الكارثة المرورية التي وقعت يوم الاحد 20/8/1420ه الموافق 28/11/1999م,, على طريق الخرج السريع المؤدي للمنطقة الصناعية، (1) (2) ولاسكان البحرية وغيرها، والمتمثلة بانقلاب شاحنة صهريج غاز على سيارة خصوصي وسحقها وسائقها هذه الكارثة الصباحية المأساوية بكل ابعادها تجيز لنا ان نؤكد وبثقة على حقيقة مرورية مغيبة اصبحت واقعة يومية او اسبوعية على الاقل، وهي ان طريق الخرج السريع اصبح طريق كوارث مرورية وحوادث مروعة، بمعنى ان اهمية استخدامه راحت تتضاءل امام فاعليته التي انحرفت من خط نقل حيوي الى عامل رفع لمعدل الضحايا المرورية والخسائر المادية في عموم حياتنا السعودية,!!
فهذا الطريق المواصلاتي السريع الذي يسجل نفسه في قائمة الطرق الحديثة والذي يغذي مناطق مهمة إضافة الى تحمل جزء كبير من عبء النقل الذي يضغط طريق الخرج القديم!! هذا الطريق تلطخ سجله المروري باكرا باللون الاحمر لكثرة ما وقع ويقع على سواده من حوادث صارت تتصاعد وتيرتها مع الايام حتى غدت كوارث مأساوية كان آخرها الكارثة المشار اليها بداية,!!
والمحير في امر هذا الطريق ان عين الرقيب غافلة عنه واهتمام المسؤولين يكاد يكون غائبا تماما!! فالشاحنات تسرح وتمرح في جوانبه وتدهس ما يقع تحتها بينما يتفنن عشاق السرعة والتجاوز الخاطئ في حمل الآخرين على كف عفريت خاصة اثناء الحضور او الانصراف من الدوام الذي عادة ما يتوافق مع دوام اغلب الشركات والمصانع العاملة في تلك المدن الصناعية التي جاء حظها على مرمى حجر من هذا الطريق الذي امسى يخيف الجميع,,!! لهذا فالواجب الديني والوطني يحتم على المسؤولين في ادارة الدوريات الامنية وكذلك مسؤولي المواصلات او كل من ينضوي تحت عباءته مسؤولية طريق الخرج السريع ولو بلوحة ارشاد فيها ان يعمد الى المعالجة السريعة وايقاف نزيف الدماء التي تسيل بغزارة على هذا الطريق الكوارثي الذي اتضح من الحركة المرورية التي تجري في عروقه الاسفلتية ان تصميمه الفني لم يأخذ بالحسبان الضغط المروري المتزايد على الطريق مع تعاقب الايام بحكم وجود المناطق الصناعية والسكنية على جانبيه,,!! حتى انك لا يمكن ان تحدد طبيعة هذا الطريق من واقع تصميمه، فالمواصفات تقول بانه طريق سريع بينما يحكي الحال المُشاهد ان السيارات والشاحنات تملأ مساراته الثلاثة بتكدس وبساعة من نهار!! ولك ان تلاحظ سريع بثلاثة مسارات,, كيف؟!إذن نحن ازاء مشكلة مرورية يومية تتشابك مع علة فنية في الطريق نفسه!! ونتيجة هذا التشابك المتكرر تقع الكوارث والحوادث بين مرتادي الطريق من شاحنات تمارس الفتوة وسيارات تمارس الحذلقة !! حتى يتم التلاحم المأساوي,!! الذي لن تتوقف فصول مسرحيته الا بأمر الله ولطفه ثم بالعمل الجاد وتطبيق الحلول السريعة الممكنة التي ترتكز اساسا على ضوابط مرورية وانظمة صارمة تتحكم بهذا الطريق مثل مراقبة السرعة على مدار الساعة وبالذات الفترة الصباحية المبكرة واثناء مغادرة العمل عصرا,!! خاصة وان سيارات الدوريات الامنية على طريق الخرج السريع مثل بيض الصعو !! وكذلك صرف الشاحنات لساعات معينة الى طريق الخرج القديم او ايقاف كل شاحنة تخرج عن المسار الايمن الى المسارات الاخرى الا عند الضرورة المرورية القصوى، وغير ذلك من الضوابط والانظمة التي يجب ان تكون صارمة حتى يلتزم بها الجميع والتي لا نشك بأن اهل الاختصاص في دورياتنا الامنية يملكون مثلها او افضل منها مثلما يملكون السبل الجيدة لتطبيقها!! إضافة الى ما سبق، عمل دراسة ميدانية للطريق الكوارثي لمحاولة توسيع جوانبه ومنافذه وذلك باسرع وقت ممكن، فالساعات صارت تحمل اخبار الحوادث بعد ان كانت اياما،, هذا ما كان والله المستعان.
محمد بن عيسى الكنعان