لنفكر سوياً المحبة سلطانة عبدالعزيز السديري |
الذي لاشك فيه أن المحب تضفي عليه المحبة النبيلة جمالا عجيبا,, وقد لفت نظري ان هناك في الناس من رأيتهم في مطلع الشباب ورونقه ولكن رغم ذلك لايشعر الانسان بشيء من الاعجاب بهم او قربهم لنفسه ولاحظت مع مرور السنوات انهم قد أصبحوا أكثر جمالا وأقرب الى قلوب الناس وهذا ليس رأيي فقط بل رأي الكثيرين الذين سمعت منهم اطراء لهم,.
وحينما تتساءل ما الذي جعل هذا الانسان يصبح مع مرور السنوات اكثر جمالا وتألقا عن مطلع شبابه تجده قد تحول الى انسان محب كثير العطاء تضفي عليه المحبة سكينة وتسامحا وعلى مظهره الخارجي جمالا وحيوية تتفوق على حيوية الشباب اذن فالجمال الداخلي هو الابقى وهو الذي يمنح ملامح الانسان تلك الاضاءة الحلوة والحضور المحبب الذي يقربه الى القلوب والآن ونحن على اعتاب شهر رمضان المبارك الذي فيه عتق للرقاب من النار هل فكر كل واحد منا بأن يسبر اغوار نفسه ويتلمس مشاعره ليشذب اعشابها من القلق أو الحسد أو الأذى للآخرين؟,,, هل فكر كل واحد منا في التساؤل ماذا قدم خلال العام المنصرم؟,, وكم مرة اخطأ؟,, وهل كان للعطاء الخيّر نصيب في اعماله أو سلوكه او تصرفاته؟,, لوفعلنا ذلك لغسلنا نفوسنا من التوتر والشوائب التي تجعلنا في ركضنا اللاهث اليومي ننسى اجمل ما بداخلنا من حلاوة وشذى للعطاء,, قد يقول البعض,, اني اعطي كثيرا ولكني اقابل بالجحود والنكران,,, وهذا يحصل في بعض الاحيان,, ولكن الا يكفي الانسان انه يسعى لرضى ربه في كل عمل او تصرف وسلوك ثم ألا يكفي الانسان رضاؤه عن نفسه,, قد يقابل الانسان من الآخرين جحود ولكن ذلك ربما يعود لسوء اختياره لمن يتعامل معهم او لأصدقائه فان اختيارنا لمثل هؤلاء له اهمية كبيرة,, ولكن اذا كان مثل هؤلاء في مجال عملك او محيطك العائلي فان البعد عنهم قد يكون مستحيلا حين تلزمك تلك الظروف بالتعامل الدائم معهم ولكنك تستطيع فقط ان تكون مهذبا وقادرا على الترفع عن هفوات هؤلاء,, وتأكد ان أي واحد منهم لن يخذلك بل هو يخذل نفسه ومبادئه وسيبدو صغيرا جدا بالنسبة لك وستكون الأبقى والاقوى وسبحان الله العظيم الذي قال في قوله الكريم,,وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .
وما أجمل أن يراك ويشعر بك خيرة العباد وقبل ذلك اتباع ارشادات المولى ورسوله,, ولاخاب باذن الله من سعى في هذه الدنيا سعيا جميلا وفتح قلبه للمحبة وللعطاء كلمة وسلوكاً وعملا,, جعلنا الله جميعا من القادرين على المحبة لننال رضى الله سبحانه وعباده المؤمنين ولنستطيع الحصول على ذلك النور الداخلي الذي يضفي على الوجوه ملاحة وجمالاً,, وعسى ان نلقى ايام شهر رمضان المبارك بقلوب صافية مملوءة ايمانا ومحبة وعطاء ,, وعسى ان يلقاكم رمضان المبارك وأنتم احبتي بخير وصحة وسلام المحبة لكم من اعماق القلب.
***
من مفكرتي الخاصة
احبابنا هم الواحة في صحراء الحياة وهم الندى الذي نقاوم به جفاف أيامنا بمحبتهم تورق اشجار نفوسنا وتزدهر مشاعر قلوبنا,.
***
مرفأ
جعلتك حُلماً,, بنسج المنى
غدا شامخاً,, وغذاه الحنين
ومازال حُلمي الجميل هنا
بأعماق روحي وقلبي الأمين
ومازلت أهفو اليك كنجم
يلوح لعمري,, طوال السنين
|
|
|