* الرياض الجزيرة
جريا على السنة الحميدة التي استنها خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في الايثار، وتقديم الخدمة التي تتصل بخير الأمة العربية والاسلامية على سواها، فقد التفتنا صحافة ووسائل اعلام أخرى الى استضافة عاصمتنا الجميلة الرياض للقمة العشرين لقادة دول مجلس التعاون العربية الخليجية الشقيقة، قبل ان نلتفت الى مناسبة وطنية داخلية عزيزة على قلوبنا جميعا ونلمس عطاءها الثر لنا في حياتنا اليومية العامة والخاصة، ألا وهي مناسبة مرور ثماني عشرة سنة على قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله وما تحقق خلالها من انجازات تنموية عملاقة على الصعيدين الاقتصادي الانتاجي، والاجتماعي الخدماتي,.
مما أحدث نقلة حضارية اصبحت محط أنظار قادة وحكومات وشعوب دول العالم التي تطلع الكثير منها في الدول النامية الى دروس تجربة المملكة في ارادة العمل، وقبول التحديات، والانتصار على العوائق والعقبات وتطويع الظروف غير المواتية لقدراتنا الذاتية على العمل والانجاز والعطاء,, العطاء الذي امتد بالأيدي البيضاء عبر حدودنا الى حدود عالمنا العربي والاسلامي، بل والعالم الخارجي,, مما وضع المملكة في مقدمة الدول المانحة للمساعدات والهبات للشعوب الشقيقة والصديقة مما ساعدها على أن تمضي قدما في طريق التنمية والتطور والتقدم,, وبمناسبة مرور الذكرى الثامنة عشرة لقيادته الحكيمة لبلادنا وللعمل العربي والاسلامي اقليميا وعالميا نستعرض هنا أبرز تلك المنجزات المحلية والاقليمية والدولية التي جعلت لمملكتنا الغالية صيتا داويا وسمعة لا تضاهى تلهج بها الألسن حمدا وشكرا وتقديرا,خادم الحرمين الشريفين أنجز ما وعد به الوطن والمواطن
أنجز لنا ما وعدنا به
في 3 شوال 1402ه وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله خطابا ضافيا للمواطنين بمناسبة عيد الفطر المبارك وهو أول عيد يمر عليه وهو في موقع المسؤولية الأولى لقيادة الدولة واعتبر المراقبون والمحللون ذلك الخطاب بما اشتمل عليه من رؤية سياسية بأبعادها الداخلية والعربية والاسلامية والأجنبية اعتبروه استراتيجيته السياسية للحكم ولبناء العلاقات بين المملكة والعالم الخارجي.
ومما ورد في ذلك الخطاب عن الشأن الداخلي، قوله حفظه الله : من منطلق الاسلام والدعوة اليه تتحدد سياستنا في الداخل في جميع المرافق والمجالات، وأهمها على الاطلاق أسلوب الحكم، وطريقته، والحكم في الاسلام شورى حيث يتلمس فيه الحاكم آراء أهل الحل والعقد، ويطلب مشورتهم ويستعين بهم في ادارة دفة الحكم,, وهذه هي سياستنا وعليها سار أسلافنا .
واضاف:ولما تطورت الحياة في مجتمعنا السعودي اصبح من الضروري ان يتطور معها أسلوب الشورى وان يقنن النظام الأساسي للحكم، فعين المغفور له بإذن الله الملك خالد لجنة من كبار المسؤولين وأهل الرأي ليضعوا المبادىء الرئيسية للنظام الأساسي للحكم ولمجلس الشورى، ثم يصوغوها في قالبها النهائي، وقد انهت اللجنة وضع تلك المبادىء ودفعتها اليه رحمه الله وحالت وفاته دون اكمال دراستها، وستكون بإذن الله في مقدمة ما نهتم به لتخرج بعدئذ في شكلها النهائي نظاما متكاملا للحكم يوضح المسؤوليات والحقوق والواجبات وينظم مؤسسات الحكم وسلطاته على هدي كتاب الله، فهو دستورنا، وسنة نبيه المصطفى منهج حياتنا .
وقال: وسوف يصاحب ذلك او يسبقه إعمال الاجراءات الضرورية لوضع نظام المقاطعات، موضع التنفيذ، فسنكون قد استوفينا تنظيم اسلوب الحكم على مستوياته كافة,,
أنجز ما وعد بشأن أنظمة الحكم
وفي شعبان سنة 1412ه، انجز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ايده الله ما وعد به مواطنيه قبل عشر سنوات من ذلك التاريخ، حيث أصدر الانظمة التشريعية الثلاثة وهي:
1 نظام الحكم.
2 نظام المحافظات.
3 نظام مجلس الشورى.
وهي الانظمة التي انتظمت بها مسيرة العمل الوطني في دواوين الدولة وشتى مرافق العمل في القطاعين العام والخاص، حيث تواصلت المسيرة المباركة بقيادته الحكيمة على طريق الانجازات التنموية التي عمت كل مجال وكل قطاع، بل كل فئة من فئات المواطنين تعيش في اي شبر من ارض الوطن.
الاكتفاء الذاتي هدف التنمية
وكان هدف استراتيجية السياسة الداخلية هو تحقيق الاكتفاء الذاتي للوطن والمواطن من جميع الاحتياجات الضرورية لعيشه، بل وحتى الكمالية لرفاهية حياته.
وفي هذا الشأن ومن اجل هذا الهدف قال يحفظه الله :اننا نحمد الله على توفيقه في تنفيذ خطط التنمية التي ركزت على البنية الاساسية فأصبح المواطنون ينعمون اليوم بخدمات تضاهي ماهو موجود في اكثر بلدان العالم تقدماً، وقد اعترف بذلك المراقبون الاجانب الذين شككوا من قبل في مقدرتنا على استيعاب التقنية الحديثة في الزمن القصير الذي تم ذلك فيه,
ويضيف في هذا الشأن ايضاً:وانا اسأل الله التوفيق في اكمال الخطط القادمة بالنجاح نفسه الذي حققناه في الخطط السابقة، وبذلك ننجح باذن الله في إحداث تحول حقيقي في البنية الاقتصادية حيث تتنوع القاعدة الانتاجية وهو امر بدأت تظهر بشائره ونحن نرقب النشاط الملموس في بناء الصناعات الاساسية وازدياد السلع المنتجة محلياً، وتكريس الجهود في التنقيب عن المعادن وظهور علامات ثروة معدنية هائلة، وكلنا نعتز بالنهضة الزراعية في شتى ربوع المملكة حتى ان كثيرين يتطلعون الى اليوم الذي نكتفي فيه ذاتياً من كثير من المنتجات الزراعية، وسوف تدعم الدولة ذلك الجهد بوصفه يحقق هدفاً وطنياً .
وقد تحقق الاكتفاء الذاتي من كل شيء
ومرة اخرى يصدق الواقع القول، ويتحقق الامل الوطني ليصبح جزءاً من حقائق الحياة اليومية,, حيث تم لنا الاكتفاء الذاتي من اجل رخاء عيشنا، ورفاهية حياتنا، تاكيداً لمقولته السابقة الانسان هو اداة التنمية وهدفها, .
في مجال الزراعة ومنجزاتها
فمثلاً تحقق الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة في اهم وأخطر سلعة غذائية ذات قيمة استراتيجية وهي سلعة القمح الذي ارتفع انتاجنا منه الى ما يزيد عن حاجتنا,وفي مجال الانتاج الزراعي والحيواني حقق الانتاج المحلي نسبة 80% من حاجة الاستهلاك المحلي من اللحوم والخضراوات والبقوليات والفاكهة والالبان ومشتقاتها كالجبن والزبد وغيرهما.
كما تحققت نسبة مماثلة تقريبا من اللحوم البيضاء كالدجاج والطيور والاسماك, وفائض انتاج البيض الذي وصل الى بليونين وخمسمائة مليون بيضة في السنة وتم تصدير أكثر من نصفه الى اسواق دول مجلس التعاون الخليجي.
ولا يفوتنا ان نشير هنا الى ان فائض انتاج القمح عرف طريقه للتصدير الى اسواق 90 دولة في العالم بينها دول كبرى مثل الصين وروسيا قبل ان تحد الدولة من كميات زراعته توفيرا للماء وعدم الاسراف في استخدامه.
وفي مجال الإنتاج الصناعي
كما تحقق الاكتفاء الذاتي في مجال الانتاج الصناعي حيث ان الفين و200 مصنع عامل ومنتج قد تدفق انتاجها من مختلف الصناعات التي دخلت فيها التقنيات الحديثة والاكثر تطورا سواء في مجال الاسمنت او الحديد والصلب والسيخ او في مجال البتروكيماويات او الالكترونيات وقد عرف انتاجنا الصناعي طريقه الى اسواق العالم بجودته التقنية العالية واسعاره المنافسة حيث بلغ عائد الدولة من صادراتنا وانتاجنا الزراعي والصناعي في العام المالي الماضي 35 الف مليون ريال,, والمتوقع ان يصل هذا الرقم هذا العام الى ما بين 40 و45 الف مليون ريال.
التأكيد على قيمة ودور الإنسان السعودي
وما تحقق من انجازات تنموية في مجال الاقتصاد والانتاج لعب فيه المواطن دوره الرئيسي تصديقا لمقولة خادم الحرمين الشريفين ايده الله (ان صناعة الانسان هي الاساس، فالمال يذهب والرجال وحدهم هم الذين يصنعون المال، وان كل اهدافنا في البناء والتطور وتحقيق المجتمع المتقدم لن تتم اذا لم يتم القضاء على الجهل، واننا لنعتبرها مهمة من اقدس مهمات ومسؤوليات الحكم),.
بناء الإنسان بأوسع نهضة تعليمية
ولقد كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز سدد الله خطاه للمستقبل الذي ينشده لوطنه ولمواطنيه مقرونة بالتعليم وبالعلم وذلك قبل ان يكلفه والده المؤسس عبدالعزيز عليه رحمة الله بمسؤولية التعليم في الدولة الوليدة الناشئة عندما عينه وزيرا للمعارف عام 1373ه.
وقد كان تعيينه في هذا المنصب احد اقوى الادلة علىعبقرية الملك الوالد المؤسس في حسن اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب.
وكان اختيار الامير فهد انذاك لمسئولية وزارة المعارف توفيقا من الله ارتبط به تطور الدولة والوطن والمواطن في هذا الجانب المهم وهو التعليم ونشره بحيث يكون حقا مشروعا لكل طفل وطفلة من مرحلة الروضة فالتمهيدي فالابتدائي فالمتوسط فالثانوي فالجامعة، فما فوق الجامعة بالمجان في مدارس الحكومة وجامعاتها.
حقائق وأرقام النهضة التعليمية
وعندما تولى الامير فهد بن عبدالعزيز الملك فيما بعد وزارة المعارف لم يكن عدد المدارس في البلاد يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة او اليدين على اكثر تقدير.
وخلال السنوات التي تلت ذلك، تحققت انجازات تعليمية واسعة، ولكنها توجت وبلغت ذروتها حتى السنوات الثماني عشرة التي مضت على توليه الملك وقيادة البلاد اذ اصبح رصيد البلاد اليوم من مؤسسات التعليم:
1 21 الف وحدة مدرسية للتعليم العام بمراحله الثلاث (الابتدائي والمتوسط والثانوي).
2 120 كلية تقنية ومعهد مهني.
3 8 جامعات تضم ما يقرب من (100) كلية متكاملة الامكانات من حيث ارقى الكوادر من الاساتذة، والتجهيزات الفنية والمعملية، والادارية، والسكنية للاساتذة والطلاب والطالبات.
4 بلغ عدد الخريجين والخريجات من مختلف الجامعات المحلية والعربية والاجنبية خلال السنوات الثلاثين الاخيرة اكثر من (100) الف خريج وخريجة، يحتلون اليوم مواقعهم القيادية الادارية والفنية والمهنية في مختلف مشاريع العمل الوطني التنموي.
5 هناك عدد كبير من المبتعثين والمبتعثات للدراسات الجامعية او الدراسات فوق الجامعية في اعرق جامعات العالم العربي والاسلامي والاجنبي مثل الولايات المتحدة الامريكية، وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا وغيرها من الدول المتقدمة خاصة في مجالات العلوم والتقنيات العليا.
وقد اصبحت مؤسساتنا التعليمية قبلة ابناء وبنات دول العالم الشقيقة والصديقة.
الخدمات الصحية والطبية
وخلال الثمانية عشر عاما الماضية شهدت بلادنا نهضة تنموية وحضارية اخرى بالغة الحيوية وترتبط بحياة الانسان وقدراته الذاتية على العمل والعطاء وهي النهضة الصحية والطبية التي تعنى بعافية الانسان.
فخلال السنوات الثماني عشرة الماضية تحقق انجاز (260) مستشفى مركزيا مجهزا بكامل احتياجات المستشفيات المركزية من كوادر طبية وفنية، وادارية، ومن أحدث تجهيزات انتجتها تكنولوجيا العلوم الطبية.
وهناك ما يزيد على (2600) مستوصف للرعاية الاولية للطفولة والامومة والعلاج ايضا.
وكلها تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين، بل ان الخدمات الصحية والطبية العلاجية في المملكة اصبحت ذات سمعة دولية، حققت لنا: اولا تناقص اعداد المواطنين الذين كانوا يسافرون لطلب العلاج في الخارج بعد ان وجدوا في مستشفياتنا العلاج لمختلف الحالات المرضية.
ثانيا اصبحت بلادنا قبلة طالبي العلاج من دول العالم خاصة الدول العربية والاسلامية، من مستوى الافراد العاديين والى مستوى رؤساء الحكومات والدول.
خدمات المياه والكهرباء
وفي مجالات الخدمات الحيوية الاخرى التي تتطلبها الحياة العصرية، فقد غطت خدمات الدولة في السنوات الثماني عشرة الاخيرة من المياه العذبة جميع المدن تقريبا، اذ ان 24 محطة لتحلية مياه البحر الاحمر والخليج، تمد المواطنين والمقيمين بحاجتهم من المياه العذبة المحلاة يوميا.
كما ان الطاقة الكهربائية سواء للاضاءة في المساكن والمؤسسات والمصانع أو غيرها غطت (80%) من مدن وقرى وهجر المملكة.
الحدائق والمتنزهات والطرق الحديثة
فضلا عن الحدائق العامة والمتنزهات التي توفر اجواء الرفاهية والترفيه البريء للسكان في كل مدينة وقرية وهجرة.
هناك ايضا الانجاز الكبير في مجالات الطرق للمواصلات داخل المدن بين المناطق ومدنها وقراها، حيث تحقق خلال سني قيادته الحكيمة تعبيد (110) آلاف كيلومتر من الطرق ذات الاتجاهين والمسارات المتعددة في كل اتجاه عدا الطرق الممهدة التي بلغت اطوالها بين (40) و(45) الف كيلومتر وتربط مناطق الانتاج الزراعي بمناطق التسويق الداخلي.
شهادة دولية من قادة وخبراء
ان ما تم انجازه من مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة خلال ثماني عشرة سنة فقط حقق احدث نهضة حضارية لدولة في العالم.
وقد شهد قادة دول ورؤساء حكومات وخبراء اقتصاد وحكومات ان ما حققته المملكة من انجازات تنموية وما اصبحت عليه من نهضة حضارية خلال هذه السنوات الثماني عشرة التي مضت على خادم الحرمين الشريفين امد الله في عمره في قيادة المملكة قد يحتاج تحقيقه في غير المملكة الى مائة او مائة وخمسين سنة.
أصبحت في موقع الأهلية للقرن المقبل
وقد اصبحت المملكة اليوم بفضل من الله ثم بفضل القيادة السياسية والادارية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني، وحكومتهم الرشيدة، اصبحت في موقف القوة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والامنية والدفاعية بحيث تتطلع لتحديات القرن المقبل بشجاعة وثقة واهلية واقتدار.
أكثر من 4 آلاف بليون ريال
ما تقدم كله من انجازات تنموية ونهضة حضارية انفقت عليه قيادتنا الرشيدة مبلغا كبيرا من المال يقدر بمئات المليارات من الريالات، مما يعكس احسن وانجح توظيف لعائدات البلاد من سلعتها الاساسية وهي الزيت,, وبعده المنتجات الاقتصادية الزراعية والصناعية الاخرى.