في اللقاء المفتوح مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بعد رعاية سموه الكريم للمؤتمر الثالث للتصحر والبيئة الذي عقد بجامعة الملك سعود يوم الثلاثاء الماضي,.
في ذلك اللقاء وقف أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ليعلن أن كبريات المستشفيات العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بعض دول أوروبا الغربية عندما تعلن عن وظائف شاغرة وتطلب من الراغبين في العمل التقدم اليها تضع في مقدمة المؤهلات أن يكون الشخص المتقدم قد عمل في المملكة العربية السعودية في احدى مستشفياتها.
وهذه المعلومة لها جانبان أحدهما إيجابي الا وهو أن مستشفياتنا تحتوي على أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية غير المتوفرة في معظم دول العالم النامي وإن نظم مستشفياتنا تتوافق مع النظم الدولية والعالمية.
أما الجانب الآخر لهذه المعلومة فهو جانب سلبي الا وهو ان معظم العاملين في مستشفياتنا وهم بكل أسف من غير السعوديين، ولذا فهم يأتون بعد تخرجهم في كليات صحية أو طبية أو فنية للعمل في مستشفياتنا بل للتطبيق العملي وللتدرب من خلال الأجهزة الفنية والتقنية الحديثة الموجودة في دور الاستطباب في المملكة، وبعد أن يتمكنوا من الممارسة الجيدة للتعامل مع هذه الأجهزة والمعدات والآلات,, يبدؤون في البحث عن وظيفة دائمة في احد المستشفيات والمصحات العالمية في أمريكا أو اوربا,.
بلغة اخرى ان مستشفياتنا واجهزتها ومعداتها عبارة عن آلات ومعدات تدريب يتدرب من خلالها هؤلاء المتعاقدون بعد تخرجهم في بلدانهم ثم يذهبون الى بلد آخر قد يكون اقرب الى عاداتهم وتقاليدهم خصوصاً المتعاقدين من بعض البلدان غير العربية.
إذا كانت الحال هكذا لماذا لا تعطى الافضلية للكوادر الوطنية من السعوديين المتخرجين من كليات الطب البشري وكليات العلوم الطبية التطبيقية وكليات الصيدلة وكليات طب الاسنان والكليات والمعاهد الصحية وغيرها من المؤسسات التعليمية الطبية والصحية للتدرب بعد التخرج مباشرة في مؤسساتنا الصحية بقطاعيها العام والخاص.
لماذا تشترط بعض المؤسسات الصحية أو الطبية الخبرة وهل هذا الشرط التعجيزي هدفه الأول والأخير قفل الباب امام المؤهلين السعوديين من الشباب والشابات لماذا لا تتاح الفرصة لأبنائنا وبناتنا للعمل بعد التخرج مباشرة في كل القطاعات الصحية والطبية دون قيود تعجيزية بدل اتاحة الفرصة لغير السعوديين للحضور الى المملكة والتدرب في مستشفياتها العامة والخاصة، ومن ثم الانتقال إلى دولهم أو إلى احدى الدول المتقدمة التي تشترط في تفضيل من يعمل لديها أن يكون سبق له العمل في مستشفياتنا,.
ولقد ذكر لي من أثق في معلوماته أن بعض الشركات الاجنبية عندما تبحث عمن يعمل لديها من الدول النامية في المجالات الالكترونية والكهربائية ومعظم الجوانب الفنية وذات العلاقة بالتقنية والأجهزة والآلات والمعدات تعطي الأفضلية لمن سبق له العمل في دول الخليج,.
ترى هل ستتحول أجهزتنا ومعداتنا الى وسائل تدريب يتدرب عليها غير السعوديين بعد أن انفقنا على شرائها الملايين من الريالات,, إنها دعوة للقطاع الخاص للمشاركة في انشاء معاهد لتدريب أبناء الوطن لأنه ما حك جلدك مثل ظفرك,, والله الموفق.