عزيزي القارىء,, ما أكثر مواقف الشعراء لكننا نحرص على الموقف الطريف.
وموقف هذا الأسبوع حصل للشاعر الكبير صاحب القصص والمواقف الكثيرة الجميلة، إنه الشاعر: زبن بن عمير العتيبي رحمه الله , قال: كنت ذاهبا أبحث عن ناقة فقدتها، وكان الوقت شتاء، والسماء تمطر، والبرد شديدا.
وليس معي راحلة، ولا متاع, غير بندقية اصطاد بها ما أحصل عليه من صيد, فلما جنَّ الليل رأيت نارا بعيدة، فذهبت اليها لعلي أجد حولها عشاء أو دفئا، فلما وصلتها واذا هو بيت من الشعر صغير جدا وفيه رجل وزوجته وأولاده وهو ضيق لكن الجو ممطر وبارد مما اضطرني الى الدخول عليهم، فقام صاحب البيت ورحب وعمل القهوة وقدم لي الميسور من العشاء وأثناء الأكل فرت الغنم ودخلت البيت مما جعل البيت يسقط علينا، فقلت ما هذا؟ قال: عندي عشر من الغنم نحلبها ونقتات منها ولكن هناك ذئبا يهجم عليها كل ليلة وأنا لا أملك بندقية أقتله بها, وهذه هي طريقته بها طوال الليل, قال: زبن، فقلت: اتركه لي هذه الليلة فخرجت وجلست قرب الغنم تحت شجرة صغيرة وكنت منتبها والبندقية في يدي وارقب جميع الاتجاهات ولم أعلم إلا والذئب يمسك باحدى الشياه وهي أكبرها وأحسنها.
قال: فأطلقت البندقية، ولم يكن بيني وبينه أكثر من عشر أمتار.
فخرج الرجل وزوجته يكبران ويهللان ويقولان: سلمت يمينك، فلما أتينا الى المكان، واذا الرصاصة قد اصابت النعجة ولم نر للذئب اثراً، قال: فأخذت المرأة بالصياح والدعاء بالويل والثبور وانعجتاه هذه الحلوب هي التي نحن عليها بعد الله وأما زوجها فأخذ يهدىء من روعها ويتكلم معي بكلام طيب ويهون المصيبة، أما أنا فتمنيت لو أنني لم أخلق ولم يمر عليّ هذا الليل وهذا الموقف,
ثم قال الرجل لزوجته بعد ان ذبح الشاة: اطبخي لنا من لحمها فهذا رزق ساقه الله علينا في هذه الليلة الممطرة وهو يريد ان يخفف عني ثم جاء العشاء وأكلت، وكأني آكل سماً وفي الصباح قمنا لنرى الأغنام الباقية وكيف سلم هذا الذئب.
فلما نظرت فإذا بالذئب مستلقيا على الأرض ميتا قد اصابته رصاصتي ونقل صوابه كما يقال, ثم مات.
قال زبن: ثم دعيتهم وقلت انظروا الذئب ميتا, قال: ففرحوا وفرحت وذهبت من عندهم، لكنني لم أنس هذا الموقف الذي مر بي، والى شاعر آخر وموقف آخر.