عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
عندما تسافر سفراً طويلا أو قصيرا وتسير في طريق لا يتجاوز عرضه نحو ثمانية إلى تسعة امتار ثم تعود لاهلك سالما نقول لك حمداً لله على سلامتك.
فنحن نقود سياراتنا التي اغلبها يابانية الصنع لا يتجاوز عرضها نحو 1,80 أو امريكية الصنع لا يتجاوز عرضها نحو 2,10 فكم يتبقى من عرض الطريق إذا توسطت كل سيارة من مسارها، ثم تأمل ما هو اقرب خطرا من ذلك وهو موازنة السيارتين وبجانب بعض وليس بينهما إلا ما يقارب متراً ونصف او مترين فما هي نسبة وقوع الحوادث وبخاصة إذا كانت السيارتان تسيران بسرعة عالية مثلا 160كم.
إننا لو قدرناها حسابيا لاصبح وقوع الحوادث لا يتجاوز اقل من ثانية الى خمس ثوان، وهذه الحوادث سواء أكانت في الطرق السريعة ام غير السريعة فإن وقوعها بإذن الله تعالى يكون بأحد اسباب ثلاثة متفرقة او مجتمعة وهي:
أولا : ما يتعلق بالراكب نفسه او من معه فقد يكون مريضا او به نعاس او يقوم باصلاح بعض ملابسه او الانشغال بالنظر الى جنبات الطريق كالجبال والسيارات المقابلة او مشغولا بمن معه كأطفاله او اصدقائه فجميع هذه العوامل تشتت انتباه وتركيز السائق فيختل مسار السيارة إلى السيارة المقابلة او تنحدر عن الطريق او تصطدم بالسياج الحديدي.
وثانيا : ما يتعلق بالمركبة نفسها كأن يكون احد محركاتها او إطاراتها على وشك العطل.
وثالثا : ما يتعلق بالطريق المحيط بالمركبة والراكب فقد يكون طريقا متعرجا او تكثر فيه الالتواءات والانحدارات او الاصلاحات والمخلفات ونحو ذلك مما يشغل ويعيق الراكب والمركبة عن السير السليم فيحدث من كل ذلك مالا تحمد عقباه.
فهذه الظروف والاسباب تجعل وقوع الحوادث اسرع واعجل إذا اضفنا الى كل ذلك سبب رئيس وهو السرعة، فكلما زادت كلما زاد وقوع الحوادث وكلما قلت قل وقوع الحوادث وأمكن التحكم في قيادة السيارة وتجنب الاخطار والآثار.
ولا يخفى علينا النشرات الاحصائية التي تصدر من الجهات الرسمية عن نسبة الوفيات من الحوادث في هذه الطرق بالذات فهي اعلى المعدلات عن نسبة الوفيات من الامراض وأنواع القتل الاخرى,فشعور قائد السيارة وبخاصة الشباب يجب ان يتجه الى ان تخفيف السرعة يقلل من الحوادث ويخفف من المصائب والآلام فالمسافر يقطع المسافات الطويلة والقصيرة وهو لا يضمن ايعود لاهله ام لا يعود وحينئذ قد يقال احسن الله العزاء أو يقال حمداً لله على سلامتك .
فالح بن عثمان
محافظة عفيف