لا وقت للصمت بعض الحقيقة! فوزية الجارالله |
ذات يوم حدثتني صديقة كاتبة (لا تكتب حاليا رد الله غربتها الأدبية) بهذا الموقف المدهش الذي حدث لها,.
تقول: كتبت بكل ما بي من لهفة وقوة وحماس، مقالا وبعثت به إلى المطبوعة التي كنت اتعامل معها,, لكنني فوجئت بعدم نشره!! وعندها قمت بالاتصال برئيس التحرير للاستفسار عن سبب عدم النشر!
وبعد تحية عابرة قال لي:
لقد طرحت مشكلة قديمة أزلية موجودة منذ سنوات,,!
أجابت:
هل تقصد بأن الأمر ليس جديدا,, لا يهم هناك الكثير من الأفكار التي تطرح كثيرا,, ورغم ذلك لا بد من تكرار طرحها على بساط البحث والنقاش دائما، ولا ينبغي ان نفقد الأمل!.
نعم أدرك ذلك وإنني أقدر حماسك لكنها قضية حساسة جدا ومن المخاطرة الكتابة عنها.
لا بأس دعنا نجرب ولا أعتقد بأن القضية خطيرة إلى ذلك الحد,, ليس ثمة ما يخيف لقد قرأت حولها كثيرا!
أخيرا أقفل الحديث قائلا:
أعلم أنها قضية هامة وحساسة جدا,, وربما يكون هذا أحد أسباب عدم رغبتي بنشر مثلها، إذ ان كتابتك حولها لن تقدم ولن تؤخر,, ولن تكون سببا مباشرا في حسم القضية!!
وعبارة رئيس التحرير الأخيرة عبارة مدهشة وغريبة جدا فهي تطرح العديد من الأسئلة وتوحي بالكثير من المؤشرات.
أولها: من المستغرب جدا أن يصدر هذا الراي عن رئيس للتحرير بل هي كارثة,, فلا بأس أن يعترف بحساسية القضية وأنه ليس كل ما يُعلم يقال,, ولكن من المثير للأسى حقيقة أن يرى بأنه ليس ثمة ما يدعو إلى طرح بعض المشكلات لأننا لن نساهم بتغيير شيء ما أو حل مشكلة قائمة.
ثم إن ذلك يدل دلالة أكيدة على عدم ثقته التامة بدور الصحافة وأنا أتساءل هنا: مثل ذلك الرجل كيف يستطيع القيام بدور (رئيس تحرير) إلا إن كان يرى فيه فقط جانب الوجاهة الوظيفية والتميز الاجتماعي.
الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية ويطرح نفسه أمامنا (كتاباً وصحفيين ليلاً ونهاراً) هل تجد تلك القضايا التي نطرحها صدى؟ وهل ثمة مجيب لها؟
هل ثمة من يتفاعل مع ما يطرح من آراء واقتراحات لايجاد حلول لبعض المشكلات التي نعانيها والتي لا تخلو الكثير من المجتمعات ايضا من مثلها,, في التربية والتعليم والصحة وفي الكثير مما يمس وجودنا الاجتماعي.
هذا هو السؤال,, ولعله بعض الحقيقة!!
|
|
|