الكل من أبناء ومواطني دول الخليج العربي رجالاً ونساء تابعوا وبقلوب مشدوهة يحدوها الأمل والترقب المقترن بالفأل جميعهم تابعوا جلسات مؤتمر القمة الخليجي المنعقد بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية,, وما أسفرت عنه هذه الجلسات من توصيات وتوجهات تم اقرار البعض منها والبعض الآخر أخذ مجراه من الأولويات والتنفيذ في المستقبل المنظور,.
وأشد ما لفت انتباه أبناء دول الخليج الخطاب التاريخي المهم في مجمله وفي زمنه الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود على القادة,, والذي تضمن البعد والآفاق المقبلة لدول وأوطان الخليج العربي,, وما أسماه جلالته بالاطماع المرتبطة بالنواحي الاقتصادية والسياسية,, وهو قد أخذ الهاجس العميق لدى الرأي العالمي والاعلام الخارجي,, حيث جاءت التحاليل مطابقة لعمق الصراحة والوضوح لخطاب القائد الملك فهد الذي أضاف مكسباً حماسياً وعمقاً تفكيرياً لمحتوى الخطاب الذي صفق له الجميع من القادة وأعضاء المجلس احتراماً لكل كلمة وجملة من هذا الخطاب الذي صار بمثابة الناقوس الذي يدق في ذاكرة الزمن الراهن الذي تعيشه دول المنطقة,,والكل يسير وحده دون خط موحد يسير عليه الجميع، قد اجمعت عليه مصالح وفعاليات دول المنطقة بعيداً عن الانفرادية والتأرجح الذي قد يضر بدولة دون أخرى,, لأن يد الله مع الجماعة,, وقد بارك الله بالشورى المجتمعة بالرأي والتداول بين مجموعة دولنا الخليجية التي تمثل بمجمل اتحادها وقوتها صرحاً منيعاً يصد عنها كيد الطامع والمتحايل والمستغل,, والقوة كما هو معروف قد باركها الله في القرآن والسنة,, ولعله من واقع الأمر ذلك الاهتمام الذي شاهدناه ورأيناه عبر القنوات الفضائية لوقائع المجلس العشرين من قبل زعماء وملوك دول الخليج,, وكان الاحساس الذي يترجمه ردود الأفعال النفسية لمستقبل دول الخليج,, قد أعجمه وغزله نقاط محتويات خطاب الملك فهد,, والذي سبقه ما جاء بالحديث الذي أجرته جريدة الحياة اللبنانية مع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ولي العهد,, من ان الوقت قد حان ولا يقبل التأجيل بأن تتخذ الدول العربية مواقف حازمة وجادة نحو مستقبل شعوبها قبل فوات الأوان، وان ما صرح به سموه نحو الأمة العربية ينطبق تماماً على دول المنطقة الخليجية,, وهي الأهم بالنسبة لدويلات المنطقة,, لأنها المحتاجة إلى توحيد الموقف والسياسة العسكرية والاقتصادية,, وما هو مطلوب نحو تحقيق طموحات شعوبه من حيث التنقل ومرونتها من بلد وآخر,, ثم ما يتعلق بتوحيد العملة والتعامل في الوحدة الجمركية، وقد أقرها المجلس وهذه بداية الاخلاص ونزاهة النوايا وصفاء القلوب والاعتراف بالواقع.
ثم ما جاء ضمن جلسات المؤتمر وتوصياته ما يتعلق بالوحدة التضامنية الخليجية، ان هذا الهاجس وقبل ان يتم تنفيذه لهو خبر ينمو عن البعد السياسي والفكري والاجتماعي,, ذلك أمر أدركه ملوك وزعماء دول الخليج المحترمون,, والمواطنون بدورهم وبما يختلج في نفوسهم نحو قادتهم يرون بان توصيات المجلس العشرين قد جاءت بعد الدراسة والتمحيص الذي لا يشوبه الكدر ولا المغالطات,, بأن مصالح شعوب المنطقة هي الأهم قبل المهم,, ولأنها الأهم فقد لامست هذه التوصيات عمق المجال الاعلامي الخارجي اذ تابعنا ما علقت به الصحف والاذاعات العالمية عن البعد السياسي والاقتصادي الذي خرجت به توصيات مجلس التعاون الخليجي العشرين مما أثار الحماس والاغتباط لدى مواطني دول الخليج العربي الاصيل.
وعن الجانب الأمني فقد بارك الجميع لما اتخذه المجلس من خطوات أولية صائبة أهمها المبادرة في اتخاذ الاجراءات الصارمة والعاجلة فيما قد تسول له نفسه من بعض الجاليات من بعض السلوكيات التي قد تقلق مواطني المنطقة وتؤذيهم مما قد يسبب لبعض هذه الجاليات الطرد والابعاد الى الأبد.
والمطلوب من المواطنين الخليجيين حسن التعامل وأداء الحقوق لمن أحضرناهم من الجاليات العمالية والخدمية برضا وقناعة منا ونزولاً لظروفنا,, فإننا في هذه الحالة يجب أن نكون عند حسن ظن حكوماتنا والجهات الأمنية فيما يتعلق بإعطاء كل ذي حق حقه دونما تأخير أو مماطلة، فقد قال رسول الله عليه وسلم في معنى الحديث حاسب الأجير قبل ان يجف عرقه ، ونحن أمة الاسلام ندين ونطبق هذا الحديث ,, وطبقه اجدادنا وآباؤنا من قبلنا,, ويجب ألا ندع لأجهزة الاعلام الحاقدة والحاسدة لنا ان نفتح لها ثغرة من ثغورنا ليجدوا فوهة للتعليق والشماتة فينا في أمور قد لا تستحق هذا التهويل والتطبيل.
محمد الرجيعي