لقد قرأت ما ذكر في الصفحة الاخيرة في عدد الجزيرة رقم 9835 والذي تطرق الى ان كلية حائل للمعلمين لا تستوعب ربع خريجي المنطقة من حملة شهادة الثانوية العامة حيث وضح الخبر ان المتقدم (1600) الف وستمائة طالب قبل منهم في الكلية (260) مئتان وستون طالبا وانا متأكد ان المتخرجين من الثانوية العامة من ابناء المنطقة اكثر من العدد المذكور (1600) ولكن لم يتقدموا ليأسهم ومعرفتهم مسبقا من سابقيهم بأنه لا يوجد لهم قبول وذلك لأن تقاديرهم اقل من جيد جدا، ولأنه ليس لديهم شفاعة فتجدهم اختاروا ان يتقدموا على احدى الجامعات اكثر املاً بالقبول، وان كان من غير رغبة لعلمهم بان خريجي الجامعات الكثير منهم لم يحصل على عمل ولكن انطلاقا من المثل عصفور في اليد ولا,,,
وقد اوضح وكيل امارة منطقة حائل في ذلك الخبر سعادة الاستاذ محمد بن فهد السويلم للجزيرة ان مشكلة القبول مشكلة سنوية وتسبب ضغوطاً على المسؤولين في داخل الكلية وخارجها وقد ذكر ان منطقة حائل تضم اكثر من (450) قرية وعشرات المدن وثلاث محافظات كبرى وتعليقاً على ما ذكر اريد ان اشارك في ابداء الرأي تجاه الموضوع اجده اقل القليل اسهاما مني تجاه هذه المنطقة الغالية من مناطق بلادنا الحبيبة فأود ان اشير الى بعض النقاط التالية:
1 عندما كان خريجو الجامعات يقبلون في التدريس مباشرة كان الاقبال على الجامعات كبير جدا والاقبال على كليات المعلمين لا يسبب لها ضغوطا كبيرة ولكن بعد صعوبة حصول الجامعيين على وظائف تعليمية في وزارة المعارف التي تقبل الكم الكبير من المعلمين كل سنة بدأ الشباب يتوجهون الى كليات المعلمين لانها تضمن لهم العمل بعد التخرج مباشرة,،
فهذه النقطة قد سببت ضغوطا على كليات المعلمين بكافة مناطق المملكة حتى رأيت هذا العام مجموعة من الشباب الذين اعرفهم قد قدموا على مجموعة من الكليات في الشمال وفي الرياض والشرقية وتصرفهم هذا رغبة منهم في دخول احدى كليات المعلمين اينما كانت واذا لم يقبلوا في كلية يطمعون ان يقبلوا في الكلية الاخرى، وهكذا, لذا ينبغي ان يدرس الموضوع من الجهات ذات الاختصاص ممثلة بوزارة التعليم العالي وما تحتها من الجامعات وكذلك يشارك في الموضوع وزارة المعارف وذلك لفك هذا الاختناق الذي اعتقد انه سوف يزداد في السنوات القادمة,, وهذه النقطة عامة على جميع الكليات ليس فقط كلية المعلمين بحائل.
2 منطقة حائل تعتبر من اكبر مناطق المملكة فهي تمتد من الشمال الى الجنوب بطول ما يقارب او يزيد على خمسمائة كيلو متر ومن الشرق الى الغرب قريبا من ذلك وهذه المساحة لا شك انها تعتبر كبيرة جدا ويترتب على هذا:
(أ) وجود اكثر من (450) قرية وهجرة ومدينة بمنطقة حائل والذي اعرفه ان لم تكن تخونني المعلومة ان قرى ومدن وهجر المملكة ما يقارب 1500 ما بين مدينة وهجرة وبالتالي فإن مدن وقرى وهجر منطقة حائل تشكل الثلث من نسبة المدن والقرى والهجر بالمملكة وهي بلا شك نسبة كبيرة جدا وليست بالبسيطة.
3 منطقة حائل تعتبر محور ارتكاز فهي تصل مناطق الشمال رفحاء، الجوف,, الخ تصلها بالحجاز ونجد بأقرب الطرق وأيسرها وبالتالي فإن منطقة حائل يصل اليها اعداد كبيرة من الشباب الذين تخرجوا من الثانوية العامة من مناطق اخرى لكي يدرسوا فيها كما ظهر في كلية المجتمع، وكلية التقنية فإنه قد اتى الكثير من الشباب من مناطق اخرى لاكمال الدراسة في تلك المؤسسات التعليمية والانخراط فيها.
4 منطقة حائل فيها كلية المعلمين للبنين، ومعهد صحي واحد، ومعهد تجاري واحد وكلية المجتمع ومدة الدراسة فيها سنتان وكلية التقنية ومدة الدراسة فيها سنتان وهذه المؤسسات للبنين واجزم يقينا بانها غير كافية لمنطقة حائل الكبيرة كما ذكرت سابقا.
5 لا شك ان كل ولي امر يريد ان يكون ابنه يحمل احسن شهادة في اعلى التخصصات وأفضلها، وكذلك كل شاب يريد ان يدخل افضل تخصص في الجامعات، ولكن ظروف الكثير من الشباب واولياء امورهم لا تسمح لهم بالانخراط بالجامعات لما تسببه من التزامات مادية وكثير من الاسر غير قادرة على القيام بتلك التكاليف المادية لاسيما وان الاسكان في الجامعات قد اغلق، والايجار في المدن التي توجد فيها الجامعات غالٍ مما جعل تلك الاسر تضطر لإجبار ابنائها بالتوجه الى كلية المعلمين والتي حاجتها لا تكاد تغطي ربع المتقدمين.
6 اخيرا أتقدم باقتراح لوزارة التعليم العالي ووزارة الصحة والمؤسات العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بان يكون في حائل مؤسسات تعليمية اكثر لاكمال دراسة ما بعد الثانوية حسبما يراه المسؤولون مناسبا، وكذلك اقترح بأن يكون هناك فرع لاحدى الجامعات السعودية بمنطقة حائل لكي تخفف تلك الضغوط على كلية المعلمين ولكي يتوجه الشباب الى تخصصات اخرى تكون البلاد بحاجة اليها كما اتمنى ان يكون هناك معاهد صحية، وزراعية، مهنية متطورة، وصناعية وغيرها من المعاهد التي ما زالت البلاد بحاجة لخريجيها.
أخيراً آمل من الله ان يوفق الجميع لما فيه صلاح البلاد والعباد.
محمد بن ربيع الهمزاني
حائل