هذه قصيدة قلتها في ابني مهند رفيق الليل في يوم اجراء عملية جراحية في عينه اليمنى، وذلك اثر تعرضه لالعاب نارية من بعض الاطفال وقد قرر اجراء هذه العملية كل من: الدكتور: جورج امريكي الجنسية، والدكتورة: شهيرة التركماني في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون على مهند الذي يبلغ من العمر اربع سنوات وخمسة اشهر:
أمهنّدٌ ماذا أقولُ
ولا اعتراضَ على القَدر!!
قد صابك الشُّرخُ العظيمُ
ولا مناص على البَشَر!!
أمهنَّدٌ ,, إنّي أبٌ
والدّمع من عيني انهمر.
قد جاءك الشُّرخُ اللئيمُ
كأنَّ شُرخك قد أمُر!!
للهِ ما اقسَى الحياةَ فكلُّ
حُلوٍ مُرّ!!
فالشُّرخُ أصبح مُوغلاً في العينِ
من جهةِ النظر!!
* * *
دُكتورُ يامن قَد تخصَّصتُم
بأمراض العيون
دُكتورُ قُل لي لا تَخف ماذا
رأيتم بالجفون؟
إنّي أرى الصّمت الرّهيبَ
أتى عليكم في سُكُون!!
فلقد رأيت القوم من
حَولي بصوت يهمسونُ
* * *
فالتركماني أصبحت صارت
تفكّ لي الرّموز!!
دكتورتي هيّا اسعفيني ماذا
قال لكِ العجوز؟
دكتورُ جورجٍ ما يقول؟
فكلُّ شيءٍ قد يجوز!!
***
قالت يقولُ: سيمكثُ ابنك بعدها
حارت شِفاه
وتلعثم العقلُ الرّزين وتاهَ
جسمي في خطاه!!
هذا قضاؤك يا إلهي,.
وما نردّك يا إله
فالطف بنا ياربنا يامن
تجلّى في سَماه
***
باتت عيونُ العالَمِين وعيني,.
باتت في السَّهر!!
صارت تجلجلُ عَبرتي ليلاً
على ضوء القمر
لما رأيت عُيونَ أطفالٍ
بدمعٍ مُستمر!!
زهدت بعيني دنيتي واستمحل
الزّهرُ النَّضِر!!
***
أبنيّ هاهُم يأخذونك وما لذلك
من مفرّ
أسقوك عندي فخدّروك
شرابَ بِنجٍ فاستقرّ.
حدّقت فينا ما رأيتَ سوى
أبيكَ المنتظِر.
فأخذتني من مِعصمي ، وأبوكَ
قلبه مُنشطِر!!
ثمّ انطلقنا كانطلاق السَّهم
في ريح الشَّمال.
وأنا الذي قد بنّجوه لفرط
حبي للعيال.
ولأنت أنت سفيرهم قد فاقَ
حُبُّك للخَيال!!
فمصابي هذا يابنيَّ يَهدُّ
جسماً كالجبال
***
سلّمتك الرحمنَ ثمّ لمشرط
الجرّاح يا ابني
أطبيب هيّا ارفق عليه فما
أصابه قد يُصيبني!!
فلهيبُ شوقي ثمّ وجدي ياطبيبَ ابني ,,يذيبني.
فَبُنيَّ في عَينِي مكانُ رُقاده
وعليه جفني
والمِشرطُ المعذور جاءك يابُنيّ
وأنتَ عيني!!
***
أمهنّدٌ هاقد مكثتَ ثلاثَ
ساعاتٍ طوال
والهَمُّ منِّي محتويني ووجهي
أصبح كالشّيال.
لا نومَ لا أكلاً أكلتُ ولا شرابَ
كما الزُّلال
لهفي على ابني قد تعدَّى للقصائد
والمقال
*في 8/8/1420هـ