عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
قرأت ما كتبه الأخ الكريم سليمان بن محمد العايد في العدد 9920 من الجزيرة تحت عنوان (إلى وزارة المواصلات: ساوونا مع المدن الأخرى في مشاريع الطرق) حيث سبق أن كتب أحد الإخوة من الرس عن الطرق الزراعية وغيرها بمحافظة الرس وناقش أهميتها وعدم الاهتمام بسفلتتها من قبل إدارة الطرق بالقصيم وحول التفريق بين بلد وبلد من قبل هذه الإدارة.
وحسب علمي أن كل ما ذهب إليه هذا الأخ صحيح ومحافظة الرس من أكبر محافظات منطقة القصيم وأكثرها في عدد القرى والهجر التي تتبعها وبالتالي في أطوال الطرق الرابطة بينها ومعاناة الرس من هذه الطرق واضحة للعيان ولا تحتاج إلى برهان، يشهد بذلك حركة المعلمين الكبيرة في محافظة الرس التعليمية والذين يسلكون ربما مئات الكيلومترات عبر طرق صحراوية وعرة يوميا للوصول إلى مدارسهم,, وقد يتصور البعض أن محافظة الرس غير زراعية لأنها تقع في الدرع العربي ولكن الواقع غير ذلك فهي تحوي عددا كبيرا من المزارع المثمرة التي تتناثر على مساحات واسعة جدا في غرب القصيم وخلال جبال إبانات وأمرة وضليع رشيد وفي نفود العريق وغيره,, محافظة الرس بخست حقوقها من قبل إدارة الطرق بالقصيم وعندما يكتب كاتب عن احتياجات محافظة فليس معنى هذا انتقاص الآخرين أو سبهم

وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم,,!!

ولنا في مدير إدارة الطرق والنقل بالقصيم الجديد الأمل الكبير بعد الله فهو من المخلصين الأمناء ويتمثل ذلك في قيام إدارة الطرق والنقل بالقصيم بسفلتة جزء كبير من طريق البدائع المطار على خلاف الإدارة السابقة التي تجاهلت كل طلبات أهالي البدائع المستمرة منذ ما يزيد على ربع قرن وهي تعلم تمام العلم بمعاناة أهالي البدائع وغيرها من مدن القصيم مثل بريدة والرس حيث تحوي هذه المدن أكبر عدد من الوصلات الترابية والطرق الزراعية المهملة كتركة للإدارة السابقة,, ولكننا نظن أن الإدارة الجديدة ليست على علم تام بمعاناة أهالي البدائع ولم تصل إليها لسبب أو لآخر وسأسوق هنا عددا من الحقائق.
1 الطريق الدائري حول مدينة بريدة (عاصمة المنطقة) تم تنفيذه بعد لأي وجهد شديد وأصبح بعد تنفيذه عديم الفائدة لأنه كالحلقة المفرغة وكالطير المقصوص الجناحين,, حيث لم يتم إكمال بعض الأجزاء منه حتى وقتنا الحالي على الرغم من افتتاحه منذ أكثر من عقد من الزمان,, والطرق التي تربطه بالمدينة لم يتم تنفيذها وهي عصب الطريق وأداته الرابطة مع المدينة، وبدونها سيصبح عديم الفائدة وتقود المشكلة إلى سابقتها, ودائري بريدة الداخلي الذي أصبح مثل الغول والعنقاء والخل الوفي لا أمل في تنفيذه بعد أن نزعت ملكية بعض المنازل التي تعترضه,, لا أدري حتى الآن ما هو المبرر المنطقي في تأخيره إلى هذا الحد وهو الذي سيحل مشكلة الاختناقات المرورية في شوارع بريدة الضيقة بدلا من الدائري الرئيسي الذي لا فائدة منه تذكر حتى الآن,, الذي أصبح مثل الثمرة المعلقة في السماء بدون درج يصل إليها,,!!
2 كيف ألغيت تفريعات طريق بريدة الرئيسي وقصت أجنحته وركبت لدائري عنيزة الغربي الذي يسمى بامتداد دائري بريدة الغربي وهو ضمن النطاق العمراني لعنيزة فكيف تحول دائري بريدة ليكون لعنيزة,, والدائري الشرقي أيضا الذي يتم العمل فيه حاليا شرق عنيزة,, دون أن يعلن عنه وإلى أي مشروع يتبع هو,, وبهذا وزع دائري بريدة في مناطق متفرقة,, وأصبح مثل قضية (معايد القريتين) فلا مواطنو بريدة استفادوا ولا مواطنو عنيزة استفادوا فما بالك بمن ركب أجزاء السيارة ونسي أجزاء منها,, لا شك أنها لن تعمل,,!
3 إنني أتعجب أشد العجب من مدخل بريدة الغربي (أو طريق الجنوب) وهو المدخل الرئيسي لبريدة عاصمة منطقة القصيم كيف بقي مظلما بدون أي إنارة أو حواجز للجزيرة الوسطية,, كل هذه السنين,, وهذه الحوادث التي تحدث فيه باستمرار مع العلم أن إنارته لن تكلف شيئا,, وقد ردت وزارة المواصلات قبل سنوات عديدة أن إنارته لا جدوى منها ما دام أن (طريق الملك فهد) الذي سينشأ مستقبلا مواز له ومضاء,, ولكن بعد كل هذه السنين فإن هذا الطريق لم يكتمل إنشاؤه وألغيت منه بنود الإنارة وظل طريق الجنوب وظلما وهو صامت يشكو من الاهمال والحوادث,,!
4- قبل عدة سنوات تم اعتماد حوالي 600 كلم من الطرق الزراعية لمنطقة القصيم.
ولكن بعد هذه السنوات لا نرى أي أثر يذكر لهذه الطرق,, ولا ندري أين تم تنفيذها ومحافظة البدائع التي هي من أكبر المحافظات بالمنطقة لم يتم إنشاء ولاحتى 1كم فيها,, ولا أدري عن المحافظات الأخرى,, فلماذا لا تضعنا إدارة الطرق أمام الأمر الواقع وتخبرنا أين تم تنفيذها فقد يكون لدينا سوء فهم للموضوع.
5 تم إنشاء طرق وسط الكثبان الرملية وبشكل كثيف في إحدى محافظات المنطقة بينما بقيت المحافظات الأخرى ومنها البدائع بطرق ترابية مغبرة,, حتى وإن كانت على مزارع كثيفة جدا,, أو قديمة جداً.
6 لا أدري ما سبب هذا اليأس لدى بعض مواطني المنطقة عموما ومواطني محافظة البدائع خصوصاً من إقدام إدارة الطرق على سفلتة أي طريق زراعي ويعتبرونها أحد المستحيلات,, وجميعهم قد تعارفوا على إهمال إدارة الطرق لطلباتهم المتكررة منذ سنوات طويلة حتى يئسوا من المطالبة,, وإدارة الطرق تعاملهم وكأنهم خارج خدماتها وكأن ليس لهم الحق في الحصول على خدمة وفرتها لهم الدولة أيدها الله للجميع دون تمييز أو تفريق,, حتى قام الكثير منهم بسفلتة الطرق التي تخدمهم على حسابهم الخاص,, حتى إن محافظة البدائع التي تحوي أكثر من 600 كم من الطرق الزراعية غير المسفلتة لم يسفلت منها أكثر من 13 كم حتى الآن ومنذ سنوات طويلة,, بينما تسفلتت الطرق وسط الكثبان وداخل النطاق العمراني في غيرها,, وإذا طالب أهالي المحافظة بسفلتة الطرق الزراعية تحججت الإدارة بأن البدائع مخدومة بطرق مضاءة ومزدوجة,, وهذه الطرق المقصودة هي جزء من طريق رئيسي يخترق المملكة من شرقها إلى غربها ولم يوجد خدمة لمحافظة البدائع وهو موجود سواء وجدت المحافظة أم لم توجد,, ومن هذا فإن إدارة الطرق لا تعلم شيئاً عن معاناة أهالي محافظة البدائع ولم تصل إليهم أو لم تشاهد هذه المعاناة على الطبيعة وتعتبرها نوعا من المبالغة,, أو أنها تتجاهل طلباتهم عمدا محافظة البدائع تحتوي على أكثر من 2000 مزرعة قديمة وحديثة وسجلات إدارة الزراعة تشهد بذلك فهي تحتوي على مساحة شاسعة من المزارع على وادي الرمة الخصيب,, مزارع قديمة تحتوي على أشجار النخيل ومزارع القمح والاعلاف تمتد من البدائع العليا والحجناوي غربا إلى حدود عنيزة شرقاً,, ومزارع في الصحراء الجنوبية أهمها مزارع العيلة، والأبرق ومزارع أم ثلعة,, وأهم هذه الطرق: طريق بجداء، طرق شمال غرب البدائع العليا، طرق شمال البدائع العليا، طرق أم تلغة، طريق المضابيع العويمر، طريق الأحمدية العبدلية، طريق أم مسجد طريق الدهو، طريق العواجيات، طريق الشقيقة، طريق العوهلية، طريق سباق الهجن، طريق الجريبان، طريق القاعيات، طريق الهلالية أم تلعة (8كم)، طريق الشبيبيّة الروضة، طريق الأحمدية العبلة، طريق كراع المرو، طريق الأبراج، طريق الرجم، طريق البندرية، طريق البساتين,, وغيرها الكثير من الطرق المهملة أهمالا تماما.
7 على الرغم من مرور أكثر من سنتين على الإدارة الجديدة لإدارة الطرق فإننا لا نزال نتعشم فيها الأمل في رفع هذه المعاناة المستمرة عن أهالي محافظة البدائع والالتفات لها ولو بأقل الأشياء,, ولو بفرد الاسفلت المكشوط الذي يؤخذ من أمام مزارع البدائع ويمدد في الصحاري,, إن الأمل كبير في هذه الإدارة التي تعمل بتوجيهات مستمرة من راعي نهضة القصيم وحركتها الزراعية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز حفظه الله والذي يوجه بخدمة جميع محافظات المنطقة دون تمييز.