مفكرون وسياسيون مصريون يتحدثون عن قمة الرياض دعوة خادم الحرمين لإقامة وحدة عسكرية خليجية تعكس حرصه على أمن المنطقة وخدمة مصالحها |
* القاهرة مكتب الجزيرة باهر حسين
اكد عدد من المفكرين والمراقبين السياسيين ان دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله خلال كلمته التي القاها في افتتاحه لاعمال القمة الخليجية العشرين بالرياض إلى إقامة وحدة عسكرية خليجية شاملة تأتي حرصا منه حفظه الله على امن دول الخليج والحفاظ على استقرارها ومصالحها المشتركة بعيدا عن الاهواء والمنازعات الخارجية,, واعتبروا الدعوة بانها تجسيد لفكرة الدفاع الجماعي وتعكس الوعي الكامل بأوضاع المنطقة ووصفوها بأنها دعوة عظيمة لها دلالات واسعة.
حيث اكد اللواء اركان حرب السابق احمد عبدالحليم ان التعاون العسكري في منطقة الخليج يحظى باهتمام كبير على مدى السنوات الاخيرة وبصفة خاصة بعد تحرير الكويت وقد تم تحقيق خطوات كبيرة بالفعل في مجالات الدراسة والتنسيق لتعزيز هذه القوة على مستوى القوات البرية والجوية والبحرية وان كانت تركز التعزيزات على اسس البناء الذاتي لكل دولة على حدة من خلال تصور عام مشترك يتمثل في توحيد العديد من اجراءات العمل والتدريب وتوافق الانظمة لتطوير قوة درع الجزيرة لذا تأتي دعوة الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين نابعة من الحرص على امن هذه الدول وعلى مصالحها التي يجب ان تكون بعيدة عن الاهواء والمنازعات الخارجية وتجسيدا لفكرة الدفاع الجماعي على مبدأ التكافل والتكامل لدول المجلس وحتى لا يكون امن المنطقة رهنا لاهواء ومصالح الدول الاجنبية.
ومن ناحيته يرى اللواء اركان حرب متقاعد محمد الحسيني ان دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز إلى إقامة وحدة عسكرية خليجية شاملة تعكس الوعي الكامل بأوضاع المنطقة وهي ذات رؤية كاشفة قد حددت بوضوح التطلعات والآمال والطموحات التي ينبغي حملها ازاء الفترة المقبلة والخطوات التي يجب اتخاذها ليس على صعيد المملكة ودول الخليج وحسب بل على صعيد الامتين العربية والاسلامية، فالدعوة الى توحيد الجيوش دعوة عظيمة لها دلالات واسعة، فثبات واستقرار القوة العسكرية المعتمدة على الذات الخليجية تعني استقرارا للمنطقة وعدم تفكير اية قوى خارجية في تهديدها او الضغط عليها, ايضا اعتماد دول الخليج على قوتها الذاتية يضمن لها التطور الفعّال بعيدا عن اية مؤثرات خارجية وبعيدا عن تنازع الاهواء والاغراض والمصالح الخارجية، فالدعوة عظيمة واتمنى لها ان تتحقق لان بها سيخطو المجتمع الخليجي خطوة واسعة للامام وستنعكس آثارها الايجابية بالطبع على الامة العربية والاسلامية.
أهمية القوة الموحدة
من جانبها اشادت الصحف المصرية بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله لتكوين قوة عسكرية خليجية موحدة حيث اكد الكاتب الصحفي رضا محمود في مقالته قضية ورأي بصحيفة الاخبار على ان دعوة خادم الحرمين الشريفين للزعماء الخليجيين لضرورة تكثيف الجهود في اتجاه تكوين قوة عسكرية خليجية موحدة جاءت بمثابة ناقوس الخطر الذي ينبه الى ضرورة التحرك في الوقت المناسب ويطالب دول مجلس التعاون الست بضرورة السعي للتحرر والتخلص من حماية الغير حتى لا تجد المنطقة نفسها في وقت من الاوقات رهنا للاهواء والمصالح الدولية المزاجية في ظل عصر تحكمه مصالح الكبار ولا قيمة فيه لكلام الصغار والضعفاء.
واضاف الكاتب رضا محمود ان وجود مثل هذه القوة الموحدة والمسلحة والمدربة بشكل جيد هو المخرج الوحيد من المأزق الذي تعيشه المنطقة فحالة التوتر التي عاشتها المنطقة الخلجيية اثناء الحرب العراقية الايرانية ثم غزو الكويت واقدام ايران على احتلال الجزر الاماراتية الثلاث كل هذه الاحداث فرضت على الفكر الخليجي ضرورة التوصل الى صيغة للتعاون العسكري فيما بينهم.
ضرورة كبيرة
ومن ناحيته اكد الكاتب الصحفي محمد الحيوان في صحيفة الوفد ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحلم بتحقيق قارة عربية موحدة ولكنه يرى بضرورة عاجلة ان تقوم وحدة عسكرية شاملة بين دول الخليج تدافع عن اهله وعن خيراته وعن موقعه المتميز وتحقيق الوحدة العسكرية بين دول الخليج ضرورة عاجلة لأن الاحداث الدولية سريعة وتطوراتها اسرع.
واضاف الكاتب محمد الحيوان ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرى ان الاحداث الدولية سريعة وقوية وثقيلة وعلى دول الخليج والعرب ان يتدبروا احتمالات المستقبل وان ينظروا للاحداث بعقل يقظ وان يتكاتف الجميع اعتمادا على الله ولا قوة الا بالله مشيرا الى ان الامن ما زال بعيدا عن متناول الشعوب كما ان العرب والمسلمين يتعرضون لصراعات شديدة وهجمات بربرية وان مجلس التعاون الخليجي مع كل مجهود دولي لاعادة الامن والسلام للعالم مؤكدا انه لن يكون المجلس قويا الا بالاعتماد على النفس, ويرى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ان فلسطين اختارت طريق السلام العادل وان العرب اختاروا معها نفس الطريق وان العراق لم يتعلم درسا واحدا من الماضي ولذلك ما زال السلام بعيدا وان خادم الحرمين الشريفين يتطلع الى عالم يسوده العدل والامان ويرى ان الوحدة العسكرية والاقتصادية بين دول الخليج بداية ضرورية وان الحاجة ملحة الى الوحدة وهنا لا فرق بين حلم وحقيقة لأنها ضرورة لازمة.
رؤية جديدة
من ناحيته اشار الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد احمد في افتتاحية مجلة المصور الاسبوعية الى ان دعوة الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين في خطابه الى وحدة عسكرية لدول الخليج قوامها جيش قوي يصون امن دوله بحيث لا يصبح هذا الامن رهن الاهواء والمصالح الدولية دعوة تشكل جزءا من رؤية جديدة للمملكة العربية السعودية تستعد بها لمواجهة آثار ومتغيرات العولمة.
|
|
|