* واشنطن أ,ف,ب
بعد ثلاثة اشهر على الفشل الذريع في وضع مركبة الاستكشاف مارس بولار اوربيتر في مدار كوكب المريخ، عادت الأرض لتنتظر موعدا جديدا مع المريخ مع هبوط مركبة مارس بولار لاندر على سطحه المتوقع غدا الجمعة.
ومن المقرر ان تهبط المركبة التي تتجه من دون عوائق نحو المريخ، بهدوء في سهل يقع على بعد 800كلم من القطب الجنوبي عند تقاطع خط العرض 76 درجة جنوبا وخط الطول 195 درجة غربا.
وستكون المهمة الرئيسية للمركبة محاولة الكشف عن وجود مياه سواء كانت متجمدة أم في هيئة بخار, وهي مزودة بذراع آلية تتيح لها حفر أخاديد صغيرة في سطح الكوكب ونقل العينات الى فرن صغير يقوم بتسخينها لاستخراج الغازات المتطايرة المحتملة كبخار الماء أو ثاني أكسيد الكربون.
وعليه فان مارس بولار لاندر ستسمح باستئناف برنامج استكشاف الكوكب انطلاقا من الأرض, فقد ارسل السوفيات، والروس من بعدهم، مركبات عديدة الى المريخ وقمريه فوبوس وديموس منذ العام 1962 مارس 1 , إلا ان حظهم كان عاثرا مع تحطم المركبات أو حصولها على نتائج ضحلة.
وكان الأمريكيون في المقابل أوفر حظا، فقد ارسلت المركبة الأولى التي اطلقوها مارينر 4 1965 الصور الأولى المأخوذة للمريخ من الفضاء, وتلت هذه الصور ال21 مجموعة أكبر ارسلتها مركبة مارينر 6 في العام 1969 75 صورة ومارينر 9 في العام 1972 7329 صورة .
وفي صيف العام 1976، باتت المركبتان فايكينغ أول مركبتين أمريكيتين تهبطان على سطح المريخ, واتاحت المركبتان اللتان بقيت مقصورتاهما في المدار تكوين فكرة أولى عن الكوكب من خلال الصور التي التقطتها احداهما من على سطح الكوكب والثانية عن بعد, إلا انهما لم تسمحا بمعرفة ما اذا كانت هناك حياة عليه.
وفي العام 1997 حققت مركبة الاستكشاف مارس باتفايندر حدثا مع هبوط الرجل الآلي الصغير المتحرك سوجورنور على سطح المريخ, فقد كانت المرة الأولى التي يتنقل فيها الانسان على كوكب آخر من خلال رجل آلي يتم التحكم به عن بعد, واتاحت الصور الخلابة ودراسات الاحوال الجوية وتحاليل الصخور الحصول على عناصر جديدة اشارت الى وجود نشاط بركاني أو كميات كبيرة من المياه في الماضي,وفي العام نفسه، دخلت مركبة مارس غلوبال سورفايور في مدار المريخ ولا تزال منذ ذلك التاريخ ترسل صورا لتفاصيل الكوكب كالكثبان والوديان وترسم خريطة مفصلة لسطحه باستمرار.
الا ان وكالة الفضاء الأمريكية ناسا شهدت فشلا كبيرا في سبتمبر الماضي عندما فقدت مركبة مارس كلايمت أوربيتر التي تحطمت على الارجح على سطح الكوكب بدلا من الدخول في مداره نتيجة خطأ في الحسابات, وذكرت تلك الحادث بفشل آخر عندما فقد الاتصال بمركبة مارس اوبزرفير لدى اقترابها من المريخ في العام 1993.
وليست مارس بولار لاندر سوى واحدة من مجموعة المركبات التي ستهبط على المريخ في السنوات المقبلة, فمركبة نوزومي اليابانية انطلقت وهي في الطريق اليه، كما من المقرر ان ترسل ناسا مركبتين الى الكوكب كل عامين, أما الوكالة الفضائية الأوروبية فستشارك في السباق الى غزو الكوكب من خلال مركبة مارس اكسبرس , وفي العام 2005 ستطلق كل من فرنسا والولايات المتحدة مركبة العودة لنقل عينات من سطح الكوكب الى الأرض.
أما المغامرة الكبرى وهي وصول الانسان الى المريخ فتندرج في اطار هذا البرنامج الطويل، وربما اعتبارا من العام 2014.