Wednesday 8th December, 1999 G No. 9932جريدة الجزيرة الاربعاء 30 ,شعبان 1420 العدد 9932


حينَ استيقظَ الحلم!
إبراهيم عبد الرحمن التركي

(1)
*,,هكذا يفسُدُ من فَقَد المخطِّىءَ له إذا أخطأ، والمقوِّم له إذا اعوجّ، والموبِّخ له إذا أساء,,
الصاحب بن عبّاد
***
*المثقف الشعبي هو الذي يتمتعُ بروحٍ جماعيةٍ مشاعيةٍ ,, ويمكنه التفاهم مع الناس عن طريق قنوات مختلفة ليحقق غايات جليلة ,,,
هادي العلوي
***
*لاسقفَ ولاحدودَ ولاشروطَ تعوقُ الحق، وفي كتاباتي اجتهاداتٌ قد يختلف القارىء معها وقد يتفق، ولايمتلك صاحبها سلطة من أي نوعٍ لفرضها على الناس ,,,
نصر حامد أبو زيد
***
أهم كلمة نحن ، وأقلها أنا
,,,,
***
(2)
**سِر في رصيف الوهمِ
وانأَ عن البشر,,!
كن إن أردت مناضلاً
وارمِ الحجر,.
غنِّ الهوى
فالليل لايسلو الوتر,.
والريحُ تعبثُ في شتاءِ الوقتِ
تنتظرُ المطر,.
***
**أنا لست منهم
لن أكون كما همو
عفتُ السّهر
وأنا فضاءُ الصوتِ
لونُ الصمتِ
منتشرُ الأثر
لاغرو إن ذاعَ الخبر,,!
***
(3/1)
**في مدرسةٍ أسماها مدرسة 7 مايو ، طلب (ماوتسي تونغ) من جماعة المثقفين النزول إلى الشارع، والعمل مع العامة ، وتوظيف قدراتهم الذهنية في جهود بدنيّة ، وألزم الجميع ، وعاقب المحتجين والمتخلفين !
**لم يكن الأمرُ غريباً في نظام شمولي ، أيقنَ ضمن مبادئه بفرض القوّةِ لإيجاد التغيير ، وفشلِ في هذا كما فشل في ثورته الثقافية، ولم يستطع أن يبّرر نظرته ، أو يؤدلج لنظريته ، وكان أن سقطَ الحُلم كما رسمه ماو ، والقهر كما رآه سواه، وعاد المثقفُ إلى قلمه والمزارعُ إلى مزرعتهِ، والعامل إلى مصنعه ، ونجح كلُّ في مداره، وتمَّ وضعُ السيف في موضعهِ، والندى في موقعهِ، وانتصرت نظرية أبي الطيِّب كماهي عادته ,,!
(3/2)
**حكايةٌ ذاتُ إطارٍ إداري أكثر منه ثقافياً ، فهي تشير إلى قيمة التخصص ، وأهمية المتخصصين ، وأن نجاحَ الإنسان فيما يُحسنهُ ويُحسُّ به,,! فالزمنُ لايأذنُ بالشمولية ، ولايحتفي بالشموليين الذين تداعت أفكارهمُ كما مؤسساتهم ، وغدا الحديث عن موسوعيي المعرفة، أو مركزيي الإشراف مشوباً بشيءٍ من الاستغراب و التشكيك والانتقاد !
** ذلك جانبٌ من الحكاية قد يبدو فاعلاً في تشخيص شيء من أدواءِ الإنسان العربي الذي يودُّ أن يكون في كل مكان، فهو المدير والسكرتير ، وهو الكاتب و الكتابة ، وهو المحيطُ، القادر على المجادلة في اليورو ، والعولمة ، وفرق تيمور عن شيشانيا ، ونظريّة القطيعة المعرفيّة ، وفلسفة أبي العلاء ، والنجوم النيوترونيّه ، وأخطاء حكم مباراة النصر والهلال ,,!
**يهيمون كيفما شاءت لهم رغبةُ الظهور ، أو شهوةُ الاستعراض ، أو عشقُ الكرسيّ بما يحملُه من تكثيف الأوامر والنواهي ، والاطلاع على الدقائق والجلائل !
**لندعهم هانئين ، فإنما يقتنعُ بالتغيير مَنُ لا يضعُ ذاته محوراً تدور حوله الذوات الأخرى، وهؤلاءِ نفرٌ يجيدون الرقص على أنغامِهم فليواصلوا حتى يملوا أو يكلّوا، أو حتى يكتشف المجتمع بوعيه وضوابطه خللهم، فينفيهم من مداره وعن مساره !
(3/3)
**تبقى القضيةُ الأخرى التيِ أو مأت إليها مدرسة ماو في عزلة المثقف، وعاجيّةِ سلوكه وفوقية تفكيره، وهي أدواءُ اصابت كثيراً من المنتشرين في أرض الكلمة، وإن لم يصعدوا إلى سمائها ,,!
** أحسن ماو حين أجبرهم على مبدأ النزول ، وإن أساءَ في الكيفية التي أراده على هيئتها، ليبقى المثقف العربي بحاجة إلى قرار يهديه إلى التواضع ويحميه من الضّعة التي يتدنى إليها ثلةٌ منهم تعلو في دواخلهم رغباتُ الهوى وأهواءُ الرغبة !
** مبتدأ المقارنة يقود إلى خبرها ، وتكوين جملة مفيدة ,,!
* * *
(4)
**جاءت الثقافة الغربية امتداداً عنصرياً لمراحل تاريخيه متصلة من اليونان إلى الرومان إلى العصور المظلمة ، وانتهاء بعصر النهضة فالعصر الحديث ,,!
** ويرى قارئو هذه الثقافة اتكاءً تاماً على مرتكزين بارزين يتمثلان في: (الملكية الخاصة) و(الربحية المادية)، وإليهما يعزو بعض المؤرخين التحيُّز المتجذر من أيام بربرية الاغريق وحتى همجية الصرب والرّوس ويهود ، وامتداداً لأحقاد محاربي الصّليب ومحاكم التفتيش ,,!
** انكفأت هذه الثقافة زمناً في تحزب فئوي يدخل في سياقه أبناءُ عنصرٍ أو لونٍ أو لغةٍ أو دين واحد، ثم اتسعت الدائرة ليصبحَ تحيُّزاً ضِدَّ الخارجين من أبناء الأجناس الأخرى، ولهذا اتحدوا جميعاً مثقفوهم وسياسيُّوهم خلف أي عدوانٍ يمس الشعوب المختلفة عنهم أصلاً أو عقيدةً أو انتماءً ، وهكذا طغت ممارسة فوقية تؤمن بأفضليةٍ مطلقة لمن ينضمُ إلى لوائهم,,!
**وإذن فقد أوشك صراعُهم البَينيُّ على الانتهاء ليحل مكانه صراعٌ خارجي مع الآخر المختلف، وربما تمثل بشكل عسكري أو اقتصادي أو فكري ، وربما تهيأ لنا - كما يفترضُ ابن خلدون - موقف مقلد توهمنا فيه ما ليس لنا وعدنا إلى تمثّل العظمة ولكن بشكل مخالف لما عليه أولئك مقتنعين بمقولة جدِّنا الهالك:
* وأحياناً على بكر أخينا
إذا مالم نجد إلا أخانا
** عادت هذه المسرحية جذعة وأعادت ذكريات عبدالله بن سبأ إذا كان حقيقة ، والحارث بن سُريج و القرامطة ، و ابن العلقمي وغيرهم من الخارجين,.
***
(5)
** لعلّ هذه الأرضية تُفصحُ عن الخلفية التي يستندُ إليها الاستعلاءُ الشكلي أو النوعي الذي يمارسه بعض المثقفين العرب في محاولة اغتراب عن السائد ، وبحثٍ عن المختلف ، وتوهم الانقطاع الجينيّ عن عالمهِ المهزوم المتخلف,,!
**وإذا قُدَّر لنا البحث في أساسات هذا المنطق فسوف نجدهُ وربما في التلمذة الكاملة على المنهج الغربي في الدراسة والتفكير والاتصال ، بحيث أضحى العقلُ الأجنبيُّ ملهماً لمثقفينا كما كان العقلُ العربيُّ ذات مجد ملهماً لكبار مفكريهم في العصور الوسطى,,!
** انسلخ المثقف العربي (بأدريّةٍ أو بعدمها) من مجتمعهِ ومرجعيته بصورة ظاهرة حيناً، وخفية أحيانا، واضحى رقماً غير متجانسٍ معَ ما حوله من الارقام وإن بدا مماثلاً لها,,!
** ولأن الثقافة أو الشقافة - بأصلها السامي تعني الرؤية ، كما تُفيد الرويّة ، وتعتني بالتهذيب كما التشذيب فإن أيّ ادعاءٍ عُلوي، أو اغترابٍ قومي، أو ذوبان خارجي يُصادم مقومات الثقافة، وينسف اساساتها,,!
***
(6)
** وإذن فقد كان ماو على حق حين أفهم السيد المثقف أنه طينٌ مختمرٌ بتربة الأرض ، معجون بماءِ السماء ، منغرسٌ داخل البناء المجتمعي الواحد، يكدحُ كما هم، ويشقى مثلهم، وينبض بخفقاتهم,,!
** هنا فقط يعيش المثقف الحقيقيُ في الواقع ، ويتعايش معه.
** وهنا أيضاً يستظلُّ الكلُّ بفيءِ الحقيقة المنطلقة من داخل الإنسان، والمتجهة لخير الناس
** وببساطة:
* فالثقافة لاتعرفُ الكبر والتعالي ,.
* والمثقفُ يمشي في الأسواق
* هنا نبدأ ، ونعلم ، ونعمل !
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved