Friday 3rd December, 1999 G No. 9927جريدة الجزيرة الجمعة 25 ,شعبان 1420 العدد 9927


قررت الاستفادة من تجربة المملكة الفريدة
الجامعة العربية تتبنى مشروعاً قومياً لتأهيل المدن الحضارية بالمنطقة
المملكة تطالب بإعداد جيل عربي ومنهج موحد للحفاظ على تراث المنطقة النادر

شرعت جامعة الدول العربية في تنفيذ برنامج قومي شامل للعناية بالمدن العربية ذات التراث الحضاري، وتأهيل المدن الفريدة سياحياً وبيئياً, ودعت الجامعة الدول العربية الى الاسراع بإعلان مناطق التراث الحضاري في المدن العربية، مناطق محمية وإعداد الضوابط لصونها وإدارتها.
وحثت الجامعة كافة الدول الاعضاء على موافاة الامانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، والامانة الفنية للمجلس الوزاري العرب للسياحة، بالتجارب الناجمة في صوت التراث الحضاري لتعميمها على باقي الدول العربية للاستفادة منها والاسترشاد بها.
وكانت الجامعة العربية قد تلقت الاسبوع الماضي التجارب الناجحة لعدد من الدول الاعضاء، وفي مقدمتها تجربة المملكة العربية السعودية في هذا المجال، وتم تدارس هذه التجارب في حلقة عمل موسعة ضمت خبراء من الدول العربية وبرنامج الامم المتحدة للبيئة.
وجاء في ورقة عمل المملكة العربية السعودية انه على الرغم من الصيحات العالمية التي تنادي بالاهتمام بالسياحة البيئية على المستوى العالمي في السنوات الاخيرة، إلا أن التقاليد الاسلامية في الجزيرة العربية تؤكد احترام الإنسان لبيئته قبل تلك الصيحات بأزمان بعيدة.
وتؤكد ورقة العمل، التي تحمل عنوان نحو سياحة بيئية افضل ، ان المملكة تتميز بتنوع فريد من خصائصها الطبيعية، وأشكال الحياة الفكرية بها: منها آثار ماقبل الإسلام والتي تضم مدائن صالح وآثار قوم ثمود في شمال المدينة المنورة، ومواطن قوم شعيب وآثار قوم مدين في منطقة تبوك بالاضافة الى آثار اصحاب الايكة في المنطقة الشمالية من تبوك ايضاً واصحاب الاخدود التي ذكر القرآن الكريم قصتهم وتقع في منطقة نجران،وآثار قوم عاد بصحراء الاحقاف جنوب المملكة العربية السعودية.
وتضيف ورقة العمل ان هناك الكثير من الآثار التي اكتشفت والتي في طريقها للإكتشاف, وقبل كل ذلك هناك الأماكن المقدسة: الحرمان الشريفان بمكة المكرمة والمدينة المنورة، كما تنفرد المملكة بالمشاعر المقدسة التي حباها الله بها : مشاعر الحج، وجبل النور الذي يحتضن غار حراء، وجبل الثور الذي اوى اليه الرسول الكريم وصاحبه عند هجرته الى المدينة.
كما تحتضن المملكة المساجد التاريخية الإسلامية بالمدينة المنورة, وبالاحساء، والطائف، وكافة المدن السعودية، فضلاً عن الغزوات الإسلامية الكبرى، والاسواق التاريخية الشهيرة، كسوق عكاظ في عصر ماقبل الإسلام الذي يقع بالقرب من الطائف.
وبجانب الطرق التاريخية, عين زبيدة، وطريق الحج الممتد من العراق حتى مكة المكرمة، وطريق الهجرة وغيرها من الآثار القديمة والتاريخية, وتزخر المملكة بالاماكن الطبيعية الفريدة، كالغابات والجبال الشاهقة والاودية، والصحاري واماكن الاصطياف.
وحيال هذه الثروة الحضارية الفريدة، تشير ورقة العمل إلى أن المملكة تولي عناية خاصة للحفاظ على هذا التراث البشري والاسلامي الزاخر، بالتشجيع على الوعي البيئي، والحد من التلوث, والنظافة بوجه عام، بهدف المحافظة على التراث الثقافي.
وفي اطار برنامج قهر السلبيات العصرية التي تشوه المدن الحضارية, تعمل المملكة على اتساع الرقعة الخضراء بالمحافظة على الغابات ومنع قطع الاشجار، ومنع الصيد، واقامة العديد من المحميات الطبيعية التي بلغت اربع عشرة محمية ومركزاً.
بالاضافة الىذلك، قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء مديرية الارصاد وحماية البيئة، كما تعمل على حماية الاجواء والبحار من التلوث والضوضاء، بأن قامت بإنشاء مدن صناعية بعيدة عن الاماكن السياحية البيئية.
وتقول ورقة العمل، ان المسئولين في المملكة ادركوا حجم خطر السلبيات الاجتماعية والثقافية المترتبة على تجاهل القيم الثقافية لهذا التراث، فعملت المملكة على تلافي هذه السلبيات، بإقامة الاندية الثقافية، والحفاظ على العادات والتقاليد الإسلامية العربية, كما عملت الدولة على المحافظة على الترابط الاسري والاجتماعي وعلى خفض تكاليف المعيشة بالاهتمام بالتدريب والتعليم لابناء الشعب السعودي وايجاد فرص العمل الشريف في كافة النشاطات سواء في القطاع العام او الخاص.
في نفس الوقت، اخذ القطاع الخاص والعام على عاتقه تفادي السلبيات الاقتصادية وتحويلها الى ايجابيات، بان اوجد فرص عمل لمشاريع استثمارية وتحديث بعض الانظمة، كنظام رأس المال الأجنبي ونظام الشركات.
ومن حيث العمالة، أنشئت معاهد تدريبية وكليات مثل كلية الامير سلطان للسياحة والفندقة لتأهيل الشباب السعودي للعمل في المجال السياحي, الذي يعد تخصص حديث بالنسبة للسعوديين.
ومن حيث الناحية التراثية والآثار، تؤكد ورقة العمل ان المملكة عملت على المحافظة عليها، بإنشاء وكالة الآثار بوزارة المعارف, كما ان هناك اتجاهاً قائماً بالعمل على ترميم بعض الآثار القديمة، كمدينة الاخدود بنجران وغيرها، كما تحث وزارة البلديات بالمملكة، بكل إصرار، على الحفاظ على الطابع الاثري القديم بالنسبة للمباني الاثرية ذات الطابع المميز.
وحتى ينجح المشروع القومي الذي تتبناه جامعة الدول العربية حالياً للنهوض بالمدن الحضارية العربية,, وتوصي المملكة العربية السعودية، ورقة العمل، بضرورة العمل على ايجاد منهج تربوي بيئي موحد لجميع الدول العربية، والهدف من هذا المنهج هو إنشاء جيل عربي لديه ميول بيئي لاهمية السياحة البيئية, وذلك حتى تضمن الجامعة العربية الاستمرارية لهذا المشروع القومي الهام.
علي السيد

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

المتابعة

أفاق اسلامية

ملحق الميدان

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved