كشف وزير خارجية روسيا بعضاً من الخطط التي وضعها الكرملين لتصفية الشيشانيين الذين يرفضون الهيمنة الروسية.
فقد أعلن الوزير في تصريح صحفي بموسكو بأن العمليات العسكرية وقصف المدن الشيشانية ستستمر لمدة ثلاثة أشهر لتصفية المقاتلين المعارضين للوجود الروسي في الشيشان,, ويصف الوزير المقاتلين من أجل الحرية والمدافعين عن دينهم، يصفهم بالارهابيين وليس هذا بمستغرب عنه، والمصنّفون من المسلمين يسمّيهم المجاهدين، وهم كذلك، فهم يخوضون حرباً جهادية لمواجهة قوة غاشمة تريد أن تفرض هيمنتها على بلاد إسلامية,, وقد استغلت الانهيار الأمني في عاصمتها موسكو فألقت بتهمة التفجيرات التي حصلت بها على المقاتلين الشيشانيين لتبرر تنفيذ خططها لإبادة الشعب الشيشاني,, فروسيا التي تريد أرض الشيشان بلا شعبٍ وجدت أن الطريقة التي يمكن بها التخلص منهم، لا يمكن ان تكون بتهجيرهم كما فعل ستالين، ولا بإحضار مهاجرين روس لتغيير الطبيعة الديموغرافية، فكل هذه الأساليب فشلت، لأن الشيشانيين وكل أهل القوقاز سرعان ما يعودون إلى أرضهم، أو أنهم يشكلون قوة في المنطقة التي يرحلون إليها، كما أن المهجّرين الروس الذين يستجلبون إلى الأراضي الإسلامية سواءً في الشيشان أو أنغوشيا، أو داغستان، وسواء في القوقاز أو التتار لا يمكن أن يغيروا من الطبيعة السكانية للأراضي الإسلامية، وذلك لتمسُّك المواطنين المسلمين بعقيدتهم الإسلامية رغم كل محاولات الأنظمة الروسية المتعاقبة بدءاً من النظام القيصري، مرورا ً بالنظام الشيوعي، وصولاً إلى نظام يلتسن.
وبما أن الروس قد وعوا هذه الحقائق، فقد وجدوا أن الحصول على أرض القوقاز عموماً والشيشان خصوصاً يتمثل في التخلص من شعبها المسلم بإبادته من خلال الحملات العسكرية المتعاقبة، ومن لم يقتل بالمدفع، يُترك ليقتله الجوع والبرد, وهذا ما يحصل حالياً في الشيشان، وبما أن هذه الحملة العسكرية الثانية ستمتدُّ إلى أكثر من نصف عام بعد الأشهر الثلاثة التي كشف عنها وزير الخارجية الروسي، فإن المؤسسة العسكرية تهدف إلى التخلص من عشرات الآلاف من الشيشانيين لتقليص أعدادهم وبنيِّة إرهاب الشعوب الإسلامية الأخرى في الاتحاد الروسي، وبالتالي يحقق عسكر روسيا ما يريده الكرملين، الساعي إلى تشديد القبضة على المسلمين وإبادة من يتمرد منهم.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com