Sunday 5th December, 1999 G No. 9929جريدة الجزيرة الأحد 27 ,شعبان 1420 العدد 9929


خصه الله بفضائل كثيرة
القيمة الغذائية للتمر الرطب

* إعداد : حمد عبد الرحمن العبودي
التمر من المواد الغذائية التي يعتمد عليها الفرد السعودي أكثر من غيره في اي بلد من بلدان العالم خاصة خلال شهر رمضان المبارك.
وأختص الله الرطب بفضائل كثيرة حيث أنها مصدر خير وبركة وأشارت الآيات القرآنية الى ما للرطب من منزلية عالية,, أذكر منها:
قال تعالى (وهُزي إليك بجذع النخل تُساقط عليك رُطباً جنياً) سورة مريم، 25.
وقال تعالى (وزروع ونخل طلعها هضيم) سورة الشعراء، 148 هضيم: أي لطيف لين.
وقال تعالى (والنخل باسقات لها طلع نضيد) سورة ق، 10 طلع نضيد: أي متراكب بعضه فوق بعض وقال تعالى (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً) سورة النحل آية 67.
وقد جاء ذكر التمر في السنة النبوية فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيت ليس فيه تم جياع أهله) صحيح البخاري, وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء, (رواه أحمد وأبو داود).
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه، وإنها من الجنة وفيه شفاء)، ويقول سعد رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ومن تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) صحيح البخاري.
وعن سلمان بن عامر الضبي يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، إنه بركة، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور).
والاقتصار على الرطب عند الإفطار له فائدة طبية، وهي ورود الغذاء الى المعدة بالتدرج حتى تتهيأ للطعام بعد ذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى (وفي فطر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم على الرطب أو على التمر أو الماء تدبير لطيف جداً، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء والحلو أسرع شيء وصلاً إلى الكبد وأحبه اليها ولا سيما إن كان رطباً، فيشتد قبولها له).
وذكر ابن القيم في كتاب زاد المعاد إن الرطب يقوي المعدة الباردة ويوافقها ويخصب البدن وهو من أعظم الفواكه وأنفعها وهو سيد الفواكه ومقوي للكبد ملين للطبع وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن وأكله على الريق يقتل الدود فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية فإذا أديم أكله على الريق خفف مادة الدواد وأضعفه وقلله وهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى.
ويُعد التمر غذاءً مثالياً كافياً للإنسان لأحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض، والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها وفي المثل العامي (التمر مسامير الركب), كما أنه يحتوي على مضادات السرطان والمنشطات الجنسية فإذا استخدم مع الحليب فإنه يزيد في البأة يخصب البدن فالتمر فيه معدن الفسفور وهو غذاء للحجيرات النبيلية وهي حجرات التناسل وهذا يعطي القوة الجنسية بالاضافة الى حامض الأرجنين وهو من الاحماض الأمينية الأساسية هذا الحامض له دوره المؤثر في الذكور حيث يؤدي نقصه عند الذكور إلى نقص تكوين الحيوانات المنوية ومن ثم فله أهمية وخاصة لبعض من يعانون العقم نتيجة نقص الحيوانات المنوية لذلك فهو غذاء هام ومفيد يصلح للرجال ويساعدهم على الحفاظ على قدراتهم الجنسية، والهرمونات المهمة مثل هرمون البيتوسين الذي له خاصية تنظيم الطلق عند النساء بالاضافة إلى أنه يمنع النزيف أثناء وعقب الولادة ومُخفض لضغط الدم عندما تتناوله الحوامل, إن التمر هذه الفاكهة الحلوة الممتازة، غني جداً بالمواد الغذائية الضرورية للأنسان فإن كيلوغراماً واحداً منه يعطي ثلاثة آلاف كالوري اي ما يعادل الطاقة الحرارية للرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد وبعبارة اخرى ان الكيلوغرام الواحد من التمر يعطي نفس القيمة الحرارية التي يعطيها اللحم، وان ما يعطيه الكيلوالواحد من البلح يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك, ويحتوي التمر على فيتامين (أ) وهو موجود بنسبة عالية تعادل في أعظم مصادره اي تعادل نسبته في زيت السمك والزبدة وفيتامين (أ) كما هو معروف يساعد على زيادة وزن الاطفال ولذلك يطلق عليه الأطباء اسم عامل النمو كما يحفظ رطوبة العين وبريقها وبذلك يضاد الغشاوة الليلية, ويحتوي التمر على فيتامين ب1 وفيتامين ب2، ومن شأن هذه الفيتامينات تقوية الأعصاب وتلين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من الألتهابات والضعف ويصف الأطباء فتامين ب1 للناقهين والرياضيين أما فيتامين ب2 فيوصف في آفات الكبد وتشقق الشفاه وفي تكسر الأظافر وتشقق الجلد, والتمر غني بالمعادن حيث توصل علماء التغذية إلى ان التمر غني بالفسفور، فهو أغنى من المشمش والعنب ففي كل مائة غرام من التمر نجد أربعين مليغرام من الفسفور بينما لا تزيد كمية الفسفور الموجودة في اي فاكهة عن عشرين مليغراماً في نفس الكمية إذا عرفنا الفسفور يدخل في تركيب العظام والأسنان ويستخدم التمر لعلاج نقص البوتاسيوم Hypokalemia لاحتوائه على كميات كبيرة من البوتاسيوم علاوة على ذلك، فإن بضع حبات من التمر تزيد في مفعولها عن فائدة زجاجة كاملة من شراب الحديد أو أخذ أبرة كالسيوم، لأن الحديد والكالسيوم موجودان في التمر بشكل طبيعي يتقبله الجسم ويتمثله بسرعة بينما أدوية الحديد والكالسيوم تمجها المعدة وتثقل غشائها المخاطي وقد لا يهضمها كاملة الدليل على ذلك اصطباغ لون براز من يتعاطى الأدوية الحديدية بالسواد, ويحتوي التمر على المغنيسيوم وقد لوحظ أن الذين يتناولون التمر بكثرة لا يعرفون مرض السرطان إطلاقاً، ومن العناصر النادرة والمهمة في التمر البورون Boron الذي يعتبر مهم لنمو بعض الكائنات الحية ويلعب البورون دوراً كبيراً في الفيتامينات التي تكون ذات أهمية لعلاج الروماتزم وهناك تأثير للبورون على الهرمونات الجنسية ولقد دلت الدراسة على أن التمر يحتوي على البورون بنسبة تصل الى 3 6 ملجرام/ 100 جرام في الجزء اللحمي والنوى على حد سواء كما قرر العلماء أخيراً اطلاق عبارة (نقب عن المعادن في مناجم التمر) في كل حبة تمر والتمر غني بعدد من انواع السكاكر كالجلوكوز (سكر العنب) والليكوز (سكر الفاكهة) والسكروز (سكر القصب) ونسبتها تبلغ حوالي 70% ولذا فالتمر وقود من الدرجة الأولى، والسكاكر الموجودة بالتمر سريعة الامتصاص سهلة التمثيل، إذ لا يحتاج أمتصاصها الى عمليات هضمية وعمليات كيماوية حيوية معقدة، كما هو الحال مثلاً في المواد الدهنية والنشوية (كالموجودة في الأرز والخبز) التي تحتاج الى مفرزات هضمية, وتستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو بضع ساعة وفائدة السكاكر الموجودة في التمر لا تنحصر في منح الحرارة القدرة والنشاط بل أنها مدرة للبول تغسل الكلى وتنظف الكبد, والتمر يحوي على الألياف السللوزية تكسبه الشكل الخاص به وتساعد هذه الألياف الأمعاء على حركتها الأستدارية وبذلك تجعل التمر مليناً طبيعياً ويساعد التمر على تجنب أمراض البواسير وللوقاية من الأمساك فتناول التمر والرطب وهو غني بالألياف وجد أن كل 100 جرام من التمر تعطي نحو 8,5 جرام من الألياف وهذه الالياف مهمة للوقاية من الامساك وقد ظهرت في هذا المجال دراسة حديثة نشرتها احدى مجلات التغذية الأمريكية وهي مجلة Journal of american Dietetic أوضحت فوائد التمر في علاج الامساك والوقاية منه ومن امراض البواسير وتحتوي التمور على بعض الإنزيمات أشهرها الإنزيم المسمى (انفرتيز) الذي يساعد على نضجح التمور وهو أهم إنزيم يؤثر على جودة التمر إذ يستمر عمله بعد قطف الثمار ويعتبر سبباً في قصر مدة حفظ التمور على صورة رطب إذ أنه يعمل على انضاجها وتحويلها إلى تمر, وتمر ثمرة التمر بأدوار وأطوار حتى يتم نضجها وهي الطور الأول الطلع ثم البسر والرطب وتصبح التمرة في هذا الطور مائية حلوة وفترة هذا الطور تتراوح بين 2 4 اسابيع والطور الأخير التمر وهو الطور النهائي لنضوج الثمرة, وفي الختام أنصح المستهلكين بعدم شراء التمر من السيارات المنتشرة في الأسواق والواقفة على الأرصفة حيث أنه أسلوب غير حضاري ويشوه منظر المدينة وكذلك عرض التمور بهذه الطريقة يؤدي إلى أصابته بلسعة الشمس مما يؤدي الى حدوث تغيرات غير مرغوبة وتلوثها بعوادم السيارات والحرص على شرائها من اسواق التمور والفواكه والخضار التي شيدتها البلديات وأعدتها إعداداً تاماً وكاملاً حيث أن الهدف الأساسي من إنشائها هو خدمة المستهلك وراحته ليؤدي دوره بصورة جيدة ويخدم هذا الوطن الغالي.
ومن المهم جداً التوقف عن رش المبيدات قبل جني الثمار بأسبوعين على الأقل لأن الرش وقت الحصاد يؤثر على الصحة العامة للمستهلكين بسبب التأثير المتبقي من المبيدات خاصة الجهازية منها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أسواق وصيف

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved