عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
وصفاً لامدحاً، إردافاً لاتعقيباً على مقال الكاتبة الخافقة، الأخت الملهمة من اشرق بريقها حين شرقت بريقها (ناهد باشطح) حينما تحدّر الجمان من ألفاظها لافض فوها,, تحت عنوان (وإن غداً لناظره,, بعيد).
عزيزتي الجزيرة,, لقد بكيت مبتسماً من تأثير تلك الكلمات البهيّة الرقراقة المتدفقة,, تمنيت لو أن تسللتُ إلى قائمة الاجتماعات الموقرة للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسيّة,,، لاضع على كل مقعد نسخة من ذلك النص النابض,.
عزيزتي الجزيرة,, لقد حظيت مناهجنا التعليمية باهتمام انصبّ في أغلبه على الأغلفة، ودمغ التواقيع والأسماء، ولكن,, وبكل موضوعية لم يحرّك ساكناً في المنهج التقليدي القديم إنما أعاده بنزر لابأس به من الأخطاء المطبعية المذهلة التي طالما أثارت أواذي التلاميذ,, وتلاعبت بأثباجهم، لفادح وقعها,.
عزيزتي الجزيرة,, لايزال المقرر يكره المعلم على الإلقاء والتلقين,, لايزال يُلح في تعطيل وحدة المعالجة المركزية في ذهن الطالب,, تتمطى مواضيعه وتمارينه مستطيلة مع مطلع كل صباح دراسي، تلجم أفواه التلاميذ، وتخرس اصواتهم ليعلو صوت (المدرس) مزجراً، محشرجاً وقلبه يخفق خوفاً من قرع الجرس، وانصرام الأسبوع قبل إكمال ذلك الزخم الهائل، والكم الوافد,,
عزيزتي الجزيرة,.
لقد ارتطمت لائحة التقويم المستمر في بعض جوانبها بالمنهج الراهن هي تتطلب المتابعة الدؤوبة الموائمة بين الورق والبشر في كل حين والمنهج يأبى ذلك,.
هي تخفف وطأة الواجب المنزلي كي لايكون عبئاً على الطالب فيحسبه نوعاً من العقاب، بيد أن المنهج يحتم ويفرض ذلك ويجعله اساساً لعدم اتساع الوقت لمعالجة تدريباته وتمارينه في حجرة الدرس، هي تطالب بتنمية روح الإبداع والحس الناقد، والفكر المنظم لدى التلميذ، والمنهج يأبى إلا التوجّه إلى الذاكرة الصمية المهترئة المعدة للحفظ,.
عزيزتي الجزيرة ,, دونك مثالاً:
هل تعلمين أن الطريقة الكلية المزدوجة التوليفية في تدريس مادة القراءة للصف الأول الابتدائي إنما خلقت أساساً لإثارة الخيال العلمي المبدع لدى الطفل، ومع ان الفئام من الميدانيين لم يدركوا فلسفتها، فقد جاءت ضمن مقرر كميّ متراص يكبل المعلم،ويخنق أنفاس التلميذ، ويغمض الأعين عن المهارات الأساسية التي جاء الطفل ليكتسبها,, والله المستعان.
فاصلة:
العالم يهدر من حولنا، ويتفجّر تقنياً، ومعلوماتياً,, ونحن نردد بوجوم:
الذي يطير فيغضب زيد الذباب
فهد بن علي الغانم
الرياض