بوح المعنى والتوجه (1 2) ابراهيم الناصر |
بعض الناس يضيق حين تطرح امامه موضوع السعودة انطلاقا من التوجه القومي وهو شعور نحترم مفهومه لولا اننا نعالج الطرح من مفهوم آخر، مفهوم وطني يلتقي بالآخر في المعنى العام، فاذا كنت لا تلتقي بمشاعر مواطنيك وتحس بمعاناتهم فمن المستحيل ان تتجاوب مع تطلعات قومك, فالعائلة الصغيرة قبل أبناء العمومة والجيران كما ان ابنك اولى بالرعاية من اي كان وليس في هذا خلط او تلاعب بالالفاظ اذ ان حكمة الاقربون اولى ماثلة امامنا وان كانت تكرس العاطفة على حساب الحب الاشمل انما هكذا جبلنا, وتعاليمنا الدينية تحثنا على هذا المعنى.
ودعونا ندلف الى مفهوم السعودة من هذا المدخل الضيق الذي يتسع كلما اوغلنا في المسيرة, فالبطالة موجودة لدينا بنسبة تزداد كل عام بتكاثر الخريجين وليست النسبة معروفة لاننا نفتقد الى الاحصاء البارز انما اعتقادا لا اظنها تقل عن 20% من مجموع القوى العاملة الكلية من الجنسين وهي نسبة مرتفعة في وطن تتجه نحوه الابصار وتعتبره بعض الشعوب امل المستقبل! وهذه النسبة المتزايدة كل عام وهي بكل أسف من خيرة الشباب تعيش عالة وتتألم لمصيرها وربما تنقم على المجتمع الذي طردها من قواه العاملة بدون ذنب جنته سوى حظها العاثر الذي افقدها من يقدم لها النصح بتغيير مسارها التعليمي، اذ انها تملك شهادة دراسية عليا في التخصصات النظرية او الادارية وهي تخصصات لم تعد مرغوبة في هذه المرحلة متسائلة لماذا لم يقفلوا هذه التخصصات او يحددوا العدد فيها حتى لاتكون فخا تقع فيه هذه الجموع التي فرض عليها مجموعها في الدرجات هذا الاتجاه دون سواه مع انه بإمكانها التوجه الى مجالات اخرى في المعاهد وليس بالضرورة في الكليات الجامعية لتكون النكبة وضعها على الرف تخطط للانتقام من هذا المجتمع والغريب ان نسبة ضئيلة من هذه القوى حين تحاول ان تجد لها مكانا في هذا الزحام عن طريق العمل الحر في الاسواق وحتى في الشوارع العامة بتحريض من الصحافة ومساندة يطاردها مندوبو البلديات النشيطون بمصادرة بضائعها القليلة لانها تزاحم في المعيشة طبعا اولئك الهنود والاجناس الاخرى الذين يعملون بحرية تحت مظلة النظام الاعور الذي حدده الكفيل الكسول الذي يحصل على جهد هذه الاجناس وهو نائم في المنزل .
بينما هؤلاء الشباب الذين ربطوا الاحزمة وشمروا عن سواعدهم يلاقون الملاحقة والتنكيل لانهم لم يحصلوا على تصريح او لا يملكون مخصصا لهم من حضرة البلدية.
هنا تتضح بعض معالم التشديد على شعار السعودة التي تحولت من مفهوم قومي الى مفهوم وطني, ولكي ابدو صادقا فانني امتعض صراحة من مرأى اخوتنا في البطن وهم يحتلون مراكز مرموقة وقيادية في حين ان ابناء البلاد يتجولون بملفات شهاداتهم من مكتب الى آخر حتى ان مكاتب العمل جزاها الله خيرا تضغط بكل الوسائل على الشركات والبنوك لترفع نسبة السعودة فيها وهناك فرق شاسع بين عمالة مدربة وتحمل كفاءات يستفاد منها في التخطيط والتخصصات الفنية وبين هذه العمالة الضعيفة والتي تتدرب وتتعلم على حسابنا وليس بالمهم احضارها الشهادات لان تزويرها ميسور وسهل في بلدان كثيرة عن طريق البيع في البلدان الاسيوية والامريكية.
|
|
|