مفاوضات منظمة التجارة بين الرفض الجماهيري وعدم الرضا الأوروبي والأفريقي فقيه في كلمة أمام المؤتمر: الحاجة إلى تأمين نصيب من النمو في التجارة الدولية للبلدان النامية لتحقيق مستوى معقول من التنمية |
* سياتل واس - أ,ف,ب.
أكدت المملكة العربية السعودية تأييدها الكامل والقوي للمبادئ التي يقوم عليها النظام التجاري المتعدد الأطراف في اطار منظمة التجارة العالمية واستعدادها للمشاركة بفعالية في الجولة الجديدة للمفاوضات الشاملة عضواً كامل العضوية.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها الليلة قبل الماضية معالي وزير التجارة أسامة بن جعفر فقيه في المؤتمر الوزاري الثالث لمنظمة التجارة العالمية المنعقد حالياً في سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار معاليه إلى أن المملكة العربية السعودية بلغت حالياً المرحلة النهائية من مراحل التفاوض للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وقدمت عروضاً هادفة ذات مضامين تجارية مهمة بشأن نفاذ السلع والخدمات إلى الأسواق.
وجدد دعوة المملكة إلى ان تتضمن أهداف الجولة الجديدة من المفاوضات الشاملة تأمين نصيب من النمو في التجارة الدولية للبلدان النامية يتناسب واحتياجاتها الملحة من أجل تحقيق مستوى معقول من التنمية الاقتصادية.
وأكد معالي وزير التجارة ان المؤتمر يمثل حدثاً مهماً في هذه الحقبة الوجيزة من تاريخ منظمة التجارة العالمية من أجل اتخاذ قرارات لها مضامينها وابعادها التي يشمل نطاقها العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين.
وقال معاليه: لعل القرار الأهم من جملة هذه القرارات هو الشروع في جولة جديدة من المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف ولا شك ان مؤتمرنا هذا مسؤول عن ايجاد المناخ الملائم الذي يفضي إلى اطلاق هذه الجولة الجديدة بنجاح واتخاذ التدابير والاجراءات التي من شأنها ان تعزز الثقة في النظام التجاري المتعدد الأطراف قبل الانخراط في مفاوضات جديدة.
واستعرض معاليه بعض هذه الجوانب ومنها ان منظمة التجارة العالمية لم تتوفر لها بعد صفة المنظمة الدولية الجامعة فهناك عدد من البلدان ومنها اقتصاديات رئيسية لها وزنها وأهميتها ما تزال خارج اطار منظمة التجارة العالمية وان مشروعية منظمة التجارة العالمية ذاتها وجولة المفاوضات الجديدة ستكون محل تساؤل ما لم تتأكد بحق الصبغة العالمية لهذه المنظمة في أقرب وقت ممكن من خلال تسريع عملية الانضمام لها حيث يتعين على هذا المؤتمر ان يبعث برسالة قوية وتفويض جلي من أجل استكمال المفاوضات الخاصة بالدول الراغبة في الانضمام والانتهاء منها في وقت مبكر.
وأردف معاليه ان من ذلك ايضاً ان الشكوك حيال عدالة النظام التجاري المتعدد الأطراف اخذت في التزايد وخاصة في أوساط البلدان النامية فهناك علامات على وجود صعوبات تكتنف العلاقات التجارية الدولية فعلى الرغم من الانجازات التي تحققت حتى الآن فإن الشعور السائد لدى البلدان النامية هو ان المزايا التي ينطوي عليها النظام التجاري المتعدد الأطراف لم يكن لها فيها خظ أو نصيب يذكر.
ودعا المؤتمر إلى أن يتولى هذه المسألة كل ما تستحق من اهتمام وان يتخذ تدابير تصحيحية تعيد الى منظمة التجارة العالمية مصداقيتها وتؤكد عدالة ومزايا هذا النظام للجميع.
وأكد معاليه ان الشرط المسبق الذي لا غنى عنه للبدء في جولة جديدة من المفاوضات هو التنفيذ المخلص والأمين للاتفاقيات الحالية المنبثقة عن جولة أوروغواي فالبلدان النامية لديها قناعة قوية بان هذه الاتفاقيات لم تنفذ تنفيذاً كاملاً مشيراً إلى أن ابرام الاتفاقيات لا يتأتى إلا بعد مفاوضات معقدة ومضنية وبالتالي فانه يحق للمرء ألا يتوقع سوى التنفيذ الكامل والأمين لهذه الاتفاقيات والا فلن يكون هناك ثمة حافز لابرام اتفاقات جديدة.
واشار إلى أن منظمة التجارة العالمية تباهي بكونها تلك المنظومة التي تقدم للعالم نظاماً قائماً على قواعد القانون الذي يحكم التجارة الدولية وينظمها ويشمل من بين أمور أخرى مبادئ الشفافية والقدرة على التوقع وتحقيق المنافع المتبادلة للجميع.
ورأى أن المنظمة لا تتقيد دائماً بهذه المبادئ عملياً وبالذات في اجراءات عملية الانضمام لعضوية المنظمة فليست هناك قواعد محددة وواضحة المعالم في هذا المجال وليس هناك نص أياً كان يتضمن شروط واحكام الانضمام ولا حتى مجرد الخطوط العريضة لهذه الشروط والأحكام والأكثر من ذلك ان مبدأ المنفعة المتبادلة المقرر في ديباجة اتفاقية مراكش التي تأسست بمقتضاها منظمة التجارة العالمية لا يتبع في المفاوضات الخاصة بالانضمام مفيداً ان ذلك وضع لايبعث على الارتياح على الاطلاق ويمثل السبب الرئيسي لكل هذا التأخير الطويل في انضمام البلدان الراغبة في عضوية منظمة التجارة العالمية.
وشرح ان وضع الاتفاقات الخاصة بالمبادرات القطاعية يعد لغزاً محيراً فاتفاقيتا تقنية المعلومات والكيماويات مثلاً لا تشكلان جزءاً من حزمة اتفاقات التجارة المتعددة الاطراف وان قبول هذا النوع من الاتفاقات عديدة الأطراف ليس ملزماً للبلدان الأعضاء في المنظمة ولم يقبل بها في واقع الأمر سوى عدد محدود من الدول مشيراً الى أن ما يدعو إلى الاستغراب ويثير الدهشة ان تتعرض البلدان الراغبة في الانضمام للضغوط كي تقبل الانضمام الى هذه الاتفاقات داعياً المؤتمر إلى أن يعطي توضيحاً مأذوناً لهذه المسألة.
وشدد معالي وزير التجارة على ان الجولة الجديدة للمفاوضات الشاملة تمثل مشروعاً طموحاً لابد وان تتضمن اهدافه تأمين نصيب من النمو في التجارة الدولية للبلدان النامية يتناسب واحتياجاتها الملحة من أجل تحقيق مستوى معقول من التنمية الاقتصادية، كما ان ضمان معاملة خاصة وتفضيلية للدول الأقل نمواً على نحو له معناه وجدواه ينبغي ان يشكل أحد المبادئ الأساسية لهذه المفاوضات، اما جدول أعمال هذه المفاوضات ونطاقها فيجب ان يكونا متوازنين ويمكن التعامل معهما عملياً وبمرونة معقولة كما انه لابد وان يشمل ذلك جدول الأعمال الايجابي الذي اقترحته البلدان النامية والذي تضمن قضايا مثل: نقل التكنولوجيا وشروط تأمين حماية ملائمة لمصالح البلدان النامية وتقديم الائتمانات من جل تحقيق التحرر الذاتي ودمج البلدان النامية وتكاملها في النظام التجاري المتعدد الأطراف وفق مبادئ العدالة والانصاف, أما المسائل الخلافية والمثيرة للجدل مثل المعايير العمالية والاجتماعية التي لم يتحقق بشأنها اجماع في الرأي حتى الآن فيجب ألا تدرج على جدول الأعمال.
وقال معاليه ان المملكة العربية السعودية راغبة ومستعدة للمشاركة بفعالية في الجولة الجديدة كعضو كامل العضوية ومشارك فاعل ونشط فلقد بلغنا الآن المرحلة النهائية من مراحل التفاوض للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وقدمنا عروضاً هادفة وذات مضامين تجارية مهمة بشأن نفاذ السلع والخدمات إلى الأسواق، كما اتخذنا عدداً من الخطوات التي تتطلبها عملية الانضمام وانني لعلى ثقة بأن المملكة العربية السعودية قادرة على الانضمام لمنظمةالتجارة العالمية والمشاركة في الجولة الجديدة منذ البداية اذا ما احجم بعض أعضاء المنظمة عن مطالبتنا بأمور غير واقعية وتصل إلى حد الافراط أحياناً ونعتقد ان بوسعنا ان نتفق على حزمة تحقق تبادل المنافع وعلى أساس من الحقوق والالتزامات المتوازنة.
وأكد معالي أسامة بن جعفر فقيه في ختام الكلمة ان المملكة العربية السعودية تؤيد بقوة المبادئ التي يقوم عليها النظام التجاري المتعدد الاطراف، كما انها تدعم اهداف الجولة الجديدة وتتطلع للمشاركة النشطة والفاعلة في هذه الجولة.
وكانت قد تعرقلت الجهود لاطلاق جولة جديدة من المحادثات حول التجارة العالمية في وقت متأخر من أمس الأول اعقاب اختلاف البلدان الصناعية والبلدان النامية حول قضايا العمالة والقضايا البيئية فيما قال كبير المفاوضين الأوروبيين: ان نجاح المحادثات يتطلب حدوث معجزة .
فقد عمت الفوضى مفاوضات قمة منظمة التجارة داخل مركز المؤتمرات في سياتل بشكل لا يكاد يختلف عن المسيرات الاحتجاجية في شوارع المدينة خارج المركز، فيما قام اعضاء الوفود من البلدان الصغيرة بطرق أياديهم على المناضد بشدة وتعالت أصوات احتجاجاتهم على الأسلوب التي تجري به ممثلة التجارة الأمريكية شارلين بارشيفسكي المفاوضات.
وادعى اعضاء الوفود انهم يحرمون من المشاركة في المفاوضات الهامة حول قضايا الزراعة والعمالة واصلاح المنظمة.
كما أدى تعثر المحادثات في القمة إلى فقدان المفوض التجاري الأوروبي بسكال لامي هدوءه حينما وصف مسلك بارشيفسكي في المفاوضات بأنه أشبه بما كان يجري في العصور الوسطى .
وقال لامي في مؤتمر صحفي: هناك الكثير مما يجب فعله وليس أمامنا سوى وقت محدود جداً للقيام به وبدت خيبة أمله واضحة في اجاباته المقتضبة على الصحفيين وحنقه بسبب تعطل أحد أجهزة الميكروفون.
وقال لامي: لن ينجح أحد في الخروج بنتائج من خلال تلك العملية الفوضوية سوى بمعجزة في أول تلميح من مسؤول إلى احتمال فشل محادثات سياتل في الوصول إلى نتائجها المرجوة.
غير ان بارشيفسكي زعمت ان الوفود المشاركة أحرزت تقدماً كبيراً في المفاوضات التي جرت في اطار مجموعات العمل، والتي استمر بعضها في العمل طوال ساعات اليوم دون توقف.
إلا أن بارشيفسكي اخبرت الصحفيين انها هددت بصراحة بالغة بتغيير العملية التي تسمح لجميع البلدان بالمشاركة في كافة المجموعات، والاتجاه بدلاً من ذلك إلى العمل في اطار مجموعات صغيرة تعتمد على فرص الموافقة بالاجماع قبل اختتام القمة اليوم الجمعة .
ومن ناحية أخرى ارتفع عدد الاعتقالات خارج مركز المؤتمرات بالمدينة في غضون ثلاثة أيام من الاحتجاجات الى 600 شخص، وقد تعرض المسؤولون بالمدينة لانتقادات متزايدة للطريقة التي تعاملوا بها مع الاحتجاجات وفرض حظر تجوال مدة 24 ساعة في محيط مقر انقعاد المفاوضات.
وكان الآلاف من المحتجين قد تجمعوا في وقت متأخر أول أمس الخميس عند سجن كينج كاونتي مطالببين باطلاق المعتقلين داخل السجن, وكان اتحاد الحريات المدنية الامريكي قد رفع دعوة ضد المدينة في وقت سابق زاعماً ان عملية قمع المحتجين تتعارض مع حقوق المواطنين في حرية التعبير والتجمهر.
وفي تطور آخر غادر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون سياتل أمس الخميس بعد التوقيع على معاهدة في اطار منظمة العمل الدولية تحظر الكثير من اشكال عمالة الأطفال, وبذلك تعد الولايات المتحدة ثاني بلد يصادق على المعاهدة.
وقد أبدى وزير الزراعة الأمريكي دان غليكمن تفاؤلاً كبيراً في فرص التوصل إلى تسوية حول الزراعة في المؤتمر الوزاري للمنظمة العالمية للتجارة.
وقال في مؤتمر صحافي: لقد احرزنا تقدماً كبيراً .
وتطرق إلى الوثيقة الأخيرة التي اعدتها مجموعة العمل حول الزراعة فقال: ان كلمتي ازالة وخفض المساعدات المخصصة للصادرات ادرجتا في الوثيقة.
من جهتها هددت الدول الأفريقية بعدم الانضمام إلى أي اتفاق في المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية المنعقد في سياتل وذلك بسبب تهميشها في عملية المفاوضات.
وأعرب وزراء التجارة في دول منظمة الوحدة الأفريقية في بيان مشترك عن خيبتهم وعدم موافقتهم على الطريقة التي تقاد بها المفاوضات في اطار المؤتمر الوزاري المنعقد في سياتل.
وقالوا: ليس هناك أي شفافية في الاجراءات والدول الأفريقية مهمشة ومستبعدة عموماً عن مسائل حيوية بالنسبة لشعوبنا ومستقبلنا .
وأكدوا: نحن نرفض المقاربة المعتمدة ولا بد لنا من التأكيد على أنه لا يسعنا في الظروف الراهنة الانضمام الى الاجماع الضروري لبلوغ اهداف هذا المؤتمر الوزاري .
واضافوا: نحن قلقون بنوع خاص من النوايا المعلنة للتوصل إلى نص وزاري بأي ثمن خصوصاًعلى حساب اجراءات ترمي إلى ضمان مشاركة (جميع اعضاء منظمة التجارة العالمية) والاجماع .
وتابع البيان: نحن نطلب بالحاح من رئاسة هذا المؤتمر الأخذ بالاعتبار القلق الذي عبر عنه العديد من الأعضاء بغية التوصل إلى الاجتماع الضروري لبلوغ أهداف المؤتمر الوزاري .
ويرئس المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية المندوبة الأمريكية الخاصة للتجارة تشارلين بارشيفيسكي.
وتضم منظمة الوحدة الأفريقية 52 دولة أفريقية.
وكان قد احتشد نحو ألف متظاهر ظهر الخميس الماضي في ساحة مرفأ، سياتل تلبية لدعوة من منظمات غير حكومية تنشط ضد العولمة، وسط حضور خفيف لعناصر الشرطة.
وقال منظمو التظاهر: ان الفين من عمال الحديد الأميركيين سينضمون إلى المتظاهرين.
واضاف المنظمون: ان ساحة المرفأ، التي يؤمها السائحون ستكون نقطة التقاء لعدد من التظاهرات، نظراً إلى وقوعها خارج النطاق الأمني الذي تفرضه الشرطة في وسط المدينة.
ومن المقرر أن يشارك الزعيم النقابي الفرنسي جوزي بوفي في التظاهرة وان يلقي اثناءها خطاباً.
ويرفع المتظاهرون وهم من الشباب والنساء والاطفال شعارات تطالب باستقالة رئيس الشرطة نورمان ستامبر.
وأكد وزير الدولة الفرنسي لشؤون التجارة الخارجية فرانسوا هيوارت الخميس: ان فرنسا لا يمكن أن تقبل النص الذي وضعته مجموعة عمل منظمة التجارة العالمية حول الزراعة بصيغته الحالية.
وقال هيوارت خلال ندوة صحافية: اذا كان هذا هو ما يفترض ان يكون نتيجة نهائية طبيعية، فاننا لن نوافق، لان النص لا يرضينا في عدة نقاط ولا يتناسب مع مفهومنا للزراعة .
وأخذ هيوارت على النص عدم اعترافه بخصوصية الزراعة، واثارته لموضوع ألغى المساعدات المخصصة للزراعة، وانه لم يأت على ذكر كلمة تعددية الوظائف.
وتعني هذه الكلمة بالنسبة الى الأوروبيين الجوانب غير التجارية للزراعة مثل: البيئة.
وكان وزير الزراعة الأميركي دان غليكمن ابدى تفاؤلاً كبيراً في فرص التوصل إلى تسوية حول الزراعة في المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية.
وقال في مؤتمر صحافي: لقد احرزنا تقدماً كبيراً .
يذكر أن وزير التجارة في سنغافورة جورج ييو يرئس مجموعة العمل حول الزراعة التي اجتمعت الأربعاء لعدة ساعات.
من جهة أخرى، رفضت سبع دول منتجة للموز في أمريكا الجنوبية بالاجماع للمرة الأولى نظام الاستيراد الجديد المقترح من قبل المفوضية الأوروبية.
وقالت كل من: كوستاريكا وغواتيمالا والهندوراس ونيكاراغوا وبنما وفنزويلا في اعلان صدر على هامش المؤتمر انها ترفض هذا النظام الأوروبي الذي يستند برأيها، على التعرفات فقط.
كما ان الاكوادور، اكبر دولة منتجة للموز في العالم، لم توقع هي الأخرى على النص.
وتعتبر الدول المنتجة للموز في أميركا الجنوبية ان اتفاقاً يركز على التعرفة فقط غير مقبول .
وقد احتشد المتظاهرون الخميس في ساحة مرفأ، سياتل تلبية لدعوة من منظمات غير حكومية تنشط ضد العولمة, واعتقل حتى الآن أكثر من ستمئة شخص بينهم خمسمئة يوم الأربعاء فقط.
ومن المفترض ان يعقد صباح اليوم اجتماع للوزراء الأوروبيين كان مقرراً ليل الخميس الجمعة في سياتل للبحث في مشروع البيان المشترك الختامي للمؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية.
وفي اطارالتنسيق والتشاور المستمر بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشأن القضايا المطروحة على المؤتمر الوزاري الثالث لمنظمة التجارة العالمية المنعقد حالياً في مدينة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية عقد اصحاب المعالي وزراء التجارة بدول مجلس التعاون الليلة قبل الماضية اجتماعاً بمقر الوفد السعودي.
وقد اتفق الوزراء على أهمية التأكيد في كلماتهم على ضرورة انضمام بقية دول المجلس في اقرب وقت بهدف تعزيز دور دول المجلس ككتلة اقتصادية واحدة ودعم مركزها التجاري وتعاملها مع بقية دول العالم والتكتلات الاقتصادية الأخرى داخل المنظمة، كما تم تبادل وجهات النظر واستعراض مواقف الدول المختلفة حيال القضايا المطروحة في المؤتمر الوزاري الثالث للمنظمة.
وتوصل معالي الوزراء بدول المجلس الى ضرورة تكثيف الاتصالات والتنسيق مع وفود الدول الأعضاء وخاصة الدول العربية والاسلامية ومجموعة 77 لدعم مطالب الدول النامية وطرح اهتماماتها بقوة على بساط البحث كما وردت في البيان الوزاري للمجموعة والذي عقد مؤخراً في مراكش بالمملكة المغربية.
وقد واصل رؤساء المجموعات الاقليمية في مؤتمر منظمة التجارة العالمية هنا أمس مساعيهم للاتفاق على وضع برنامج عمل والآليات اللازمة لبدء جولة جديدة من المفاوضات التجارية العالمية والجدول الزمني اللازم للانتهاء منها.
وقد اعلنت مجموعة دول الاتحاد الأوروبي رفض اقتراحات أمريكية تضمنتها مسودة الاتفاق المنتظر تقضي بوجوب جعل السعي لتقليص وازالة المعونات الزراعية من الأهداف الرئيسية للجولة التفاوضية التجارية الجديدة.
ومن جانبها وافقت الولايات المتحدة على اقتراحات دول الاتحاد الأوروبي الداعية الى تشكيل لجنة عمل خاص خارج اطار منظمة التجارة العالمية لبحث وضع قواعد ومعايير العمل,, غير ان هذه الاقتراحات واجهت معارضة حادة من قبل الدول النامية وخاصة الهند التي تعتمد قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية على أجور العمل الرخيصة.
وقد احتجت مجموعة دول منظمة الوحدة الافريقية على عزلها عن المشاركة في بحث هذه القضية وهددت برفض التوقيع على الاتفاق المنتظر اذا لم تتح لها فرص بحث وجهات نظرها حيال قضية معايير العمل.
ومن ناحية ثانية وافقت دول الاتحاد الأوروبي على طلب الولايات المتحدة الداعي الى تشكيل لجنة عمل لبحث ما سمى بالتقنية الحيوية التي تعكس رغبة الادارة الأمريكية في بيع الأطعمة التي تم تغيير خصائصها الاصلية الى الأسواق الأوروبية,, وتعتبر هذه الموافقة تحديا لمطالب المتظاهرين الأمريكيين المدافعين عن البيئة خارج قاعة الاجتماعات في مدينة سياتل.
وفي غضون ذلك حقق مفاوضو المجموعات الاقليمية تقدما كبيرا في تعزيز امكانية ازالة التعرفة الجمركية عن قطاع التجارة الالكترونية وكذلك انهاء الخلافات المتصلة بادراج القوانين الأمريكية المناهضة للاغراق في الجولة التفاوضية التجارية الجديدة.
ويخشى المراقبون من ان اصرار الولايات المتحدة على تشكيل لجنة عمل لبحث العلاقة بين التجارة ومعايير العمل قد يؤدي الى فشل محادثات سياتل بكاملها.
وما أثار استياء الدول النامية بشكل خاص ان الاقتراحات الأمريكية بهذا الشأن جاءت في وقت متأخر وانها لم تكن واردة في المسودة الاصلية للاتفاق المنتظر.
ويأتي اصرار ادارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون على حمل مؤتمر التجارة العالمية على تشكيل لجنة عمل لبحث العلاقة بين التجارة ومعايير العمل تلبية لمطالب نقابات العمل في الولايات المتحدة التي تزعم ان اجور العمل الرخيصة في البلدان النامية قد أدت الى فقدان فرص العمل للملايين من العمال الأمريكيين.
ويقول وزراء بعض الدول النامية ان الادارة الأمريكية قامت بهذه التصرفات بأعمال غير مسؤولة تؤدي الى توريط منظمة التجارة العالمية في قضايا سياسية داخلية لا تخدم إلا مصالحها الضيقة.
|
|
|