لا وقت للصمت عفواً أيها الإنجليز! (1) فوزية الجار الله |
يقول أحدهم: الكتابة الجيدة هي أن تضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب .
ثمة حقيقة يدركها الكثيرون ممن سمحت لهم أقدارهم وظروفهم بتعلّم أكثر من لغة.
تلك الحقيقة تقول بأن مادة الكتابة باللغة الانجليزية يمكن اعتبارها أصعب المجالات وأعقدها لمن يدرس اللغة من العرب باعتبارها لغة ثانية,, ومن واقع تجربتي المتواضعة بدراسة اللغة الأخرى (الانجليزية),, كنت أشعر بميل عفوي الى مادة الكتابة اعتقاداً مني بأنها ستكون من أبسط المواد خاصة أنا أمتهن أو بالأصح أحترف مهنة الكتابة العربية,, إلا أنني وجدت الكتابة لديهم أمراً مختلفاً لم أحسب له حساباً فهناك نظام معين ومحدد ,, متفق عليه وقواعد مرسومة يتم تأسيس الكتابة بناء عليها.
وهناك أسلوب لكتابة المقالات بأنواعها يختلف عن كتابة الرسائل وعن كتابة فقرة صغيرة مستقلة,.
ولم أكن أعتقد بأن المسألة تصل الى ذلك الحد من التعقيد، بل كنت أظن الأمر ميسرا سهلا منعشا لذيذا بإمكاني الولوج فيه,, إلا أنني تعبت وأنهكت وأنا أحاول فعل شيء ما مناسب,,!
وربما كان لامتهاني الكتابة باللغة العربية أثر قوي جعل اختراقي لهذا المجال صعبا.
في اللغة الانجليزية إن أردت وصف صورة (لوحة أو مشهد معين) ابدأ بوصفها بنظام وترتيب,, من اليمين الى اليسار أو العكس أو من أعلى إلى أسفل,, أو العكس ,, وإن أردت كتابة رسالة فاكتب اسمك أعلى الصفحة والتاريخ والعنوان الذي لا بد أن يكون متسلسلا الدولة ثم المنطقة ثم المدينة ثم الشارع ثم الحي! .
ثم ابدأ من اليسار الى اليمين من أعلى واترك مسافة قصيرة في بدء الرسالة.
ولكتابة المقالات تنظيم آخر، إذ إن هناك أنواعا مختلفة من المقالات العلمية، والأدبية، والتاريخية ، والخطاب السياسي ,, الخ .
ولابد أن يكون معلوما لديك مسبقا إجابة لكافة الاسئلة الظاهرة والخفية التي ربما تخطر في ذهن القارىء لكلماتك: ما الذي تود قوله؟ ما الذي ترمي اليه؟
أين,, متى ,, كيف ؟
في أي إطار ستقدم كلماتك؟
ويل لك من هذا النظام الصارم,,! وللحديث بقية,.
|
|
|