Sunday 5th December, 1999 G No. 9929جريدة الجزيرة الأحد 27 ,شعبان 1420 العدد 9929


التدريب في سابك,, ضرورة أم ترف؟!
2 بليون إنفاق سابك على التدريب,, فماهو العائد؟!
د, عبدالإله ساعاتي

تعد الموارد البشرية ,, الأداة الفاعلة والعنصر الأساس في مسيرة أي منظمة ومنشأة في أي قطاع وفي أي مكان على امتداد البسيطة,.
ومن هذا المنطلق فلقد حظي تدريب وتنمية الموارد البشرية باهتمام كبير في المؤسسات العالمية حيث تحرص على تدريب وتطوير معلومات ومهارات موظفيها واكسابهم سبل اتقان القدرات العملية المطلوبة.
ولاغرو في ذلك فالتدريب استثمار في أغلى الثروات,, ألا وهي الثروة البشرية,, التي بدونها لايمكن لأي مؤسسة أن تنهص بمسؤولياتها وان تحقق اهدافها وتحافظ على كينونتها مهما توافر لها من اجهزة ومنشآت وتقنيات عصرية حديثة.
فمن خلال التدريب تتحقق المواكبة اللازمة لمقتضيات التقنية الحديثة في عصر يركض بايقاع سريع نحو آفاق تشهد دقائقها الزمنية الجديد والحديث في مختلف مناحي الحياة.
**هذا واقع لاخلاف عليه,.
ولكنني توقفت كثيراً اثناء قراءتي للحديث الذي أدلى به المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس ادارة الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك),, ونشر في العدد رقم (9922) وتاريخ 20 شعبان 1420ه من هذه الجريدة,.
حيث قال في حديثه ان الشركة أنفقت (2)بليون ريال على التدريب داخل المملكة وخارجها منذ تأسيسها في عام 1977م!!
ذلك أن المبلغ ضخم جداً,, وبعملية حسابية يتبين ان الشركة أنفقت اكثر من (87) مليون ريال على التدريب (سنوياً) منذ تأسيسها!!
**وهذا يدعونا إلى التساؤل حول مدى فاعلية وكفاءة العملية التدريبية,, وحجم العائد من التدريب مقارنة بالتكاليف التي تنفق عليه؟!
**فمن المعروف ان العملية التدريبية تتضمن ثلاث مراحل وحلقات مترابطة وهي: التخطيط للعمل التدريبي، ثم تنفيذه، وأخيراً تقويمه,, والمشكلة في الدول النامية أن الأمر ينتهي بانتهاء مرحلة التنفيذ,, مع اغفال كامل لجانب التقويم رغم أهميته الكبيرة باعتباره المقياس الذي يقاس من خلاله جدوى التدريب والعائد المتحقق منه,.
**ويحضرني في هذا الصدد ما أثاره احد المتحدثين من احدى الدول العربية في مؤتمر عربي عن التدريب,, حيث تحدث عن تحول التدريب إلى ترفيه لكبار مسؤولي المؤسسات والشركات في خارج البلاد بصحبة عائلاتهم.
ولا اقصد بذلك مطلقاً شركتنا الوطنية التي نعتز ونفخر بها,, ولكنني أدعو إلى الأخذ بمفاهيم (تحليل تكاليف البرامج التدريبية) و (قياس العائد من التدريب),, ولاسيما في ظل ظروف اقتصادية تستوجب ترشيد الانفاق وتقنين الصرف,, وقياس العائد من الانفاق على المنظمة في أي وجه من أوجه الصرف,.
وهذه المفاهيم اكتسبت أهمية متزايدة في الدول المتقدمة وغدت مطبقة على نطاق واسع في الشركات والمؤسسات المختلفة,.
وتطورت هذه المفاهيم واخضعت لدراسات الباحثين والمفكرين,, وكتبت حولها الكثير من الكتب والاصدارات في المعاقل العلمية ,.
حيث أصبح عائد التدريب على المؤسسة يقاس بالحساب رقمياً ومالياً ويقارن بحجم الانفاق عليه,, وذلك وفق معادلات رياضية محددة,, ويسهم الأخذ بهذه المفاهيم الحديثة في مجال تدريب وتنمية القوى البشرية,, في اختيار أوجه الصرف المالي وفقاً للأولويات والاحتياجات وبأقل التكاليف والمصروفات,.
كما أن ظروف المرحلة التي نمر بها تقتضي التركيز على الكيف بعد ان تجاوزنا مرحلة الاهتمام بالكم ,, ومن ذلك الاهتمام بتحليل تكاليف الأداء المتعلقة ببرامج التدريب وتحليلها وتحديدها,, ومن ثم وضع الاولويات التدريبية بناء على دراسات تحليل التكاليف من خلال البيانات المحسوبة Hard Data والبيانات الملحوظة Soft Data ومن ثم حساب العائد من تنفيذ البرامج التدريبية ومقارنتها بالتكاليف لاستخراج الفائدة المتحققة للمؤسسة منها.
**وأخيراً فانني في الوقت الذي أؤكد فيه على أن التدريب قضية أساسية ومطلب حيوي,, إلا ان من الضروري ان يكون للتدريب فاعلية وكفاءة تنعكس على أداء الموظف ومن ثم على أداء المنظمة التي يعمل بها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أسواق وصيف

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved