Thursday 2nd December, 1999 G No. 9926جريدة الجزيرة الخميس 24 ,شعبان 1420 العدد 9926


إبل نافقة ومسلخ ومدابغ هدايا بلدية بريدة لحي الخليج
أكبر سوق للإبل بالشرق الأوسط يعيش الإهمال والوعود الواهية,.

* *تحقيق : عبدالرحمن الحنايا
يعتبر سوق الإبل بمدينة بريدة أكبر سوق للإبل في منطقة الشرق الأوسط, حيث يتوافد عليه الباعة والمشترون من جميع دول الخليج العربي ويشهد السوق طوال ايام العام نشاطاً تجارياً مذهلاً حتى انه يتحول في أوقات الإجازات والمناسبات إلى تظاهرة تجارية لامثيل لها.
ومع تلك الأهمية البالغة لهذا السوق وما يحتله من مكانة تجارية إلاّ أن بلدية مدينة بريدة تقابله وتعامله بالتجاهل والإهمال,, مما جعل كل من يرتاد السوق سواء من الباعة أو المشترين يعيش وضعاً نفسياً صعباً من جراء صعوبة التعايش مع مايلاقونه من إهمال منقطع النظير.
الجزيرة القت الضوء على هذا السوق وخرجت بالصورة التالية,.
معلم تجاري لم يجد التقدير والعناية
فقد تحدث في البداية المواطن عبدالعزيز السلوم أحد تجار السوق قائلاً: إن مانعيشه في هذا السوق أمر لايمكن أن يتصور ولايمكن أن يقال عن أشهر وأكبر سوق للإبل في الشرق الأوسط, فبلدية مدينة بريدة لم تقدر هذا المعلم التجاري البارز والعمل على تهيئته بشكل يضمن راحة الباعة و المشترين فالتنظيم يعيش اسوأ حالاته بداية بالأحواش والمرافق فالقوي في هذا السوق يستولي على الضعيف مستندين على غير نظام ومنطلق ثابت يسير عليه الجميع حتى ان البعض في هذا السوق لم يجد مكاناً لإبله مما حدا به ان يجعلها تعيش على قارعة الطريق في الممرات بين الأحواش معرضاً إياها والآخرين للخطر وغير مبالين في ظل غياب الرقيب لمضايقة المارة والمرتادين، إضافة إلى أن تلك الأحواش بشكلها العشوائي الحالي قد صممت واقيمت بصورة مشوهة حيث ان البعض منها من الحديد والآخر من أخشاب الأشجار ومنها ما هو من الاسلاك المعدنية وإلى مالانهاية من أشكال الإساءة وعكس الصورة المتردية لهذا السوق.
700 رأس يومياً:
وعند سؤاله عن اعداد مايباع في السوق من الإبل بشكل يومي أفاد انه في اوقات الإجازات والمناسبات يباع يومياً ما يقارب من سبعمائة رأس,, اما في باقي ايام العام فيباع يومياً ما يزيد على اربعمائة رأس من الإبل تجلب من جميع انحاء المملكة.
وأضاف محمد الدخيل أحد تجار سوق الإبل قائلاً إن مما يزيد المعاناة في هذا السوق إضافة إلى الإهمال الواضح والفاضح من قبل البلدية هو موقعه الحالي مما كان سبباً في تيه كثير من الجلابة الذين يحضرون إليه من خارج منطقة القصيم، مع أنّ بلدية بريدة قد وعدت بنقله منذ مايزيد على اربع سنوات ولكن شيئا من هذا لم يحدث.
موقع سيىء وثالوث خطر:
واستطرد قائلاً إضافة إلى سوء موقعه الحالي والذي لايمكن أن يصل إليه إلا من ولد في مدينة بريدة فإننا نعاني من محاصرة الروائح الكريهة والنتنة لهذا السوق فهو يعيش بين ثالوث خطر فالمسلخ من جهة ومستنقع المياه الكبير الذي أقض مضاجع سكان المدينة قاطبة من جهة وسوق الأعلاف وغباره المتطاير من جهة أخرى فأين المسؤولون في بلدية مدينة بريدة من تلك المعاناة الرهيبة والقائمة؟؟
الجمال النافقة وتهاون البلدية:
ويقول البائع الآخر المواطن دعسان الحربي,أينما تقصد في هذا السوق فإنك حتما ستتوقف على معاناة ناجمة عن اهمال البلدية له فالبلدية كأقرب مثال لم تكلف نفسها بوضع عمالة مجهزة بآلياتها تقوم على إخلاء السوق من الإبل الميتة التي تنبعث منها الروائح المنتنة والامراض المنتشرة بل إن الباعة في السوق يعملون على إخراجها بطريقة بدائية ووضعها على قارعة الطريق لكي تتكرم البلدية بإبعادها بعد أن أعطت تصوراً سيئاً عن المدينة وبيئتها.
غياب الخدمات الأساسية:
محمد السلوم وفهد الشريدة من تجار السوق يقولان إن مايحدث في هذا السوق أمر لايمكن وصفه فإضافة إلى ماسبق ذكره فإن السوق يفتقر إلى خدمات أساسية لم تراع البلدية أهميتها وحاجة كل من يتواجد فيه بصورة ضرورية فلم يتوفر في السوق دورات مياه يستفيد منها مرتادوه بل إن الجميع وخاصة في فترة الصيف يعانون من عدم مياه الشرب الباردة والتي لم تتوفر بسبب عدم إيصال الكهرباء فالباعة في السوق وضعوا جدولاً يومياً لإحضار الماء البارد، وتتواصل المعاناة ايضا بسبب عدم توفر الكهرباء في الليل فالجميع يعمل على اضواء السيارات وأنوار الشمع والفتيل حتى ان البعض يؤجل عمله إلى الليالي المقمرة لكي تتسنى له الرؤية.
معاناة مضاعفة مع موسم المطر:
من جانب آخر فإن المواطن صالح بن ناصر الغيث احد مرتادي السوق ضم صوته إلى تجار وباعة السوق حول المعاناة القائمة قائلاً: إن من يحضر إلى هذه السوق ولو بفترات متفاوتة يشاهد ويعايش الوضع المتردي ففي فصل الشتاء وبعد هطول الأمطار يحدث العجب العجاب فالممرات عائمة بالوحل والمياه ولايمكن أن تصل لساحة السوق إلا بعد الإعانات البشرية التي تتلقاها من المتفاعلين بعد الأعطال وغرز عجلات المركبة وسط تلك المياه.
إضافة الى ضيق الممرات والطرق بسبب إهمال البلدية لتنظيم الأحواش والمرافق فتجد المجموعة من الجمال تعيش الأشهر والسنوات وسط الطريق بلا مبالاة من قبل اصحابها لما يتعرض له المارة.
إبل سائبة ومسلخ ومدابغ
هدايا البلدية لحي الخليج
كما أبدى المواطن عبدالله بن عبدالرحمن الخميس أحد سكان حي الخليج الحي الملاصق لسوق الإبل عجبه وتذمرة بسبب وضع ومكان سوق الإبل قريباً من الأحياء السكنية العامرة حيث يقول إن سكان حي الخليج لايعلمون ماذا تريد بلدية مدينة بريدة من هذا الحي فإضافة إلى مستنقع المياه الكبير والروائح الكريهة المقلقة المنبعثة منه ومجرى المياه الذي راح ضحيته عدد من أبناء هذا الحي والتساهل المثير من قبل البلدية تجاه وضع المسلخ وما يقوم به المسئولون فيه من استغلال وضع مستنقع المياه لصرف مياه الذبح وبقاياه من الدم والشحوم نحو هذا المستنقع مستخدمين مياه التقطير الحارقة لتسهيل مجرى تلك البقايا وبدلاً من العمل على إبعادها وإزالتها والزام المسلخ بذلك تسامحت وتساهلت البلدية في إقامة مدبغة للجلود؟؟ اضف إلى ذلك إقرار البلدية لمكان سوق الأعلاف وختاما لتلك المهازل سوق الإبل بوضعه المتردي وكأن حي الخليج أحد القطاعات الزراعية بل ان الحال وصل بإهمال البلدية لهذا السوق وعدم ترتيبها للاحواش والحظائر والزام التجار بصيانتها إلى تسيب عدد من الإبل حتى اننا بدأنا نسمع في حي الخليج عن وقوع حوادث بسبب الإبل السائبة على الطريق؟؟! لم يحدث هذا ولم نسمع به إلا على الطرق الطويلة الموصلة بين مناطق المملكة, ولكن بلدية بريدة جعلته أمراً عادياً في حي الخليج ببريدة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved