إرهَاصٌ:من صور البيروقراطية التعليمية، أن يكلَّف معلم نشط بما يثقل كاهله! وينعم آخر بالدّعة، إذ لا إتقان يؤهله!.
عزيزتي الجزيرة الموقرة، المرآة الصافية لمن آلامهم مدٌّ ، وآمالهم جَزرٌ في العملية التربوية التعليمية المتلاحقة أيها الصدر الرحب المنداح,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما قبل,.
يبدو أن المسؤولين في جهاز المساندة والإمداد تنبّؤوا لآلام ومآل تلك الحقبة الزمنية الراهنة التي لما تزل تعيث في الميدان، وتحسباً لتلك الظاهرة التي انتشوا بوادرها,, لعلّهم قاموا بمنح معلم ومربي الصف الأول نزراً من المميزات المطاطية المرنة القابلة للطرق والسحب بل وحتى الإذابة والصهر,, فأرجعوا التكرم بتلك المزيات إلى إدارة المدرسة حسبما تراه مناسباً.
وحدث ما كان متوقعاً,, لايزال نقص المعلمين قائماً في العديد من مدارسنا ذات الكثافة الضخمة في أعداد التلاميذ، وفي تعدّد المقررات وفي عدد الحصص والدروس فالتفت الإداريون الأكارم إلى انفسهم بعدما كلّوا، وملّوا من (الانتظار) بمعنييه اللغوي والاصطلاحي، وما أصعب تلك الكلمة في مبناها ومعناها,, كلمة ثقيلة الوقع فارضة المنع، ناشزة الطبع,.
التفتوا إلى أصحاب الميزات السابقة، ليسددوا ويقاربوا، مستشهدين بقوله تعالى: لايكلف الله نفساً إلا وسعها
بعدها خرج ذلك المعلم من فصله دفعا لا اندفاعاً، ليغطي ذلك النقص الجديد بالنوع القديم بالجنس على حساب ابنائه وأطفاله في صفهم الأساس الأم مديراً ظهره عنهم ليعاودهم وهو في غاية اللغوب,, فماذا عساه أن يقدم لهم حينما يراجعهم القهقرى؟!
لقد أجال الإداريون جميع ألأقداح واستعرضوا الخيارات بل وجرّبوها من ضم للفصول! وتقليص لعدد ساعات بعض المواد، وتفريق لفروع اللغة العربية، والتربية الإسلامية كل ذلك محاولة منهم لرأب الصدع، وإيقاد شمعة في حالك مُدلهم، ففاحت رائحة البيروقراطية التي طالما زكمت انوفنا لتعاود الكرّة بعدما ظننا تلاشيها!
أيها المسؤولون الأفذاذ
(بالونات) لاتزال تمتلىء بالهواء الفاسد نلتمس منكم إجهاض وحدتها قبل أن تنفجر، دوامة فولاذية ضخمة قدّاحة، نقترح إيقافها قبل أن تستشيط لهباً فترمي بشرر كالقصر والله من وراء القصد،
فهد بن علي الغانم
الرياض