** المدينة المنورة محمد الدبيسي
ذكر الاستاذ/ محمد هاشم رشيد رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي ان اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م لم يأت من فراغ ذلك لأنه امتداد للدور الثقافي والحضاري المتميز الذي قامت به الرياض خلال فترة طويلة من الزمن,, قد يكون في الواقع أبعد مما يحدده بعض المؤرخين بانطلاق الحركة التصحيحية التي غيّرت الكثير من المفاهيم الخاطئة عن العقيدة الإسلامية الصافية,, وقال: ان (الرياض) او (نجد) وهو المعادل المكاني لها إن صح التعبير كانت حلم الشعراء منذ القديم وهاجس العشاق والمحبين.
واضاف يقول: اما في العصر الحديث فقد كانت الثقافة الركيزة الاساسية للملك عبدالعزيز رحمه الله في بدايات التأسيس وهو ما تمثل في احتضان العديد من رجال الفكر والثقافة والسياسة والأدب الذين ضاقت بهم أرجاء العالم العربي كله ووسعتهم الرياض.
كما تمثل في نشر الكثير من امهات كتب التراث في مختلف فنون القصيدة والتاريخ والأدب.
وأكد الاستاذ محمد هاشم رشيد: ان هذا الدور ازداد رسوخا بالعشرات من المؤسسات والمراكز العلمية والثقافية التي تملأ أرجاء الرياض وتسهم بفعالية في بلورة الوجه الثقافي المتميز للمملكة.
واضاف: ان المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام سنويا بالجنادرية وجائزة الملك فيصل العالمية وغيرهما من مختلف الأنشطة الثقافية سواء داخل الإطار الأكاديمي ام خارجه، وداخل المملكة او خارجها وما تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب بأجنحتها المتعددة كالأندية الأدبية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون مثلا يجعل الرياض عاصمة للثقافة العربية دون اي شك او تردد.
واضاف الاستاذ رشيد يقول: لقد لاحظت منذ فترة طويلة وعبر قراءات متعددة ان معظم الأمراء لم يكونوا جميعا شعراء بالفطرة وندر أن تجد أميرا لا يكتب الشعر او يتذوقه على الأقل.
وهو ما يؤكد ارتباط الشعراء بالفروسية اولا ثم بالأصول العربية العريقة الضاربة في أعماق الجزيرة العربية,, وهو موضوع سبق ان تحدثت عنه أكثر من مرة, ويسرني ان أؤكده الآن لانه برهان جديد على عمق الصلة بين الأصول العربية العريقة,, والثقافة الإنسانية المتميزة.
وعن استعدادات نادي المدينة المنورة لهذا الحدث الهام, قال الاستاذ محمد هاشم رشيد: لقد قمت بالعمل على تركيز كل أنشطتنا هذا العام عام (2000م) على تفعيل الدور الذي أسهمت به المملكة في تعزيز الثقافة ودعمها,, وذلك عن طريق المحاضرات والأمسيات الشعرية والندوات واللقاءات الأدبية المتمحورة حول هذا الدور, اضافة الى المسابقات الثقافية التي يطرحها النادي سنويا, وبعض الإصدارات وفي مقدمتها, الاطام/ والعقيق, اضافة الى الأنشطة التي سيقوم بها النادي عبر الفعاليات التي تشرف عليها إمارة المنطقة بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز امير المنطقة وتشارك فيها بعض الإدارات والمؤسسات الثقافية التعليمية.
وعن استضافة النادي للاجتماع القادم لرؤساء وأعضاء الأندية الأدبية قال الاستاذ رشيد ان النادي سيبدأ بعد الانتهاء من استعداداته لمسابقة القرآن الكريم التي يقيمها النادي خلال شهر رمضان منذ ثلاثة وعشرين عاما, بتشكيل اللجان المطلوبة لانجاح الاجتماع, وسنحرص على ان يكون هذا الاجتماع بإذن الله تظاهرة ثقافية تحسب في رصيد الفكرة الأساس: (اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية) بما في ذلك مهرجان يقوم فيه الأمير الجليل حفظه الله بتوزيع الدروع وشهادات التقدير على عدد من كبار الشخصيات الثقافية والأدبية وكذلك الشخصيات التي تعاونت مع النادي.
واجابة على سؤال (الجزيرة) عما تم تنفيذه الى الآن من توصيات المؤتمرات السابقة قال الاستاذ رشيد: ان التي تخص الأندية يتم تنفيذها اولاً بأول اضافة الى التوصيات التي تخص الجهات المسؤولة وليس هناك ما يحول دون تنفيذها,وتبقى التوصيات التي تحتاج الى بعض الوقت, وكل هذه التوصيات سيراها المتابع للشأن الثقافي وهي بالطبع تعمل على تفعيل الثقافة ودعمها وتطويرها.
ونوه الاستاذ محمد هاشم رشيد بالاهتمام الذي تلقاه الأندية الأدبية من لدن الإدارة العامة بتوجيهات ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ومن نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد.
وقال لقد حرصنا ونحرص دائما على ان نحقق الأهداف التي أنشئت الأندية الأدبية من أجلها وفي مقدمتها النهوض بالأدب والأدباء وتطوير الحركة الثقافية في بلادنا العزيزة وإبراز وجهها الحضاري المتميز بإذن الله.