:
فوق هذي الارض، من صحرائها
امة ثارت ومجد وثبا
يا لارض حملت روح النبي
هل كهذا المجد مجد وهبا؟
في سما هذي البقاع ارتفعت
رفرفت رايات نصر كتبا
وازدهت بالعز لما اسمها
حاز في آل سعود نسبا
اقسم التاريخ في ميثاقه
لن يكون المجد الا عربا
بعد ذلك دعي لالقاء الكلمة الاستاذ زياد بن عبدالله بن ادريس رئيس تحرير مجلة المعرفة، حيث كان متواجدا في منطقة جازان وحاضرا للامسية، فبدأ كلمته بشكر لجازان وناديها واهلها على كرم الضيافة,, ثم قال بأنه طوال مدة وجوده في جازان كان يشم رائحة شبه بينها اي جازان وعاصة موريتانيا نواكشط ولكنه عجز عن اقتناص وجه الشبه بينهما، وبينما هو في طريقه الى النادي والحديث للدريس التمع الجواب في ذهنه وعرف ان العلاقة بين المدينتين هي صلة الشعر، فأغلب اهل جازان يقول الشعر ويقرضه كما هو الحال في نواكشط، وختم حديثه بالاعتذار عن عدم مكوثه في النادي مدة اطول اذ كانت طائرته على وشك الاقلاع الى الرياض.
وفي ختام الامسية تفضل سعادة رئيس النادي الادبي بجازان الاستاذ حجاب بن يحيى الحازمي بالقاء كلمته التي حمد الله فيها على نعمه وتمنى لهذه الوطن في احتفاليته المئوية مزيدا من الرخاء والازدهار ثم شكر الحضور الكثيف من عشاق الشعر، وخص بالشكر الاستاذ زياد الدريس على مشاركته وحضوره.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved