*الرياض احمد زين *حائل عبدالعزيز العيادة
اقام نادي الرياض الأدبي محاضرة للدكتور احمد التويجري، عضو مجلس الشورى، بعنوان :العولمة والدين وقد شهدت المحاضرة حضوراً غير عادي , وقد ادار المحاضرة رئيس النادي الاستاذ عبدالله بن ادريس الذي بدأ بالترحيب بالمحاضر والتعريف به.
بعدها القى الدكتور التويجري ورقته والتي استعرض في بدايتها آراء نخبة من المفكرين والادباء العرب عن العولمة، مثل: السيد ياسين ومحمد عابد الجابري، والطيب تيزيني وسعد البازعي وعبدالاله بلقزيز وغيرهم, وذكر المحاضر ان الحكم على العولمة لابد من أن يبدأ من فهم كامل لها من خلال تعريف جامع مانع يأخذ من ماكتب عنها في الغرب, غير أن العولمة تفتقد لتعريف جامع مانع, أو ان هناك صعوبة في ايجاد تعريف دقيق لها بحسب السيد ياسين فهي مثلاً عند الجابري تعتبر مرحلة ما بعد الاستعمار: الاستمرار في الاستعمار بصورة جديدة وهي مرتبطة عضوياً بالوسائل الاعلامية الحديثة, وهي الامبريالية عند الطيب التيزيني في مرحلة سقوط التعددية القطبية وبروز السوق الكوني بوصفه التجسيد الحيّ للعولمة,كما انها صورة معاصرة لعملية التمدد الجغرافي الذي مارسته اوروبا مثلما يذهب سعد البازعي:انها استعمار بدون هيمنة سياسية مباشرة .
ويكاد يكون رأي المحاضر في العولمة هو تنويع على الآراء التي استعرضها للمفكرين العرب، فهي في رأيه مشروع عقائدي للقوى المتنفذة في الغرب بزعامة امريكا, ويطرح الدكتور التويجري مجموعة من الاسئلة من مثل : هل الرؤية الرأسمالية للاقتصاد متوافقة مع رؤيتنا؟, وهل التصور الغربي لنظام الحكم منسجم مع تصورنا؟.
وفي مقابل العولمة يطرح المحاضر الاسلام كبديل كونه دين التجرد الكامل من كل الاهواء وكونه الدعوة الى كل علم نافع وإلى الوحدة الانسانية والمساواة بين الناس.
ويعود ليقول ان العولمة نزير شؤم وفساد كبير مالم يتصدى له علماء المسلمين, ويذكر ان هناك دوراً كبيراً منوطا بالمسلمين, اذ أن الانسان في ظل انتكاسات الأنظمة الوضعية وفي ظل تقاعس المسلمين يعيش هواناً وإحباطاً حسب رأي المحاضر, واستطراداً يقول ان العولمة تمثل انتحاراً جماعيا للانسانية وعلى الامة الاسلامية ان لاتقف مكتوفة الايدي، وانه لابد من تقديم مشروع اسلامي بديل وسوق اسلامي وتقديم البدائل في مجالات الاتصال والسينما ووسائل الترفيه وتضييق مساحة الظلم والفوارق الاجتماعية,, وقد ناشد المحاضر في نهاية محاضرته قيادة الاسلام وقادة الدول العربية والاسلامية والمفكرين والأدباء العرب على صياغة مشروع فكري فلسفي اسلامي,, وقد شاب المحاضرة بعض الخلط او التداخل بين التعريف بالعولمة وسياسة الغرب وخاصة امريكا تجاه الدول والثقافات الاخرى, بعد ذلك فتح باب المداخلات والاسئلة, ولم تذهب المداخلات بعيداً عما عرّف به المحاضر العولمة وعما اقترحه للتصدي لها,, باستثناء مداخلتين او ثلاثة رأى اصحابها ان هناك مبالغة في العولمة والانشغال بتعريفها، وأن عنوان المحاضرة كان اكبر من المحاضرة نفسها، وأنه ليس جديداً طرح الاسلام مقابل العولمة, فالاسلام، بحسب هذه المداخلات، اول من نشر العولمة في العالم، في صدر الاسلام, وانه من حق الغرب وامريكا بالذات أن تتبنى العولمة كونها الجهة التي تبث وتصدر وتضع اكثر من العرب والمسلمين الذين يكتفون بالاخذ والاستهلاك, ورأى البعض مثل الدكتور ناصر الرشيد، اننا نتنفس ونمارس العولمة من غير ان نعرف ماهي العولمة، واننا انشغلنا بتعريف ماهيتها، ولم ننشغل بماذا تريد العولمة,, ويتساءل الدكتور الرشيد: هل العولمة تريد الهيمنة؟ وماذا تريد من الهيمنة؟
وأضاف:
ان العولمة تتغلغل فينا ونحن مشغولون بتعريفها وأن هناك اشياء كثيرة يخفيها هذا المصطلح ,, انه التهميش الثقافي حينما تقتحم حدودك الجغرافية والثقافية .
العولمة في حائل
وفي حائل أقام النادي الادبي محاضرة ثقافية بعنوان العولمة والاعلام للدكتور سليمان بن جازع الشمري الاستاذ المساعد بقسم الاعلام بجامعة الملك سعود وذلك بقاعة مركز الامير فيصل بن فهد الثقافي بحائل وقد بدأت المحاضرة بمقدمة لعضو اللجنة المنبرية بالنادي محمد الحمد اشار فيها الى اهمية موضوع المحاضرة ثم استعرض نبذة مختصرة عن سيرة المحاضر ثم شرع الدكتور سلميان جازع الشمري باستقراء التاريخ وتعريف مصطلح حرية الصحافة وارتباطه بالنسيج الديموقراطي واهمية حرية الصحافة والحرية عموماً وتطرق الشمري لمصطلح العولمة والجوانب الايجابية والسلبية وما افرزته العولمة الاعلامية من تداول الرأي والرأي الآخر في الحوارات مؤكداً انه بانكشاف الحقيقة اعلامياً في الوقت الحالي بعد التقدم التقني المذهل بالاجهزة الاعلامية لايمكن صنع الاكاذيب مؤكداً انهيار قدرة الدول على الوقوف امام التدفق المعلوماتي فقد أصبحنا نعيش في قرية كونية مترابطة مما زاد التوجه الديموقراطي فأكثر الدول اصبحت تتكيف مع هذا الواقع بإعطاء مزيد من الحرية لبقاء ترابط المجتمع مستدركاً ان ذلك جعل الرقابة الذاتية تزداد بحثاً عن التميز مع كيفية التوازن بين حفظ الامن القومي وحق الحصول على المعلومات ثم فتح باب المداخلات والاسئلة التي اثرت الجميع بالمعلومات القيمة, حضر المحاضرة: مدير عام التعليم بمنطقة حائل ورئيس النادي الادبي الدكتور رشيد العمرو ومدير جوازات منطقة حائل العميد خالد العسكر ومدير بريد منطقة حائل سعدون بن طويق ونائب رئيس النادي الادبي الدكتور عبدالرحمن الفريح وعدد من المسئولين بالمنطقة وجمع من المهتمين والمثقفين والادباء.