إلى أين نحن متجهون,,؟ هدى المهوس |
الكحول والنيوكتين سم يسمم الجنس البشري بأكمله,, من المعروف ان ولد الأب المدمن المشروبات الكحولية معرض كل التعرض لنقص في جهازه العصبي وقد تظهر عليه أعراض النقص في قواه العقلية والعصبية,, كما انه يتعرض لعدم الاستقرار في عواطفه, وبعجزه عن ضبط نفسه, وقد يصاب بالصرع والتشويش العقلي والعصبي, وبعبارة أخرى تظهر عليه علامات الانحطاط الجسدي والعقلي, ويمكن تفسير هذا كله على أساس الافتراض أن الكحول في الدم تسمم الخلايا الجرثومية الأصلية وتمنعها من أن تنقل أفضل ما فيها الى الجيل اللاحق.
وكأن الكحول الذي يتجرعه الإنسان يتقاضاه رسماً بحرمان خلاياه الجرثومية الأصلية من ان تورث الإرث الحسن الذي هو حق من حقوق الولد .
وبذاك يسلب الوالد ولده بإهماله وجهله الإرث الذي يجب أن يورثه إياه.
وقد يكون الأب من المعتدلين في الشرب أو التدخين أو من الذين لم يتأثروا ظاهرياً بالكحول او النيكوتين فيعيش عمرا مديدا, ولكن مع كل هذا تتأثر خلاياه الجرثومية الأصلية, فيأتي أولاده على غير ما يحب أن يكونوا عليه، لو لم يشرب أو يدخن, والانحطاط في الأولاد هو غالبا شهادة على ضعف الأب الذي قد تتأثر خلاياه أكثر مما هو يتأثر نفسه, ويكون مثله مثل أب غني مسرف مبذر للأموال لديه ما يكفيه لحياته فقط, وأما ما يتركه لأولاده من تلك الأموال فيصبح قليلا جدا.
ومن هنا نجد أن خلايا التناسل هي التي تدفع الثمن, فالكحول والتبغ وبعض الأوبئة الناتجة من العلاقات المشبوهة هي سموم تسمم الجنس البشري بأثره بما تسببه من انحطاط في الأجيال المتعاقبة, ونحن كأمة إسلامية حافظت على سلامة عرقها جيلاً بعد جيل علينا بالابتعاد عن هذه السموم وإبعادها عنا مهما يكن الثمن, وعلينا ألا نستهين بالتدخين, ولقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك في هذه الأيام أن التدخين وسيلة انتحار بطيئة, وجاءت تقارير عدة عن مضار التدخين, بهدف إقناع الناس للإقلاع عن هذه العادة, ولا ننسى أن للأم دورا كبيرا في إضعاف بنية ذريتها, وكان من أبرز التقارير تقرير المضار التي يحدثها التدخين للمرأة بدرجة أكبر وكذلك الأحداث من الشباب, وأشارت أرقام إلى أن حالات الوفيات بين النساء بسبب سرطان الرئة قد زادت خمسة أضعاف عما كانت في السابق, فما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة للآثار الضارة للتدخين على صحة الشارب، وعلى الصحة العامة خاصة في الأماكن المغلقة التي يتجمع فيها كثير من الناس مما أدى إلى أن تحظر الدول الاوروبية غير المسلمة التدخين في الأماكن العامة المغلقة محافظة على صحة المواطنين وحذت حذوها كثير من الدول الإسلامية, وألزمت الدول شركات إنتاج الدخان أن تكتب تحذيرات على منتجاتها تبيّن للجمهور ضرر التدخين على الصحة.
فإذا كان الإسلام قد حرّم الخمور والمسكرات لضررها البالغ على عقل الإنسان وجسمه، فإن للتدخين ضررا بالغا على جسم الإنسان لذلك أفتى بعض الفقهاء بكراهية التدخين، وأفتى بعضهم بتحريمه.
أما عن تعاطي الخمور والحبوب وكل ما شابه ذلك على سبيل أنها مكيّفة ومنشطة, فلا شك إطلاقا أن هذا هو الخطأ بعينه وعلمه لأن كل هذه الأشياء كما نسمع مثيرة فقط, ومتى دخلت هذه المخدرات والمسكرات الدم ولو بكمية قليلة بدأت تقوم بدور التخدير, وتأثيرها سيكون في إزالة الخجل، والإقلال من سيطرة الحياء.
فالخمرة بكمياتها القليلة تضعف جميع الإمكانيات العقلية، فشاربها يعجز عن القيام بأي عمل وخصوصا الأعمال التي تحتاج الى ذاكرة, ولم تساعد الخمرة يوما من الأيام أي إنسان على زيادة إنتاجه أو تسهل عمله, ولكن بسبب الخمرة قد يقل خجل الإنسان من أخطائه فهي تضعف مركز التفكير الأعلى وتفقد الإنسان السيطرة على نفسه, والغريب أن الذين يتعاطون كل هذه المخدرات على يقين تام بأن هذه الخمرة تنتزع منهم العقل هذه الجوهرة التي لا تعادل نفاستها نفاسة إلا أنهم وللأسف الشديد ظلوا مثابرين على تعاطيهم ولا يصدهم عنها صاد، مبتلين بين هذا الداء ومخالبه الذي مازال آخذا بخناق الأجيال وإذا تُرك الإنسان فريسة لهذه العادة، فإن الذراري ستنحدر الى مهاوٍ مخيفة من سقم الأجسام ووهن العقول, فلمن يتعاطى أحد هذه المحرمات, نقول استعيذوا بالله منها وتوبوا واستعينوا به في التغلّب على ضعف إرادتكم والانسياق وراء ما حرّمه الله ورسوله الكريم.
وألزموا أنفسكم اعمالا تتطلب عزما وإيمانا, لتقوى إرادتكم فالعزم أول خطوة في طريق الإرادة القوية, وما دمنا قادرين أن تكون إرادتنا قوية وقادرين على ان ندع ارادتنا للوهن والضعف, ولنا الخيار في ذلك فلماذا لا نختار الطريق القويم والأفضل بدافع من الضبط والالتزام الذي ركّب في الكيان الإنساني, فعلاج الإرادة وتقويتها يكونان بالمران وكما يمكن أن يقوى الجسم بالرياضة البدنية والعقل بالبحث العميق الدقيق، فبإلزام النفس أعمالا تتطلب جهدا ومشقة تتقوى الإرادة وتتعود أن تتغلب على الصعاب, وإن النفس لتشعر بالارتياح عن اتيانه بتمرين شاق مثل الألعاب ونجاحه فيه وكل مجهود يبذل في مقاومة محرم وهوى ثم يؤول الى التغلب عليها, يكسب الإرادة مناعة وقوة والارادة القوية هي سر النجاح في الحياة, وهي عنوان عظماء الرجال إذا اعتزموا أمرا لم يثنهم عنه شيء, يسلكون اليه كل سبيل ويركبون فيه كل صعب.
فعلينا ألا نترك إرادتنا تتبخر من غير أن ننفذ ما عزمنا عليه, فإن ذلك يضعف الإرادة ويكسبها عادة الاخفاق في التنفيذ, فإذا عزمنا عزمة يجب أن نحاول ما استطعنا تنفيذها, ولا نسمح لأنفسنا بتبخير إرادتا وتصميمنا من غير أن نحول هذه الإرادة وذلك التصميم الى عمل واقعي.
|
|
|