انطلقت جامعة الملك سعود منذ تأسيسها في عام 1373ه تمارس دوراً حضارياً واسع التأثير,, في حضور مميز يلامس كافة قطاعات المجتمع السعودي وفي سعي فاعل لتحقيق الأهداف الرئيسية لإنشائها,, والتي تتماثل مع أهداف المؤسسات الجامعية العالمية المرموقة,, والمتمثلة في:
*توفير فرص التعليم العالي ذي الجودة العالية.
*اجراء البحوث والدراسات العلمية التي تستهدف بحث سبل ايجاد بدائل الحلول لمشاكل المجتمع ومعوقات التنمية والتطوير.
*خدمة المجتمع من خلال المراكز الجامعية المختلفة.
**ولقد ظلت جامعة الملك سعود تنثر شعاعها العلمي والمعرفي في المجتمع السعودي الناهض كصرح علمي شامخ ومركز اشعاع بارز يساهم في بناء الانسان,, فيخرج سنوياً الآلاف من الشباب المؤهل بالعلم والمزود بالمعرفة ليمارس دوره في حركة النماء والبناء على امتداد ثرى بلادنا الطيب.
وتواصلت الجهود البحثية والنتاجات القيمة التي اسهمت ولا تزال في مسيرة التنمية,, كما رافق ذلك عطاءات علمية في شكل استشارات أفادت منها الكثير من القطاعات الانتاجية والخدمية في البلاد.
**وفي ظل قيادة جامعية متمكنة قدرة وفكراًوعطاء ممثلة في معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله الفيصل,, لم تكن مناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية لتمر دون ان يكون للجامعة (الأم) دور بارز ومميز يسهم في بلوغ الأهداف المأمولة من تجسيد معطيات هذه المناسبة الهامة التي تذكي الشعور بالفخار والعطاء والعمل.
ومن هذا المنطلق فلقد أقامت الجامعة ثلاث فعاليات علمية وثقافية متزامنة وهي:
الندوة الجامعية الكبرى: والتي تضمنت ستة محاور شملت: المحور الأدبي، المحور التربوي، المحور الهندسي، المحور الصحي، المحور الزراعي، المحور الاداري.
اسبوع الجامعة والمجتمع: والذي شارك فيه العديد من الجهات والقطاعات الحكومية والأهلية إلى جانب الكليات والمراكز العلمية التابعة للجامعة.
معرض الكتاب: الذي تضمن كماً ضخماً من الانتاج الفكري المنشور محلياً وعربياً,, حيث شاركت فيه (170) دار نشر واحتوى على (100,000) عنوان من الكتب والمجلات والأشرطة والاقراص المدمجة.
ولم تقتصر هذه الفعاليات على الاقسام الرجالية,, بل كانت للاقسام النسائية نشاطات ومعارض وندوات متزامنة في ذات الوقت ضمن فعاليات الندوة الكبرى.
**ولقد تناولت الندوة الجامعية الكبرى الكثير من مظاهر التطور والنمو الحضاري في المملكة العربية السعودية على امتداد مائة عام من عمر الزمن في شتى المناحي والميادين,, ربطت في طروحاتها بين الابعاد الزمنية ومعطياتها الحضارية ماضياًوحاضراً ومستقبلاً,.
ولقد شهدت بعض الندوات الكثير من النقاشات الهادفة والمثمرة والبناءة,.
وإجمالاً فان الندوة تعد بحق تظاهرة علمية كبرى شارك في فعالياتها اكثر من 200 باحث وقدم خلالها (173) بحثاً وتضمنت (38)جلسة علمية.
**ولكن كان الحضور قليلاً والغياب كبيراً,, فلقد حرصت على حضور بعض الندوات ووجدت القاعات شبه خاوية,.
وتساءلت بألم: كيف يهدر مثل هذا الزخم العلمي والفكري الكبير والعميق بهذه الصورة؟! دراسات وأبحاث قيمة, اعدها حشد من كبار الاساتذة المتخصصين والمتمكنين طرحت في جلسات هذه الندوة,, فلماذا لايستفيد من مضامينها أكبر عدد ممكن من ابناء المجتمع,, مسئولين واساتذة ومتابعين وطلاب علم؟!
جهود كبيرة ومضنية بذلت من قبل القائمين على هذه الندوة وفي مقدمتهم معالي مدير الجامعة,, فلماذا يعكرها محدودية الحضور؟!
**قد يكون هناك قصور في آليات الإعلام عن فعاليات الندوة,, وفي سبل الإبلاغ الاتصالي بقطاعات المجتمع وشرائحه المعنية بفعاليات هذه الندوة,, وقد يرجع القصور إلى وسائل الاعلام,, لا أعلم,, ولكن الأمر حتماً يحتاج إلى دراسة لمواجهة ظاهرة محدودية الحضور في الندوات القادمة بإذن الله تعالى.
لقد تأخرت في كتابة هذا المقال بسبب سفري ,, ولكن تظل الاشارة إلى الخلل قائمة الجدوى لتفادي تكرار وقوعه مستقبلاً,, وللقائمين على الجامعة التقدير والاكبار لجهودهم,,
فالجامعة تعيش حالياً عصراً مزدهراً بالعطاءات والانجازات.