فكر القيادة السعودية تجاه المواطن واضح وجليٌّ,, يحدد بدقةٍ الأهداف,, ويبتكر الوسائل,, وينتهج السبل مهما صعبت لبلوغ المرامي المتوخاة لتلك الأهداف.
,, المواطن ظل دوماً هدفاً لكل برامج النماء,, وظل نبضاً متميزاً في قلب القيادة وجزءاً صميماً من عقلها وتفكيرها,, فكل المنجزات التي تتحقق هي لأجل هذا المواطن، وكل الخدمات التي تتوفر هدفها راحة هذا المواطن، وكل الخطط التي يتم إعدادها تستهدف في منتهاها سعادة المواطن ورخاءه وأمنه وراحته.
وعلى نفس الصعيد,, كان المواطن دوماً محوراً للتنمية في أهدافها,, وفي وسائلها، حيث ظل عقل القيادة ووجدانها يركز على تأهيل هذا المواطن، والإنفاق على إعداده بسخاء,, ليكون في موقع القدرة والكفاءة,, تصدياً لمهامه في إدارة عجلة النماء، وأداءً لدوره في الارتقاء بواقع مجتمعه إلى مراقي التقدم والازدهار.
ولأن المكتسبات بحاجة إلى قوة تحميها، ولأن الوطن بحاجة إلى سواعد تدفع عنه شرور العدوان والأطماع، سارت عمليات الإعداد والتأهيل والتدريب في بناء الرجال مساراً متميِّزاً,, ككل مسارات خدمة المواطن وإعداده وتأهيله، فأعدّت الكليات العسكرية القادرة على صناعة الرجال، وأُقيمت المرافق العسكرية الحديثة التي تستوعب طاقات وقدرات هؤلاء الشباب,, لتوفر لهم أرضية التأهيل والتدريب، وتهيىء لهم الخدمات وسبل الإقامة المناسبة,, ليكونوا في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم، وليحظوا بشرف حماية العقيدة والأرض والمقدسات,, فما أسماها من مهمّة وما أرفعه من شرف وواجب!.
لقد كان تفضل سمو ولي العهد الأمين ظهر أمس السبت,, بتدشين المدينة السكنية للقاعدة (511) التابعة لقوة الصواريخ الاستراتيجية في محافظة الحريق,, كان خطوة من خطوات متتابعة ومتواصلة لدعم كل قواتنا المسلحة,, لتكون دوماً في المكانة التي تنتظرها وتتوخاها لها المملكة قيادةً وشعباً,.
وهذه المدينة,, التي تشكل كياناً سكنياً عصرياً يشتمل على كافة الخدمات الضرورية,, ويوفر لساكنيه أسلوب الحياة الذي يساعد أبناءنا البواسل وهم يتصدَّون لمهمة الدفاع عن الأرض والعِرض,, هي مثالٌ لما تقدمه قيادتنا الرشيدة لأبناء هذا البلد,, في إطار الاستراتيجية المتكاملة التي تجعل من مواطن هذه الأرض محور كل اهتمامها,, ليصبح هدفاً لكل برامج النماء,, ووسيلةً لإدارة عجلتها,, وذراعاً قوية علماً وتأهيلاً وتدريباً لحماية المنجزات، وقوةً قادرة ورادعة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأرض الحرمين وثرواتها وأهلها ومكتسبات مواطنيها.