هذه ليست قصة شخصية، وإن كان بها شيء من هذا، اي أنها قصة تحدث لكثيرين, وكونها كذلك لا يعفيني من (شخصنة) المسألة, وربما يعطيها ذلك شيئا مثل الذي تعطيه (البهارات) للكبسة الرائعة والتي لن يوجد لها منافس في القريب والبعيد.
نسمع عن (بطاقات الإئتمان) أو (الكريديت كارد) التي تمنحها البنوك ضمن شروط محددة, وهي تعني انه بإمكانك استعمال البطاقة بديلاً عن النقد وتسديد الفواتير للبنك مع الفوائد, هذا النوع من المعاملات البنكية يتيح للمواطن في أوروبا أو بلاد (العم سام) شراء سيارة فخمة أو منزل ريفي باذخ أو ما يساوي ذلك من سلع تجعل المواطن يسدد فواتيره التي تصله خلا (48) ساعة على الاكثر بامتنان, كما أن البنوك هناك لا تشترط حدا معيناً للدخل لأن من حق أي مواطن أن يتمتع بالتسهيلات نفسها التي يتمتع بها غيره.
أما (عندنا) فالبنوك تتعامل بالمنطق (الأبوي),، سأفسر لكم ذلك:
أعلى حد لأية بطاقة هو (20000) ريال، منها (8) آلاف (كاش موني) و(12) ألف مشتريات, وتسمى هذه البطاقة/ الكنز! ب(الذهبية) وشرطها ان لا يقل راتب المواطن عن (8) آلاف ريال, وبالطبع فإن نسبة ضخمة من المواطنين تتراوح رواتبهم بين (2000) ريال و(4) آلاف, وهناك البطاقة الفضية (!) وهذه عبارة عن (7) آلاف ريال منها (2000) كاش و(5) آلاف ريال مشتروات, ولا أعرف ما إذا كان هنالك بطاقة (برونزية)!! ولمن تمنح؟!, هذا أولا.
ثانيا: (طال عمرك) فإن البطاقة في الواقع (لا قيمة فعلية لها), فحين يصل حسابك حدا معيناً تتوقف آلياً, وكم من مواطن تصبب منه عرق الخجل حين يقدمها في محل ما فيعيدها له الموظف (العملية مرفوضة)! لاحظ (العبارة) كم تحمل من (مهانة)!! و(تحقير)!!.
و,, ثانيا: (أيضا) حين تصلك الفاتورة (مثلاً) يوم 7/6 بالبريد وآخر موعد للسداد هو يوم 9/6 وهذه مسؤولية لا أظن البريد مسؤولاً عنها, ولكن موظفي البنك (راع البطاقة) ما (فضوا) إلا ذلك اليوم, وطبعا لن يمكن ل(99%) من العملاء (عملاء البنك لا العملاء اللي بالي بالك!) توفير وتسديد المبلغ في 48 ساعة, إذن سجل: عمولة تأخير! وقطع الامدادات عن البطاقة فتصبح مثل نقود (الموني بولي)!!.
أما ثالثاً، وهو (الأدهى) فهو خطاب التهديد الذي يصلك من البنك بتسوية ديونك و,,(إلا,,) فإنه (اي البنك) سيدرج اسمك في (مؤسسة النقد) لتصبح (محروما) من اية تسهيلات بنكية فيما بعد! لا: قروض، لا: بطاقات ولا: حامض حلو لا شر بيت!.
سألت مرة مديراً لأحد فروع بنك (ذهبي) كان يعلن ايامها عن (تمويل) يصل حد (نصف مليون ريال) و(بدون كفيل) و,,و,,, هل هذا حقيقي؟! فضحك ضحكة مجلجلة هزت جدران مكتبه المخملي وقال: إنت (مهبول)؟!
ليش؟!
نعلن ذلك, ليس فقط في الجرايد بل في المؤسسات الحكومية والأهلية ولكننا في الواقع ,, زين إذا اعطيناهم (30000) ريال!!.
وضحك من جديد! هكذا بكل برود!
وهناك بنك عالمي (!) يشترط لكي يعطيك البطاقة أن يكون لديك عنده حساب لا يقل عن (50) ألف ريال!! وطبعا إذا كان عندي هذا المبلغ فلست بحاجة الى أية بطاقة, لا ذهب, ولا فضة, ولا نحاس, خاصة إذا عرفنا ان نقاط البيع التي تتعامل بالبطاقة لا تشكل 1% من متاجر ومحلات مختلفة او مستشفيات! لذا اتمنى أمنية أدرك أنها (ابعد علي من حبة كوعي) * ان تتكرم مؤسسة النقد بإلغاء هذه البطاقة بدلا من ان تقوم بمعاقبة المواطن نيابة عن البنوك, لان دورها ليس خدمة البنوك, فهذه عندها محصلون مختصون ب(طوالة) اللسان التي ترغم المواطن احياناً ان يلجأ الى مفردات شوارعية مثل (الوعد بالمكان الفلاني كان أمك جابت ولد!!).
بدري جدا على (الكريدت كارد)! جدا!.
* مصطلح شعبي معناه المباشر صعوبة تقبيل الكوع, جربوا!