Wednesday 8th December, 1999 G No. 9932جريدة الجزيرة الاربعاء 30 ,شعبان 1420 العدد 9932


الأدب المثمن
الاعتراف بالذنب مفتاح لباب العفو
أحمد عبدالله الدامغ

والإنسان عندما يرتكب خطأ بحق إنسان آخر ويريد منه أن يسامحه ويصفح عنه فإنه يأتي إليه ويعترف بخطئه ليجعل من اعترافه مفتاحا لطلب العفو عما بدر منه,, هذا فيما يختص بعلاقة الإنسان مع الإنسان,, اما فيما ترتبط بعلاقة الإنسان مع الله فإن ذلك أجدى وأنفع وأزكى واطيب ,, فطلب العفو والمغفرة والرحمة من الله لايقارن بأي طلب من سواه.
ونحن إذا مانظرنا بإمعان إلى افعالنا وأعمالنا واقوالنا, وجميع تصرفاتنا المحسوسة والملموسة في حياتنا العامة وجدناها لاتخلو بأي حال من الأحوال من الذنوب سواء ماصغر منها وما كبر, ولهذا ندب القرآن الإنسان المسلم بأن يكثر من طلب العفو والمغفرة وذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم,, مثل قوله تعالى في سورة الشورى الآية 25 وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم مايفعلون ويقول تعالى في الآية 30 من سورة الشورى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير وقال تعالى في ختام سورة البقرة ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولاتُحملنا مالاطاقة لنا به واعف عنا وأغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ,,وقال تعالى في سورة النساء الآية 64 وما أرسلنا من رسول إلاّ ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما ,.
لكن الاعتراف بالذنب له أوان وأوانه الحياة التي هي المهلة لطالب العفو, وهي الفرصة المتاحة للاستغفار والعمل المقرب لمرضاة الله,,, أما إذا انقطعت الحياة فلم يعد هناك إلا حساب ونشر صحائف لايجدي معها ترحم واستغفار إلا أن يشاء الله,.
ومما يستحسن لهذا الموضوع من الشعر قول الشاعر عبدالرحيم بن احمد البرعي اليمني , من قصيدة امتدح بها النبي صلى الله عليه وسلم , وقد استهلها بجملة اعترافات بذنوبه, وذلك بقوله:
أروح وأغدو شارباً كأس غفلة
بماء الأمانيّ الكواذب تمزجُ
وأمسي وأضحي حاملاً في بطاقتي
ذنوباً تكاد الأرض منهن تخرج
إذا قلت للنفس استعدي بتوبة
أبت وشقى الحظ لايتحجّجُ
وان قلت للقلب استقم بي تعرضت
له شهوات نارها تتأجج
فكم أتزيَّا بالعبادة والتقى
رياء وباب الرشد عنّي مُرتج
أريد مقام الصالحين وليس لي
كمنهجهم في الدين دين ومنهج
وإن حضر الإخوان للذكر والبكا
حضرت كأني لاعب متفرج
فواخجلتي شيب وعيب وقد دنا
رحيلي ولا أدري علام أعرج.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved