**كم يسعدنا عندما يشارك رجال الأعمال الموسرون لدينا في تقديم الصدقات والتبرعات من اجل كل ما من شأنه خدمة هذا الوطن وأبنائه؟.
وإن كانت هذه المشاركات تصبّ في صميم عمل خيري أو وطني تكون سعادتنا مضاعفة.
ومن الأسماء البارزة والمذكورة في تقديم التبرعات لهذا الوطن ولأبنائه الذين يسهمون في خدمته ورفع شأنه، سمو الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز، ولعل آخر مساهمة قام بها سموه في الفترة الأخيرة هي: تقديم مبلغ ثلاثة ملايين ريال من أجل انتقال اللاعب محمد الدعيَّع من نادي الطائي بحائل الى نادي الهلال بالرياض.
وهو أمر طيب من أجل دعم أحد أنديتنا الوطنية الكبيرة التي تمثل بلادنا في كثير من المنافسات العالمية، ومن جانب آخر قناعة سمو الأمير الوليد بمثل هذا التبرع الذي حسبه أنه يذهب من أجل ناد من أندية الوطن، ومن أجل ابن من أبناء الوطن.
وإذا كان أعزاؤنا الرياضيون، وأنديتنا الرياضية تحظى مرة أخرى بالدعم المتواصل والمشكور من سمو الامير الوليد تشجيعاً لهم ، ودعماً لمسيرتهم، وتحقيقاً لطموحاتهم فإننا لنأمل أن يحظى أهل الثقافة من سموه بشيء من مثل ذلك، فالثقافة وأهل الثقافة ياسمو الأمير هم الآخرون بحاجة الى دعمك، وهم مثل أشقائهم الرياضيين يسهمون في خدمة وطنهم، ورفع شأنه في المحافل الداخلية والخارجية وبأعمال أبقى وأخلد وأعمق، وهم من ناحية أخرى أحوج إلى الدعم المادي، فإذا كانت قدم اللاعب تقدم له الملايين، فإن قلم الكاتب من الناحية المادية لايقدم إن قدم سوى الملاليم,, ألم يقل الشاعر:

تبا لرزق الكتبه تبا له ما أصعبه تبا لرزق يُرتجى من رأس تلك القصبه .

ولهذا فإن أهل الكتابة أو أغلبهم لم يجعلوا أرزاقهم تأتي على أسنة الأقلام، بل حرصوا أن تجيء من طريق السعي في مناكب الأرض عبر الأقدام.
***
**أذكر أنني طرحت علىسموك فكرة الاسهام في دعم الثقافة امتداداً لدعمك عددا من المجالات الاخرى في وطنك، وكنت قد طرحت على سموك هذه الفكرة عبر خطاب خاص بتاريخ 29/11/1417ه لعله لم يصل إلى أنظار سموك، وكان ذلك بمناسبة تقديم سموك مكافآت لوفد وأبطال المملكة الذين حازوا كأس آسيا على ما أذكر.
وخلاصة الفكرة أن يمتد دعم وتشجيع سموك إلى منابر هذا الوطن وأنديته الأدبية، وقنواته الثقافية، فكم من منبر أو ناد أوجهاز ثقافي بحاجة إلى دعمكم، وكم من مواطن حقق انجازا اجتماعيا أو حضاريا هو بظمأ إلى لمسة تقدير من اخوته المواطنين القادرين ليتواكب ذلك مع التقدير الرسمي له.
ولكم سعدنا وسعد الوطن بالجوائز والأوسمة التي حازها عدد من أبنائه من الأدباء والعلماء والأطباء خلال السنوات الماضية مثل علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، والأديب المبدع أ, عبدالله الجفري، والناقد الكبير د,عبدالله الغذامي، والناقد د, حسن الهويمل، والدكتور طبيب القلب الشهير محمد الفقيه الذي اختير مؤخراً نائباً لرئيس جمعية جراحة القلب في العالم، وغيرهم كثير، ولكن مع الأسف لم تحفل بهم أو بإنجازاتهم وسائل الاعلام، ولم يحظوا من رجال الأعمال باحتفاء وتقدير بخلاف مايحصل لإخوتهم الرياضيين عندما يحققون انجازا كروياً أو بطولة رياضية.
***
**إن هؤلاء المثقفين تماما كأشقائهم الرياضيين بحاجة إلى تقدير كريم من سموك ومن أمثالك القادرين لحفزهم على المزيد من خدمة وطنهم وثقافته وحضارته وأبنائه.
إن هؤلاء الذين يحققون هذه الانجازات وتنشر أسماءهم وسائل الاعلام وان كان على استحياء فهم ليسوا مثل الرياضيين الذين تنشر اسماؤهم وصورهم بالصفحات الملونة والعناوين البارزة والقنوات الفضائية.
ولكي يكون الموضوع دقيقاً ومحققاً للهدف فقد يُشكِّل سموك لجنة ممن تثق بهم من المعنيين بالشأن الثقافي والاجتماعي بالمملكة أعني هنا الدولة لا المؤسسة وذلك لرصد نجاحات أبناء الوطن على المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي، من أجل أن يتم من قبل سموك تشجيعهم وتقديم الحوافز لهم، ولا فرق بينهم وبين اخوتهم الرياضيين سوى أن هؤلاء يحققون إنجازاتهم عبر الأقدام، وأولئك ينجزونها عبر الأقلام.
وبمثل هذا التقدير الكريم المنتظر من سموك لمثل هذه المساهمات فإن مطر دعم سموك يمتد إلى كل قنوات التنمية في بلادنا، وإلى كل أبناء الوطن، وفي مقدمتهم العلماء والأدباء والأطباء والمثقفون، وهم رموز الوطن والمسهمون عبر حروفهم وعطائهم ومشارطهم ومعاملهم في رفع اسمه عالياً.
ومعذرة فقد وجهت إلى سموك الخطاب مع أن رجال الأعمال الآخرين يتوجه لهم مثل هذا الخطاب ولكن لأن سموك من أبرز من يدعم ويشجع الرياضة والرياضيين، لذا لعل للمثقفين منك لفتة كريمة اسوة بإخوتهم اللاعبين، وأنت جدير بتحقيق مثل هذا بحكم حبك لوطنك وأبناء وطنك.